الدوام المتغير والنظام الغذائي غير المنتظم وصفة للمتاعب الصحية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «بلوس ميدسين» أن العمل بأنظمة دوام متغيرة، وعدم الانتظام في تناول الوجبات الغذائية يجلبان الكثير من المخاطر والمتاعب الصحية، تشمل على سبيل المثال لا الحصر البدانة والسكري نوع 2 واضطرابات النوم ومشكلات القلب. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد إجرائهم دراسةً تابعوا خلالها 69,269 امرأةً لمدة 18 إلى 20 سنةً. فوجدوا أنه كلما زادت فترات تدوير الدوام ما بين ليلي ونهاري، زادت مخاطر الإصابة بالسكري نوع 2. ويقول هؤلاء الباحثون «إذا أُخذت البيانات المقتبسة من هذه الدراسة ودراسات أخرى غيرها على معناها الظاهري، فإن ذلك يعني ببساطة أن العمل بدوام متغير سيقود شرائح واسعة من كل المجتمعات في العالم إلى الإصابة بالسمنة والسكري. وإذا علمنا أن غالبية الموظفين الذين يتبعون دواماً متغيراً لا ينتظمون في تناوُل وجباتهم الغذائية، فإن هذا يؤشر على أن تقلب عملية الأيض لديهم تتأثر سلباً، وقد تتسبب لهم على المدى المتوسط في الإصابة بأعراض جانبية وأمراض». ويضيف الباحثون أن تشجيع العاملين بدوام متغير على اتباع أنظمة غذائية صحية سهل من حيث التنظير، وصعب من حيث التطبيق. لكنهم يُردفون أن معظم الناس يعرفون في الوقت الراهن أن استهلاك الفواكه والخضراوات وحبوب القمح الكامل يُشكل العمود الفقري لنظام غذائي متوازن وصحي، وأن غير ذلك يؤدي إلى السمنة وتبعاتها السلبية على الصحة من سكري وأمراض قلب. ويدعو الباحثون في هذا الإطار أرباب العمل في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة إلى التحلي بالمبادرة ومساعدة الموظفين الذين يعملون بدوام غير ثابت على توفير مرافق غذائية تُعينهم على تبني عادات غذائية صحية. ويعتبر الباحثون أن ثقافات العمل السائدة اليوم أصبحت مرتبطةً بالكثير من الأعراض الصحية الجانبية، وأن أوضاع العمل الجديدة أضحت تستدعي سن قوانين تنظيمية جديدة تضمن سلامة المستخدمين حفاظاً على الصحة العامة. عن «لوس أنجلوس تايمز»