الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أساسيات اللغة بحثان لجاكوبسن وموريس هالة

أساسيات اللغة بحثان لجاكوبسن وموريس هالة
15 مارس 2008 01:10
أحدث إصدارات مشروع ''كلمة'' بالتعاون مع المركز الثقافي العربي ترجمة كتاب ''أساسيات اللغة'' للباحثين الأميركيين رومان جاكوبسن (من أصل روسي) وموريس هالة (من أصل لاتفي)، ترجمة أنجزها الناقد والباحث العراقي سعيد الغانمي· وجاء الكتاب الذي يقع في حوالي 150 صفحة موزعا إلى قسمين، الأول بعنوان ''النظام الصوتي وعلم الصوت''، والثاني ''قطبا اللغة ونمطا اضطراب الحبسة''· ولسعيد الغانمي عدد من الكتب تأليفا وترجمة· كتاب الباحثين هذا ـ كما يقول الغانمي ـ وبالرغم من صغر حجمه، لقي من التأثير ما لم يجده كتاب آخر في علم اللغة، حيث استطاع نقل نموذجه إلى بقية الحقول الإنسانية· والكتاب عبارة عن مقالتين فقط، لكنه ''مكتوب بلغة مكثفة توشك كل جملة فيها أن تدخر مشروعا كاملا قابلا للازدهار في بحث مفصل''، فقد ظل باستمرار ''زاخرا ينهل منه الباحثون النظريات المختلفة في علم الصوت والنظام الصوتي من خلال قسمه الأول، وبينما طور جيل البنيوية وما بعدها مختلف الآراء والمذاهب في علم النفس والبلاغة والنقد الأدبي من خلال قسمه الثاني''· ويشير سعيد الغانمي إلى تأثير هذا الكتاب على كل من جاك لاكان في مجال الاستعارة، وعلى نورثروب فراي في نظرية أطوار اللغة الثلاثة، وكذلك الأمر في ما يخص رولان بارت في نظام الملبس والمأكل· بل إن باحثا مثل ديفيد لوج ألف كتابا كاملا حول المقالة الثانية من الكتاب هو كتابه ''أنماط الكتابة الحديثة: الاستعارة والكتابة وتنميط الأدب الحديث· ويقدم الغانمي في مقدمته تعريفا بنظريتين من نظريات جاكوبسن عن ''الملامح التمييزية في علم الصوت أولا، والانتقاء والتأليف عند دراسة الحبسة''· كما يتوقف عند تصنيف الباحثين النظرات المختلفة للفونيم (الوحدات الصوتية) إلى نظرات عقلية، ومحصورة بالشيفرة، ونوعية وتخيلية، وجبرية، ويقول ''رغم أنهما يقتربان كثيرا من النظرة الوظيفية، فهما في الوقت نفسه يختلفان عنها، فهما يعتبران الفونيم حزمة من الملامح التمييزية، أي أن الفونيم لا يوجد في ذاته إلا بوصفه مظهرا للملامح التمييزية، ومن هنا اعتبرت النظرية التمييزية بديلا عن نظرية الفونيم· وبخصوص محورَيْ الانتقاء والتأليف يقول الغانمي إن فكر جاكوبسن يعتمد على بناء الثنائيات وإقامة التقابل بينها، وإنه ''بهذه الطريقة قدم دراسته عن الملامح التمييزية والأمراض اللغوية، وبها أيضا تناول الشعرية· وكان من رأيه أن للغة عوامل ستة يمكن أن يتخذ منها علماء اللغة نقطة شروع لدراسة الفعل الاتصالي، وهذه العوامل هي: المرسل (المتكلم) والمتلقي (المستمع) والسياق وقناة الاتصال والشيفرة والرسالة''· أما الشعرية فهي من وجهة نظر جاكوبسن ''السؤال عما يجعل من الرسالة عملا فنيا''، ويضيف الغانمي ''حين يصل جاكوبسن إلى دراسة الوظيفة الشعرية، فهو يواجه نفسه بالسؤال عن شعرية هذه الوظيفة''، ويرى الغانمي أنه ''إذا كانت البلاغة التقليدية منذ أرسطو قد مزجت بين الكتابة والمجاز المرسل، فإن جاكوبسن يميز أساسا بين الكتابة والاستعارة، ويضع بقية الأصناف البلاغية تحت هذين الصنفين، فهو يدرج المجاز المرسل تحت باب الكتابة، ويدرج التشبيه تحت باب الاستعارة، غير أن التمييز بين الصنفين يبقى جوهريا لأنه نتاج الصيغتين الأساسيتين للغة نفسها، إنه كيفية عمل اللغة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©