دلع سيارتك··· ولكن؟

لإرضاء محبي وعشاق السيارات، يقدم نجم ستار أكاديمي هشام عبد الرحمن منذ مدة برنامج دلع سيارتك . فكرة البرنامج هي عبارة عن تحويل السيارات القديمة إلى سيارات حديثة وفاخرة بمعنى أن يصبح شكلها نيو لوك كما تفعل بعض الفنانات أو كلهن· فكرة البرنامج ليست جديدة، بل جاءت نسخة مكررة من برنامج أجنبي يحمل الاسم نفسه، يقدمه مغني وممثل أجنبي· ولكن الشيء الجميل في البرنامج إن كل من يملك سيارة أحيلت إلى المعاش ويحب أن يجددها ولا يجد مالاً يقترضه من البنك في كثير من الأحيان لتصليح سيارته، ما عليه إلا أن يسجل شريط فيديو عن حالة سيارته القديمة، ويقوم بإرساله إلى موقع البرنامج على الانترنت، وهذا أحد شروط المشاركة في البرنامج· ولكي نكون عادلين، فإن هناك الكثير من المشاهدين أعجبوا بالبرنامج، لانه على حد قولهم هو برنامج ترفيهي ودم مقدمه هشام شربات ، حيث يقدم البرنامج بطريقة ظريفة وبنكهة شبابية، من خلال عرضه سيارة تعيسة أكل منها الدهر وشرب، ثم يتم ترميمها من الكسور والخدوش فتصبح سيارة من الطراز الأول من حيث الشكل واللون وقطع الغيار· وبالقياس، فإذا لم يكن عجيبا أن يلجأ كثيرون من البشر إلى تدليع أنفسهم بعمليات التجميل، فلماذا لا ينطبق الأمر نفسه على السيارات؟ لكن في المقابل، فإن هناك مشاهدين آخرين، وهم ليسوا قلة أيضا، لا يجدون في البرنامج أي مادة للتسلية أو الترفيه، بل ربما يكون البرنامج مثارا للحسرات، على اعتبار أن ما يحتاجه هؤلاء ليس تدليع سياراتهم التي لا يملكونها، وإنما تدليع حناطيرهم إن أسعفتهم المقدرة على امتلاكها· إن كانت هذه البرامج هي لإرضاء هواة تدليع السيارات فلا بأس، ولكن المصيبة عندما تتحول السيارة إلى العالم الأوحد الذي يجعل الشباب يتيه حبا وغراما، وفي وقت يقتل الآلاف، ويشرد المئات يوميا في عالمنا العربي، وفى كل بيت وركن وجع وألم وحسرة وجرح، نهمس في أذن مدلع السيارة أن يتطلع من نافذة سيارته إلى الخارج، فالعالم أوسع وأكبر من أن تختصره في هيكل حديدي يسيطر على حياتك· وأخيرا لن أقول سوى شكرا ام·بي· سي ... لأنك دلعت سيارتي! hanaJalhamadi@hotmail.com