تواصلت مساء أمس الأول في قصر الثقافة بالشارقة عروض الأفلام العربية القصيرة التي حملت عنوان: ''شهر الأفلام العربية'' من تنظيم دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالتعاون مع تلفزيون الشارقة، وضم الأسبوع الثاني من العروض أفلاماً من: المغرب، والسودان، ومصر· وحمل الفيلم الأول عنوان: ''الشاطر حسن''، وفيه يتحدث المخرج المغربي محمود المساد وبأسلوب تسجيلي عن حياة الشاب ''حسن'' في بلاد الغربة، حيث ضياع الأحلام والطموحات وتكسرها على صخرة الواقع المرّ والظروف القاسية، تتبخر أحلام الشاب ''حسن'' والمتمثلة في تحقيق حياة كريمة ومثالية في هولندا التي يذهب إليها وهو ممتلئ بالتفاؤل والانتشاء، وينتهي به المطاف على الأرصفة الهامشية والضواحي المهملة، متشرداً ومدمناً للمخدرات، منزوعاً من الأمل ولا بضاعة لديه سوى الذكريات البعيدة والمتلاشية في ضباب أوروبا·
الفيلم الثاني في جدول العروض جاء بتوقيع المخرج والشاعر المصري إسلام العزازي، الذي حاول من خلال هذا الفيلم الروائي القصير أن يعبر عن معاناة الأجيال الشابة في مصر، خصوصاً في المدن الكبيرة والضارية التي لا ترحم أبناءها في ظل القلق العام، والمتاهات الروحية التي باتت تعصف بالجميع، يحكي الفيلم قصة الشاب ''رؤوف'' الذي يذهب ضحية رؤاه السوداوية ونظرته الداكنة للوجود، فيخسر المحيطين به؛ لأنه لم يخلق التوازن المطلوب بين المثال وبين الملموس، أو بين الرؤية الحالمة والواقع المخدوش والمشوه على أكثر من صعيد وجهة·
الفيلم الثالث حمل عنوان ''صائد التماسيح''، وهو فيلم تسجيلي أقرب للريبورتاج التلفزيوني نفذه المخرج السوداني سيف الدين حسن، الذي يلاحق بكاميرته رحلة الصياد ''شعيب'' وسط أنهار السودان الجنوبية في مغامرات ليلية خطرة، الهدف منها اصطياد التماسيح بوسائل بدائية وغير مضمونة النتائج، وذلك تفادياً لحالة الفقر والعوز التي يعاني منها ''شعيب''، ويحاول من خلال هذه المهنة الشرسة أن يلبي احتياجات عائلته في ظل البؤس المحيط بمثل هذه العائلات البعيدة والمنسية في مجاهل أفريقيا·
عدد اليوم
