الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شتان بين الولاء للوطن والولاء للجماعة

شتان بين الولاء للوطن والولاء للجماعة
21 ديسمبر 2012
شتان بين الولاء للوطن والولاء للجماعة يقول د. عبدالله جمعة الحاج: منذ الأيام الأولى التي بدأنا نعي فيها ما يدور حولنا من أمور هذه الدنيا، تعلمنا أن يكون لنا وطن نحبه، ويجب أن نحميه ونرعاه ونحافظ عليه وعلى مصالحه وترابه وبحاره وسمائه. في تلك الأيام، في أواخر خمسينيات القرن العشرين، كانت فكرة الوطن جديدة علينا، ولم نكن نعي كنهها ومفهومها ونحن في نعومة أظافرنا، لكنها كانت تصل إلينا وهي ممزوجة بحس وطني عارم قوامه حب «البلاد» وأهلها مجسدين في حاكمها وأهل «الدار» بحاراتها وأزقتها وشواطئها وكثبانها الرملية الناعمة التي تبدأ ذهبية ثم تتحرك إلى حمراء تسلب الألباب مع التوغل في الصحراء كي نصل إلى المنطقة الوسطى ونحن متجهون صوب الشرقية مارون بواحات غناء ثم بسلسلة جبال الحجر الشاهقة إلى أن نصل إلى الشرقية بروعتها وسحرها وطيبة أهلها. تعلمنا بأن لنا وطن علينا واجب حبه والولاء والإخلاص له. كبر الوطن وكبرنا معه وكبر حبنا وولاؤنا له ولقيادته، وأصبح شامخاً باتحاد أجزائه السبعة بدءاً بالثاني من ديسمبر 1971، وأخذ يحقق الإنجازات العظام مسجلاً بذلك أسرع حالة تنمية اقتصادية بشرية ناجحة في تاريخ العالم الحديث. لكن مع كون الوطن يكبر فإن همومه أيضاً تكبر، وباتصالنا بالعالم الخارجي صارت تفد إلينا «علوم» (وهي بلهجتنا العامية تعني أخباراً ومفردها علم أي خبر)، وأفكار ليست دائماً خيرة نيرة، إنما البعض منها غث ورديء وسيئ. من هذه «العلوم» ما يريد أن يفرقنا ويجعل منا جماعات شتى، وأن يحولنا من الولاء للوطن إلى الولاء للجماعة، وهذه الجماعة ترتدي ثوب الإسلام وتسمي نفسها بجماعات «الإخوان المسلمين»، وهي جماعة ذات نظرة عالمية يريد أصحابها كما يقولون، تأسيس الدولة والحكومة الإسلامية. الأمن الخليجي والعمق العربي استنتج د. علي الطراح أنه لا يخفى على المراقب أن الأمن الخليجي في ظل المتغيرات العربية والدولية ضرورة وبحاجة إلى مراجعة، وتتعاظم المسؤولية في البحث عن صيغ توافقية تعيد التوازن في المنطقة العربية. وقد تفاجأت دول المنطقة، بعض الشيء، بالموقف الأميركي المناهض «لمبارك»، بل كان لذلك الموقف دور في التعجيل بسقوط حكمه، وفي نفس السياق لو عدنا للتاريخ فسنجد أن الدرس سبق وأن طبق في إيران الشاه حيث تخلت بسرعة عن حليفها التاريخي. وفي السياق الإقليمي الراهن على دول المنطقة إعادة النظر في فهمها لعلاقاتها سواء العربية أو الإقليمية والدولية. والموقف الخليجي من التغير تراوح بين مؤيد ومتردد. كما أن التفاوت بين دول الخليج في دعمها لما يسمى «الربيع العربي» أصبح من القضايا الملحوظة، حيث لدينا دول دخلت تدفع صعود تيارات سياسية بعينها. وهناك تحفظ من بعض دول المنطقة، بينما نجد تباطؤاً من دول أخرى في التصريح بموقفها. الحكومة العالمية بين الواقعية والخيال حسب ويليام فاف، فإن أول مرة تناهت إلى مسامعه عبارة الحرب ضد معاهدة ويستفاليا كان في 2003، وذلك خلال محاضرة لكوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي، بمقر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وفيها قالت إن نظام «ويستفاليا»، الذي أنشأ الدولة القومية ومفهوم السيادة الوطنية في العلاقات الدولية بعدما تم الاتفاق عليه في مدينة ويستفاليا الألمانية في 1648 كجزء من معاهدة إنهاء حرب الثلاثين عاماً التي مزقت أوروبا، تقادم ولم يعد ذا جدوى، ومنذ ذلك الوقت بدأ التعامل مع السيادة الوطنية في النقاشات العامة والدوائر الأكاديمية باعتباره مبدأ يتعين التخلص منه لصالح مقترحات بديلة في مقدمتها «الحكومة العالمية». ولمن لا يعرف معاهدة ويتسفاليا، فقد جاءت لتقر مبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول سواء من الناحية الدينية، أو السياسية، أو غيرها والاحترام التام لحدود الدول وعدم التعدي عليها. استثنائية سوريا... مسؤوليات استثنائية يقول حازم صاغيّة: تحولت الثورة السورية، في نظر بعض المحلّلين والمراقبين، إلى «أزمة سورية» من طبيعة إقليمية ودولية، تنخرط فيها بلدان الغرب والعرب وتركيا وروسيا وإيران، بل الصين كذلك. كما تحوّلت، في نظر بعض آخر منهم، إلى حرب أهلية مستعرة تتبادل حممها الطوائف والجماعات والمناطق والإثنيات جميعاً. وغالباً ما يرد التقديران في افتراض واحد وعبارة واحدة. لكنْ بغضّ النظر عن مدى دقة هذين التقويمين أو عدم دقتهما، وهذه مسألة أخرى، فإنهما يدلان على الطبيعة المهمّة، بل الاستثنائية، التي ينطوي عليها الحدث الثوري السوري. فإذا أضفنا درجة العنف غير العادي الذي استخدمته سلطة الأسد برّاً وجوّاً، وأعداد القتلى والمصابين والمهجّرين التي لا تكفّ عن التزايد، ومدى الاستطالة الزمنية التي لم تعرفها أيّ من الثورات العربية الأخرى، اكتملت عناصر تلك الأهمية القصوى التي تحظى بها سوريا وثورتها. وهذا إنما يعود إلى أسباب ثلاثة متفاوتة المصادر يختلف البلد المذكور فيها، أو في بعضها، عن البلدان العربية الأخرى، أكانت تلك التي عرفت ثورات «الربيع العربي» أو تلك التي لم تتعرّض لها أصلاً. «غوجارات»... ومستقبل حكومة «مودي» تعتبر ولاية غوجارات الهندية- حسب د. ذِكْرُ الرحمن- مسقط رأس والد «الأمة الهندية» المهاتما غاندي، المشهور عبر العالم بدعوته إلى السلام ونبذ العنف، غير أن هذه الولاية تحكم منذ وقت طويل من قبل حزب المعارضة الرئيسي بهاراتيا جاناتا. وناريندا مودي، المعروف بآرائه اليمينية المتطرفة، هو كبير وزراء الولاية منذ أكثر من عقد من الزمن. وقد شهدت الولاية خلال فترة حكمه أسوأ أعمال شغب طائفية في تاريخ الهند المستقلة، إذ قُتل فيها مئات الأبرياء، من الرجال والنساء والأطفال. وحالياً، تجرى في هذه الولاية انتخابات توصف بأنها الأكثر احتداماً خلال العقود الأخيرة. وإذا استطاع «مودي» الفوز بفارق كبير في هذه الانتخابات، فإنه لن يكون ثمة شيء تقريباً يستطيع إيقافه من الصعود إلى الواجهة كمرشح حزب المعارضة لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات العامة المقبلة في «الوسط» في 2014، وذلك على الرغم من كونه واحداً من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في البلاد. هذه المرة صوت أكثر من 70 في المئة من الـ38 مليون شخص في أكثر انتخابات متابعة عبر ولاية غوجارات. وقد شارك ما مجموعه 1666 مرشحاً في هذه الانتخابات التي قام فيها حزب «بهارتيا جاناتا» بترشيح مرشحين لكل مقاعد الجمعية الـ182، في حين يتنافس حزب «المؤتمر» الذي يحكم في «الوسط» على 181 مقعداً. ولكن مما لا شك فيه أن هذه الانتخابات تتعلق كلياً بـ«مودي» الذي خاض حملة انتخابية عبر أرجاء الولاية على مدى أشهر، بل إنه ظهر بعدة تجمعات في الوقت نفسه بفضل أحدث الوسائل التكنولوجية، حيث ظهرت نحو 26 صورة ضوئية ثلاثية الأبعاد لـ«مودي» على منصات عبر الولاية الشهر الماضي في إطار حملته الانتخابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©