الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتية تفوز بجائزة «التميز في الفنون» لدورها بدعم المرأة

إماراتية تفوز بجائزة «التميز في الفنون» لدورها بدعم المرأة
22 ديسمبر 2012
قال عنها جون د. دينجل، عضو مجلس النواب الأميركي «الكونجرس» عن ولاية ميتشجن، لدى منح اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز العنصري «adc»، الفنانة التشكيلية الإماراتية، والمهندسة المعمارية الدكتورة سمر الشامسي، جائزة «التميز في الفنون» 2012، حيث قال:»أنت تستحقين هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق، ونتشرف أن تكون إسهاماتك مصدر إلهام لنا وللعالم بأسره، وساعدتِ اللجنة على تمهيد الطريق أمام المرأة العربية عبر العالم، فلا شيء يشعر الإنسان بالفخر أكثر من أن يكون مصدراً لإلهام الناس»! فماذا تقول الشامسي بعد هذا التكريم ، الذي حصلت عليه نتيجة اسهامات إبداعاتها التشكيلية في مكافحة التمييز والعنصرية، وإنصاف المرأة العربية على المستويات كافة؟. الشامسي نالت لقب «سفيرة الفن العربي» من الملتقى العالمي للفنانين في نيويورك 2011، وجائزة المنظمة العالمية لحوار الحضارات والأديان «الأويسكو» 2012، واليوم تصبح أول إماراتية، ورابع الشخصيات العربية التي تنال جائزة «التميز في الفنون» من اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز العنصري «adc»، وقد تسلمت جائزتها الأسبوع الماضي حيث تمت استضافتها في الحفل السنوي الثاني والثلاثين للجنة، في مدينة ديربورن بولاية ميتشجن الأميركية، في حضور أكثر من ألف ومائتي من كبار الشخصيات والرموز العالميين المعنيين بالفنون والآداب والأعمال والناشطين في مكافحة التمييز العنصري، وعشرات الجمعيات الخيرية المعنية بحقوق الإنسان من كافة أنحاء العالم. الشامسي، أكدت في كلمتها خلال الحفل الكبير، أنها فخورة للغاية بأن تنال هذا التكريم، وأن مصدر اعتزازها أن تكون أول إماراتية تنال هذا التقدير من لجنة عالمية تكافح التمييز العنصري، مما يضعها أمام أعباء ومسؤوليات أكبر في المستقبل، لتضاف إلى جوهر الرسائل الإنسانية التي تحملها المرأة الإماراتية والعربية في سبيل الحفاظ على القيم الإنسانية أينما كانت. ويدعوها إلى أن تكرس عملها ليكون دائماً عنواناً للتميز والإبداع، وأن تسهم في إعلاء القيم الإنسانية النبيلة لضمان حياة مشرقة تليق بالبشرية جمعاء». انطباعات عن انطباعاتها الذاتية، وماذا يضيف لها هذا التكريم الذي جاء من منظمة عالمية رفيعة، تقول الشامسي:«دعني أقر بأنني فخورة للغاية، وأعتز بمثل هذا التكريم الذي جاء من منظمة عالمية غير حكومية، تنهض من خلال جهود إنسانية كبيرة بمكافحة التمييز العنصري في شتى أنحاء العالم. وهذه القضية كافحت من أجلها شعوب عديدة في شتى أنحاء العالم، ولا يزالون يكافحون ضد كل أشكال التمييز أو العنصرية داخل بلدانهم أو خارجها، لاعتبارات اللون أو الجنس أو العرق أو غيرها». تكمل الشامسي: أعود إلى ما أكدته في حوار سابق مع صحيفتكم الموقرة «الاتحاد» إثر حصولي على الدكتوراه الفخرية الثانية في الهندسة المعمارية من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا بكاليفورنيا، بعد الدكتوراه الفخرية الأولى في إدارة الأعمال من جامعة أكسفورد البريطانية، وقلت بالحرف:«لم يكن همي في يوم من الأيام أن أحصل على جائزة، أو لقب علمي هنا أو هناك، ولم أسع إلى ذلك. فعندما أشرع في أي عمل، أو عندما أتطلع إلى إنجاز جديد، لا يشغلني أمر الفوز بجائزة أو لقب، أو تكريم أجُله وأحترمه، إنما أنا أجد نفسي دائماً في عملي، وإبداعاتي، وإسهاماتي، ولا ألتفت إلى شيء يشتت طاقتي، فقناعتي الراسخة في أن الله لا يضيع أجر من يحسن عمله أبداً. فلا تشغلني الألقاب، ولا أسعى إلى الحصول على جوائز، وإن كان ذلك أمراً مشروعاً بكل تأكيد». أول إماراتية تضيف الشامسي:«البعد الآخر الذي يملؤني فخراً واعتزازاً أن أكون أول إماراتية، ورابع شخصية عربية تنال هذا التكريم. فالدعوة إلى مكافحة التمييز العنصري، تتفق بلا شك في أبعادها الإنسانية والأخلاقية وعقيدة ومبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف الذي تصدى وحارب وقاوم كل أشكال التمييز بين البشر، وشرعت الشريعة منذ فجر الدعوة الإسلامية، وحرمت هذا التمييز، فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل فقط. هذه هي قيمنــا التي تربينــا عليها واعتقدنا فيها كدين وعقيدة وشـريعة، ومن ثم فإن الجائزة تنطوي على معنى ونكهة خاصة كونها تتفق وما نسعى إليه ونؤمن به، ونعمل من أجله». استحقاق عن آلية ترشيحها والمعايير التي رشحتها لنيل الجائزة، تقول الشامسي:«هذا سؤال يمكن أن يوجه إلى أعضاء اللجنة، لقد فوجئت بالخبر تماماً، وربما لم أكن أتوقعه، لكن يجدر بنا أن نعيد قراءة كلمة رئيس المنظمة، وهو عضو بارز في مجلس النواب الأميركي «الكونجرس» عن ولاية ميتشجن، عندما وثّق ذلك في حيثيات منح التكريم، وأعلنه أمام ممثلي كافة دول العالم بأسرة. وقال:«أنت تستحقين هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق، وتستحقين هذه الجائزة لأنك أظهرت تميزاً ملحوظاً في أحد أهم الجوانب المتخصصة في ذلك، ونتشرف بأن تكون إسهاماتك مصدر إلهام لنا وللعالم بأسره، فقد ساعدت اللجنة على تمهيد الطريق أمام المرأة العربية عبر العالم». وعما إذا كان كلامه ينطوي على حدٍ من المبالغة، أجابت الشامسي:«هذا التساؤل يمكن أن يوجه إلى من قاله، وليس لي، وأظن أنه يعني ما يقول!. لكن ما يسعدني أن هذه الكلمات تأتي من خارج الحدود، ومن شخصية مرموقة، تعكس وجهة نظر منظمة عالمية، فبالأمس نلت تكريم المنظمة العالمية «الأويسكو» لحوار الحضارات والأديان، وهذا التكريم يضعني أمام هموم جديدة، ومسؤوليات كبيرة. إن العالم ينظر إلينـا في أحيـانٍ كثيـرة نظرة تفوق نظرتنا إلى أنفسنا، وعلينا أن نتذكر أن المبادئ الإنسانية السامية في مكافحة العنصرية والتمييز نادى بها الإسلام قبل ما يزيد على أربعة عشر قرناً، ودولة الإمارات في طليعة دول العالم التي تتبنى وتطبق هذه القيم والمبادئ». عبء جديد أما عن الهموم والمسؤوليات والأعباء التي تستجد عليها بعد هذا التكريم، تقول الشامسي:«نعم.. ليست مسؤولية فحسب، وإنما الأمر يرقى إلى درجة التحديات. ليس هناك أمر أصعب من إعلاء وترسيخ القيم في عالمنا المعاصر، إن القيم الإنسانية تكاد تختفي في عالم يموج بالحروب والانقسامات، وصراع الإرادات، وتناحر الأيديولوجيات التي تمزق الشعوب، وتعيدنا إلى فلسفة «البقاء للأقوى»، ونرى كل دقيقة الملايين الذين يموتون مرضاً وجوعاً، وملايين غيرهم من الأقليات الذين يئنون تحت وطأة التمييز والتفرقة العنصرية أو الطائفية أو العرقية، وكأننا نعود إلى قرون ما قبل التاريخ. إن هذه الصور القاتمة تحتاج منا كثيراً من العمل والجهد على كافة الصعد، سواء من خلال حوار الثقافات والأديان والحضارات، أو من خلال المنظمات الحكومية والأهلية، أو من خلال الجهود الإنسانية الإبداعية في شتى أنواع المعرفة». وتضيف الشامسي:«لقد حققت المرأة الإماراتية إنجازات ومكاسب غير مسبوقة في ظل دولة الاتحاد، وشهدت عملية تمكين المرأة في الدولة نجاحاً هائلاً يحتذى به على المستوى العالمي بفضل تبني القيادة الرشيدة في الدولة لهذه الفلسفة. إن ما حققته نتاج طبيعي لما تربينا عليه في الإمارات من حب وإخلاص وإعلاء للقيم الإنسانية، وأن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية في مجالات شتى، هو دليل على ما تحظى به المرأة الإماراتية من إنجازات ومكاسب ومكانة، ومن ثم علينا أن ننتظر منها كل يوم إثبات جدارتها في المحافل العالمية». دور الفنون عن إسهاماتها الفنية ودور الفن في مكافحة التمييز والعنصرية، تقول الشامسي :»كافة صور الإبداع الإنساني من رسم وفن تشكيلي وتصوير وسينما ودراما ونحت وزخرفة ورواية وغيرها يمكن أن تقدم للإنسانية رسائل عميقة وفاعلة ومؤثرة. ومن المهم أن يستقرئ الفنان أو المبدع الظاهرة، وأن يقوم الخلل الموجود، ويصوغ رؤى فنية عديدة، من خلال رسائل ذات معنى ومضمون يؤثر في المتلقي. ومن خلال الفن أيضاً يمكن أن نقيم حواراً كاشفاً وهادفاً بين الثقافات والديانات والحضارات، فالأنثروبولوجيا الاجتماعية على امتداد التاريخ الإنساني زاخرة بهذه الصور، وهذه الإسهامات. وأظن أن الفنون بكافة أشكالها قادرة على أن تحقق ما فشل فيه الساسة والعسكريون في كل مكان. إن الهاجس الأكبر في مسيرتي المهنية أن تكون هناك رسالة واضحة في كل عمل، وأن يكون لها مغزى إنساني وحضاري، وربما سأركز في الفترة القادمة على قضايا إنسانية عديدة، كالطفولة وأهمية حمايتها من أي مظهر من مظاهر الاستغلال النفسي والجسدي، وقضايا المرأة وتمكينها، ومكافحة السرطان، والإيدز، وغير ذلك من قضايا تهم المجتمع الإنساني بأسره».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©