الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف سعودي يستعرض التاريخ البشري من منظور إسلامي

متحف سعودي يستعرض التاريخ البشري من منظور إسلامي
22 ديسمبر 2012
في قلب الرياض العاصمة السعودية يقع المتحف الوطني الذي يعد واسطة عقد الوحدات، التي يضمها مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، إذ يضم المركز متنزها وواحة ثقافية ودار الملك عبدالعزيز، التي شيدت بموقع القصر السكني القديم للملك عبدالعزيز، وقصر المربع، الذي كان مقراً للديوان المسائي للملك ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة. ويتميز متحف المركز بطريقه عرضه المتحفي القائمة على استعراض التاريخ البشري من منظور إسلامي بحت، ملقيا الضوء على الحضارات التي شهدتها المنطقة العربية. شرع في تشييد هذا مركز الملك عبدالعزيز التاريخي عام 1419هـ على 360 ألف متر مربع يشغل منها مبنى المتحف الوطني، الذي يمتد على مساحة 17 ألف متر مربع، تقع في الجانب الشرقي من الميدان الرئيس للمتنزه، وتتوزع قاعاته على طابقين بإجمالي 28 ألف متر مربع، وعدد القاعات ثماني قاعات رئيسة بالإضافة إلى قاعتين للعروض المؤقتة والزائرة. العرض المتحفي القاعات الرئيسة هي قاعة الإنسان والكون، وقاعة الممالك العربية القديمة، وقاعة العصر الجاهلي، وقاعة البعثة النبوية، وقاعة الإسلام والجزيرة العربية، وقاعة الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية، وقاعة توحيد المملكة، وقاعة الحج والحرمين الشريفين. وتنبع فلسفة العرض المتحفي من تفسير التاريخ البشري اعتمادا على الحقائق الثابتة التي يقدمها الإسلام عن أصل خلق الإنسان واستخلافه لعمارة الأرض، ويهدف تنظيم المقتنيات ليكون المتحف مرجعا حيا لتاريخ المنطقة يجمع فيه الزائرون بين المتعة والمعرفة. ويستطيع زائر المتحف أن يتعرف على واقع الحضارة في الجزيرة العربية قبل الإسلام من خلال زيارته لقاعتي الممالك العربية القديمة والعصر الجاهلي ليكتشف أن بلاد العرب لم تكن خلوا كما أشاع المستشرقون من مظاهر الحضارة، بل كانت عامرة بالعمائر والفنون المختلفة حتى فيما يتصل بالمباني الجنائزية وشواهد القبور القديمة ومنتجات الفنون التطبيقية المختلفة. أما العصر الإسلامي فنجد معالمه بدءا من القاعة الرابعة، وهي قاعة البعثة النبوية والتي تعرض لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وهجرته للمدينة المنورة عبر مجموعة من اللوحات الجدارية التي نفذت ببراعة. وتعد القاعة الخامسة الأبرز بين قاعات المتحف وتعرض نماذج من الفنون الإسلامية وهي تشغل 1200 متر مربع. وفي القسم الأول منها يستطيع الزائر مشاهدة فيلم عن بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم. أما القسم الثاني فخصص لمعروضات من العصر الأموي، ويلي ذلك قسم لعرض بعض نماذج من الفنون التطبيقية مثل الخزف والنسيج وأدوات الفلك وأدوات الطب ونماذج من الخط العربي. وأفرد القسم الرابع من تلك القاعة لعرض نماذج من واقع الحفائر الأثرية التي أجريت في عدة مواقع بالمملكة العربية السعودية مثل الربذة والمابيات “العلا”، ويختتم هذا القسم بقاعة يشاهد فيها الزائر فيلما وثائقيا عما كانت عليه مدينة الربذة في عصورها الإسلامية الزاهرة. من أجمل أمثلة المنتجات التقليدية في السعودية التي يضمها المتحف صندوق أمتعة من المنطقة الشرقية المطلة على الخليج العربي، وهو من خشب مزخرف بالألوان على هيئة معينات باللونين الأصفر والأحمر، ويتميز بقوائمه الطويلة. معروضات فنية يشمل القسم الخامس من القاعة معروضات فنية من الخزف والأخشاب والمعادن والنقود التي تعود للعصر العباسي ودويلاته وصولا لدولة المماليك، بينما أفرد القسم الأخير من القاعة للعصر العثماني ومنتجاته الفنية، فضلا عن مجسم لأكبر قلعة على طريق الحج المصري وهي قلعة المويلح. وهناك أيضا من القرن الثاني الهجري قطعة من زخرفة جصية لأحد الجدران بالربذة، وهي منفذة بأسلوب الفريسكو أي الرسم بالألوان على الجص قبل تمام جفافه وهي تحوي آية الكرسي. ومن قطع الخزف العباسي التي يقتنيها متحف الرياض كأس من الخزف الذي كان ينتج في العراق وإيران تقليدا للخزف الصيني من عصر أسرة “تانج” في القرنين الثالث والرابع للهجرة، وهو يزدان بمعينات رسمت باللون الأزرق وبداخلها زخرفة من بقع باللون الأخضر على أرضية باللون الأصفر الكريمي. ومن الأشغال المعدنية التي ترجع للقرن الثالث الهجري مجمرة من البرونز عثر عليها في حفائر الربذة وهي ذات زخارف هندسية بديعة. ومن أجمل معروضات تلك القاعة باب من الخشب المصفح بالبرونز يعود للعصر المملوكي، وهو يزدان بأشكال الأطباق النجمية التي كانت ذائعة في تلك الفترة. ومن الآثار العثمانية باب الكعبة المشرفة، والذي كان قد صنع لها في عهد السلطان العثماني مراد الرابع، وهو مصفح ومطعم بالذهب والفضة. وبالمتحف عدد من نماذج الكتابات الإسلامية في فترات مختلفة من بينها شواهد قبور حجرية بعضها من البازلت الأسود، وهي تعرض لتطور الخط العربي الحجازي على وجه خاص. ومن أهم تلك النماذج حجر يبين المسافات على طريق الحج الشامي، وهو من الحجر الرملي ونقرأ فيه “بسم الله جدد هذا المكان المبارك في أيام مولانا المقر الأشرفي العالي المولوي الأميري الكبيري السيفي الأتابكي نظام الملك”. ومن نماذج الكتابات أيضا قطع من الجص عثر عليها في حفائر الربذة وهي عبارة عن أشرطة تحوي آية الكرسي وزخرفة نباتية قريبة الشبه بزخارف الجص التي أنجزت بمدينة سامراء العراقية. ومن المصاحف المبكرة بالمتحف بعض ورقات من مصحف كتب بالألوان ومنها اللون الذهبي، وهو يعود للقرن الرابع الهجري. مجموعة أسلحة في المتحف مجموعة متنوعة من الأسلحة التي تشمل سيوفا وخناجر كفتت أنصالها ومقابضها بالفضة، وبعض المقابض مرصع بالأحجار الكريمة فضلا عن بنادق وغدارات متنوعة تعود في معظمها للقرن التاسع عشر الميلادي وهي أيضا تزدان بزخارف معدنية متنوعة. وهناك بعض المدافع الضخمة التي استخدمها العثمانيون إبان سيطرتهم على منطقة الحجاز. نماذج معمارية من النماذج المعمارية والتي حرص المتحف على أن تكون ممثلة لمختلف مناطق المملكة وحقبها التاريخية نموذج للمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وبقايا جدران أحد القصور العباسية بالمدينة، وكذلك مجسم رائع لبناء قلعة المويلح في شمال غرب المملكة كما يراها زوار المنطقة حتى يومنا هذا، ونموذج لمسجد سيدنا عمر بن الخطاب بالجوف في شمال المملكة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©