الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مروحين تتذكر العدوان بمزيج من الفرحة والأسى

11 يوليو 2007 03:05
أراضينا الآن ''تطهرت'' هكذا صاح المواطنون وجنازير الدبابات الاسرائيلية تتسارع لفاتها خارجة من قرية مروحين بجنوب لبنان العام الماضي· وسكان القرية منهمكون الان في إعداد الفطائر وأصناف الحلوى المختلفة احتفالا بذكري ''النصر'' التي تحل هذا الشهر ذلك النصر الذي تحقق علي يد رجال المقاومة التابعين لـ''حزب الله'' على حد قولهم· تقول أميرة حميد: ''مازالت أصوات الدبابات الاسرائيلية الثقيلة وهي خارجة من قريتنا في مثل هذا الوقت من العام الماضي تتردد في أذني· وقتها أحسست أن قلبي يكاد يقفز من بين ضلوعي من الفرحة''· وتقول وعلامات الزهو تكسو وجهها: ''ظننا في البداية أنها عملية تغيير للدوريات ولكن عندما شاهدناها تعبر الحدود اللبنانية (عائدة إلى إسرائيل) أدركنا أننا انتصرنا في الحرب برغم حالة البؤس والاسى والدمار التي كنا نعيشها''· وتضيف: ''انتهك الاسرائيليون قرانا وفتشوا منازلنا وأغراضنا الخاصة· وعندما صاروا بيننا امتنعنا عن السير في الشوارع تحاشيا لرؤيتهم أو التعرض للتفتيش من قبل جنودهم''· يذكر أن مروحين قرية تسكنها أغلبية سنية على خلاف قرى أخرى في جنوب لبنان يشكل الشيعة غالبية سكانها· وترفرف أعلام لبنان خفاقة فوق أسطح غالبية منازل القرية والى جوارها عدد محدود من أعلام ''حزب الله'' لكن قسما كبيرا من سكان القرية يقر بفضل ''حزب الله'' في دحر الهجوم الاسرائيلي· ومع ذلك فان ثمة من يحمل ''حزب الله'' مسؤولية فقد أحبابهم الذين قضوا في تلك الحرب· مدفن القرية يعج بأهلها الذين اتشحوا بالسواد فيما تتردد آيات القرآن في الأجواء· نساء ورجال ينهمر الدمع من مآقيهم وهم يقفون أمام قبور أحبابهم الذين قضوا نحبهم يوم 15 تموز'' يوليو عام 2006 بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب· لم يكن بالمقدور دفن الموتى إلا بعد توقف القتال الأمر الذي حدث بعد شهر· يقول عادل عبدالله وقد جلس بجوار مدفن أسرته: ''فقدت زوجتي مريم وابنتين و6 من أبناء عمومتي· لم يبق لي إلا ابني محمد''· يؤكد عبد الله وهو مسلم سني انه دفع ثمنا غاليا بسبب حرب وصفها بأنها بين ''أميركا (عبر إسرائيل حليفها الرئيسي) وإيران (عبر حزب الله حليفها) ·· وقد دارت رحاها على أرضنا''· وقال عبد الله وهو يشير إلى قبر ابنته: ''هذه ابنتي· كفنها كان رقم 9 · رقم لطيف أليس كذلك؟ ورقم 7 أيضا رقم لطيف· انه رقم زوجتي''· وأردف الرجل وقد انفجر في البكاء: ''وهناك رقم ·10 رقم ابنتي الأخرى''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©