السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى السمالية الوطني يغوص بالطلبة في تراث الآباء والأجداد

ملتقى السمالية الوطني يغوص بالطلبة في تراث الآباء والأجداد
22 ديسمبر 2012
تلعب جزيرة السمالية دور الحاضن الأكبر للتراث على أرض الإمارات، وتمثل ذلك بشكل لافت خلال مناشط تراثية متعددة تجري في ملتقى السمالية الوطني، الذي تشهده الجزيرة حالياً وانتهت فعاليات أسبوعه الأول أمس الأول بمشاركة نحو خمسمائة طالب من مراكز تابعة لنادي تراث الإمارات، والتي ساهمت جميعاً في إنجاح هذا الحدث التراثي الفريد، عبر ممارسة ألوان متنوعة من التراث الإماراتي مثل الهجن والصقارة والخيل وكذا التعرف على بعض العادات الاجتماعية التي سادت ولا تزال بين أفراد المجتمع الإماراتي. تقام فعاليات ملتقى السمالية هذا العام ضمن الجهود المتواترة التي يبذلها نادي تراث الإمارات في الحفاظ على الموروث التراثي والشعبي لدولة الإمارات، بما يعزز الهوية الوطنية ويحفظ ملامحها واضحة وجلية عبر زخم حضاري وتنموي تعيشه الإمارات حالياً و تبرز آثاره مضيئة في كافة مناحي الحياة، وتستمر الأنشطة والألوان التراثية المختلفة حتى الثالث من يناير القادم موعد اختتام الدورة الحالية من ملتقى السمالية الربيعي الذي حمل اسم ملتقى السمالية الوطني نظراً لتزامنه مع احتفالات اليوم الوطني وذكرى ميلاد دولة الإمارات. الريادة والتميز وتجرى الفعاليات تحت شعار «الإمارات وطن الريادة والتميز» بدعم ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات الذي أفاء على محبي التراث الإماراتي بالخير الكثير عبر عنايته بكل ما يرتبط بالتراث ودعمه للأنشطة والفعاليات التي ينظمها نادي تراث الإمارات بوصفه الراعي الأول للتراث على أرض دولة الإمارات. استمتع الطلاب المشاركون في الفعاليات بممارسة أنشطة تراثية وثقافية وترفيهية مختلفة أقيمت على امتداد الجزيرة من خلال ميادينها المختلف، حيث رأينا مجموعة ترتاد ميدان الهجن للتعرف على عوالم الهجن وكيفية التعامل معها وكذا مستلزماتها والأشياء التي يحتاجها مربو الإبل والأشخاص الين يهتمون بهذا اللون المميز من التراث الإماراتي ويبرز اعتزاز أبناء الإمارات بالهجن ودورها في مساعدة الإنسان الإماراتي على مجابهة ظروف الصحراء والعيش فيها عبر الزمن. الفروسية إلى جانب الهجن استقطب ميدان الفروسية أعدادا كبيرة من الطلاب من منتسبي المراكز التابعة لنادي التراث، وأخذوا في تلمس أولى خطواتهم مع عالم الخيل والفروسية عبر التعرف على قواعد وأساسيات التعامل مع الخيل وكيفية التحكم فيه وتوجيهها يمنة أو يساراً، وتمت هذه الدروس الأولية في الفروسية تحت إشراف مدربين متخصصين انتشروا في ميدان الفروسية ليوجهوا الطلاب ويتابعوا كيفية ممارستهم لركوب الخيل في أجواء آمنة وتحت إشراف ورعاية عالية المستوى. ميدان الرماية أما ميدان الرماية فقد احتل هو الآخر مكاناً لافتاً بين اهتمامات براعم وشباب النادي الذين استضافتهم الجزيرة يوم أمس الأول، ومن خلال ميدان الرماية تلقى الطلاب الكثير من المعارف عن الرماية وأساليبها وكيفية التعامل مع الهدف والتركيز عليه، بوصف الرماية من أهم الأنشطة التي تكرس لدى ممارسيها الهدوء والقدرة على التركيز حتى يتمكن من إصابة الهدف الذي يرومه. إلى ذلك قال سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة بالإنابة في نادي تراث الإمارات «يحمل ملتقى السمالية الوطني هذا العام مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة التي تناسب كافة الفئات العمرية وكذا العائلات لتشجيع الجميع على الانخراط في الأنشطة التراثية والاستمتاع بذلك عبر الأجواء المتميزة لجزيرة السمالية وميادينها المختلفة». وأورد أن يوم أمس الأول أفتتحت خلاله كافة ميادين الجزيرة ومنها الفروسية والرماية والشراع الرملي والتقلدي والتجديف والطيران الالكتروني والملعب الصابوني، ووصل عدد الطلاب إلى ما يقارب الخمسمائة طالب من مراكز أبوظبي والسمحة والوثبة وسويحان التابعة لنادي تراث الإمارات، لافتاً إلى أن الأنشطة تنطلق يومياً من الساعة العاشرة صباحاً وتستمر طوال النهار من خلال توزيع المجموعات على الميادين الخاصة بالأنشطة المختلفة، ويومياً في تمام الساعة الواحدة تنطلق مسابقات ومنافسات متنوعة مناها اليولة ومسابقات الطيور والهدد التي تقام تحت إشراف مركز الوثبة. ووجه المناعي الدعوة للعائلات لزيارة جزيرة السمالية خلال الأسبوع الثاني من فعاليات الملتقى الذي يبدأ غداً وتوجه كافة أنشطته إلى النساء والفتيات، ويقوم على أنشطة هذا الأسبوع طالبات مركز أبوظبي والسمحة ويشتمل برنامج هذا الأسبوع التي ستجرى في عديد من مراكز النادي دورات لتحفيظ القرآن الكريم، كيفية عمل الأكلات الشعبية ورسم الحناء والأشغال اليدوية ومسابقات ثقافية وترفيهية منوعة. أسبوع عائلي ونوه إلى أنه يمكن للعائلات أن تزور السمالية هذا الأسبوع بدءً من الغد وتمارس أنشطة مختلفة ترضي جميع الأذواق وسيكون هناك ألعاب خاصة للأطفال يستمتعون خلالها بأجواء جزيرة السمالية التي تختلف عن غيرها من وسائل الترفيه واللعب التي صارا أغلبها يمارس في أماكن مغلقة وبعيداً عن أجواء الطبيعة الساحرة التي تلف دولة الإمارات خلال فصل الشتاء وتظهر في أبهى صورها على أرض جزيرة السمالية. من ناحيته قال فاضل سعيد سالم الهاملي مشرف برنامج الصقارة بنادي التراث والذي تولى فعاليات برنامج «الهدد» وهو أبرز ما شهدته أحداث اليوم الختامي من الأسبوع الأول لملتقـى السمالية. حيث قال إن الهدد يعتبر من أقدم العادات التراثية التي عرفها أهل الإمارات ومن خلال هذا البرنامج يتعرف الطلاب المتابعون له على عالم الطيور المستخدمة في الصيد وكيفية التعامل معها والنداء عليها، باستخدام الصوت العالي سواء كان هذا النداء للصقر أو الحمام أو غيرهم من الطيور المختلفة. ولفت الهاملي إلى أن عملية النداء تلك يستخدم المنادي ما يعرف بـ «التلواح»، وهو جناح أو ريش لطائر الحبارى، ويستخدم الصقّار عملية النداء في دعوة الطير إلى حيث يقف مرة أخرى بعد إطلاقها، كنوع من التدريب على تطويعها. وبين مشرف برنامج الصقارة أن سرعة استجابة الطائر للنداء تتوقف على مدى خبرة وحرفية الصقّار، شأنها في ذلك شأن الخيل والهجن وغيرها من أنواع الحيوانات والطيور التي قد تخضع لعمليات تدريب وتوجيه من مدربين. التمسك بالعادات والتقاليد أشار فاضل سعيد سالم الهاملي مشرف برنامج الصقارة بنادي التراث إلى أن عمله في نادي التراث واختلاطه بالطلاب والشباب من كافة الفئات والمراحل العمرية، جعله يشعر بقيمة ما يقدمه للأجيال الجديدة من حيث تعريفهم بالكيفية التي كان يعيش بها الأهل والأجداد، وهذا ما يجعلهم أكثر قدرة على التمسك بهويتهم، وكل هذه الجهود التي يقوم بها هو وغيره من العاملين في نادي التراث تتم وفقاً للمبدأ الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأن «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل»، خاصة وأن تمسك أبناء الإمارات بعاداتهم وتقاليدهم يجعلهم يتعلمون الرجولة والشدة حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع المجتمع المحيط والحياة العصرية وفي نفس الوقت يتمسكون بمجموعة العادات والتقاليد والقيم التي اكتسبوها من آبائهم ومجتمعهم، وبالتالي يتسمون بما كان للإنسان البدوي من قدرة على التعامل مع الحياة بمصاعبها ومشقاتها، عبر الاستخدام السليم للمكونات المحيطة به.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©