الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان: نهاية دامية لأزمة المسجد الأحمر

باكستان: نهاية دامية لأزمة المسجد الأحمر
11 يوليو 2007 03:54
أسفرت ''المعركة الأخيرة'' للجيش الباكستاني ضد المتشددين المتحصنين داخل المسجد الأحمر أمس عن مقتل زعيم المتشددين عبد الرشيد غازي وأكثر من 60 من الطلاب المتشددين و8 من عناصر القوات الباكستانية في اليوم الثامن للاشتباكات المستمرة منذ 3 يوليو الحالي· وأعلن الجيش الباكستاني أن عبد الرشيد غازي قتل خلال اقتحام المسجد الأحمر إثر تعرضه لطلقات نارية، وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن طلابا متشددين قتلوا زعيمهم عندما حاول الاستسلام للقوات الباكستانية، فيما أشارت مصادر آخرى إلى أنه قتل على أيدي قوات الأمن· وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما ''لقد حدد مكانه في المبنى السفلي، وطُلب منه مغادرة المكان· وخرج برفقة أربعة إلى خمسة ناشطين كانوا يواصلون إطلاق النار على القوات الأمنية''· وأضاف المتحدث أن ''القوات قامت بالرد ولقد قتل خلال تبادل إطلاق النار''· وأوضح ''لا تزال هناك بعض المناطق التي يجب تمشيطها· لا تزال جثته في المبنى، ولقد قتل الناشطون الآخرون أيضا في تبادل إطلاق النار''· وذكر مسؤول أمني آخر لوكالة ''اسوشيتد بريس'' أن عبد الرشيد أصيب برصاصة وطلبت منه القوى الأمنية الاستسلام، فلم يرد فقامت القوات بإطلاق المزيد من الطقات النارية فسقط قتيلاً''· وذكر أحد الاشخاص من داخل المسجد الأحمر أن عبد الرشيد قال لرفاقه قبل موته بقليل إن ''استشهاده أصبح محتما الآن''· ودخل الجيش الباكستاني مجمع المسجد الأحمر فجراً من ثلاثة محاور في عملية كان يعتقد أنها ستكون حاسمة خلال ساعات قليلة· وأبدى المتشددون مقاومة شديدة في مواجهة قوات الأمن باستخدام الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ· فيما واصلت القوات الباكستانية القتال مع المتشددين داخل المجمع من غرفة إلى غرفة حتى مساء أمس· وفي أول بيان للجيش الباكستاني للعملية أشار المتحدث باسمه الجنرال وحيد أرشاد إلى مقتل 10 من الطلاب المتحصنين و3 من عناصر ''الكوماندوز'' الباكستاني واستسلام 50 من الطلاب· وبعد أربع ساعات أكد أرشاد أن القوات الباكستانية سيطرت على 70% من مجمع المسجد الأحمر· فيما تحصن النساء والأطفال مع زعيم المتشددين عبد الرشيد في الطوابق السفلى للمسجد، والجناح المخصص للخدم· وبعد ساعتين من البيان الأول، قال الجيش الباكستاني إن عدد القتلى وصل إلى 58 قتيلاً، وأن المتحصنين بدأوا إطلاق النار من المآذن على القوات الحكومية· وطوال فترات الاقتحام، كان دوي الانفجارات القوية وتبادل إطلاق النار يسمع في المنطقة المحيطة بالمسجد، وتصاعدت سحابة سوداء ضخمة نجمت عن حريق مدرسة دينية للبنات ملاصقة للمسجد· كما كانت سيارات الإسعاف تتحرك ذهاباً وإياباً حول المسجد· وبعد تطهير المسجد واجه جنود ا''لكوماندوز'' الذين تعززهم قوات الأمن مقاومة من سطح المدرسة وشقوا طريقهم عبر المبنى المؤلف من طابقين· واندلعت الانفجارات واستمر إطلاق النار· وتصاعد دخان كثيف حول المجمع الذي تطوقه قوات الأمن منذ وقعت اشتباكات بين طلبة متشددين مسلحين وقوات حكومية في 3 يوليو الحالي· وذكر بيان الجيش الباكستاني أن قوات الأمن أنقذت 27 امرأة من بينهم زوجة الزعيم المتشدد المعتقل عبد العزيز غازي ''أم حسن وابنتها''· وقال المتحدث باسم الجيش وحيد أرشاد ''أنقذنا هؤلاء النساء من أيديهم ومعهن 3 أطفال· بالإضافة إلى 20 طفلاً أعلن المتحدث أن الجيش أنقذهم في بداية العملية العسكرية· وأوضح ''أنه لم تحدث أي عملية انتحارية داخل مجمع المسجد الشاسع''· وذكر أحد المتطوعين في الإسعاف أن السلطات أمرت بتحضير نحو 400 كفن لتغطية القتلى منذ الصباح الباكر· وبدأت عملية الاقتحام فجر أمس ببث الجيش عبر مكبرات الصوت دعوات تطالب المتحصنين بالخروج وأياديهم مرفوعة، محذراً إياهم أنهم سيتعرضون للقتل في حال لم يستجيبوا للنداء بالاستسلام· وكانت الحكومة الباكستانية أعلنت مع الساعات الأولى من يوم الثلاثاء (3,30 فجراً) أن المحادثات مع زعيم المتشددين فشلت بعد رفضه إطلاق سراح الأطفال والنساء المحتجزين كرهائن في المبني· وقال كبير المفاوضين شودري شجاعة حسين إن الوساطة فشلت بعد 11 ساعة من المفاوضات· فيما قال عبد الرشيد غازي إنه عرض تسليم نفسه أمام وسائل الإعلام· وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف وافق أمس الأول على إجراء محادثات مع المتحصنين في المسجد الأحمر بعد أن أعلن السبت الماضي أن أمامهم خيارين ''الاستسلام أو الموت''·
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©