الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الغانم والبدور ترجما الخيال الشعري إلى وقائع مرئية مشحونة بالرغبة والطموح

الغانم والبدور ترجما الخيال الشعري إلى وقائع مرئية مشحونة بالرغبة والطموح
22 ديسمبر 2012
دأب كل من الشاعرين والسينمائيين خالد البدور ونجوم الغانم ومنذ عدة سنوات على تأكيد ونقل وترجمة الخيال الشعري والفني والأدبي عموما إلى وقائع مرئية ومشحونة بالرغبة والطموح في تحويل المقولة الافتراضية إلى صورة محسوسة يمكن التعاطي معها من خلال وسيط فني وبصري مهم وتفاعلي هو السينما، وبالتحديد السينما التسجيلية التي أبدع الاثنان في تقديمها بمقاييس فنية عالية أهلتهما للمشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية وحصد الكثير من الجوائز المعبرة عن قيمة هذه الأفلام وما تتضمنه من أبعاد إنسانية وجمالية فائضة، وهي جوائز وإنجازات تعبر أيضا عن تطور السينما الإماراتية بشكل عام، وعن طموحها المتواصل لاستشراف مستقبل مبهر ومغاير لهذا الفن الخاص والمستقل. ومؤخرا كرّم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، مجموعة نهار للإنتاج الفني التي أسسها كل من البدور والغانم، وذلك لفوزهما بجائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب في فئة “انطلاق”، وتهدف الجائزة المنبثقة من صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي انطلقت قبل عشر سنوات إلى تشجيع وتمويل المشروعات المحلية المتميزة، عبر تقديم القروض لها أو تقديم الضمانات المالية أو الإسهام فيها، واستقطاب الدعم المالي والفني لها. وسبق لخالد بدر من خلال الكتابة والإعداد، ولنجوم الغانم من خلال المعالجة الإخراجية تقديم عدة أفلام تسجيلية لافتة أنتجاها من خلال مجموعة: “نهار الفنية” والتي وثقت لنماذج إنسانية مكافحة ومبدعة وجامحة في خياراتها الشخصية وتحدياتها النبيلة من أجل منح حياتها معنى مضاعفا وكثافة روحية تستحق أن يلتفت لها وأن يحتفى بتجربتها المتفردة والاستثنائية، وبدأت سلسلة هذه الأعمال في أواخر التسعينات بفيلم “ما بين ضفتين” الذي وثق لحياة العبّار الراحل خميس مرزوق والذين كان من أواخر الإماراتيين الذين تصدوا لهذه المهنة المرهقة في خور دبي. ومن الأفلام الأخرى التي نفذتها الغانم خلال الأعوام القليلة الفائتة وحازت على جوائز وتنويهات نقدية في أكثر من مناسبة سينمائية محلية وخارجية نذكر فيلم “المريد”، ثم فيلم “حمامة” الذي وثقت فيه بصريا حكاية الطبيبة الشعبية المسنة حمامة الطنيجي التي تعيش في منطقة الذيد التابعة لإمارة الشارقة، والتي تعتبر سيرتها الشخصية أقرب للأسطورة المحلية التي تعكس الحضور القوي والمؤثر للمرأة الإماراتية في الماضي عندما كانت تتصدى لتأسيس الحياة والذاكرة من منابعها البكر والأولى عندما كانت الأعراف والتقاليد أشبه بالقوة الدافعة والمتعاضدة لتأسيس المنظومة الاجتماعية في تلك الأزمان البعيدة، ومؤخرا قدمت الغانم فيلم “أمل” والذي يؤكد مقولة نجوم ذاتها حيث “الاغتراب هو دائما ابعد من الجغرافيا”، وذلك من خلال توثيقها لقصة النجاحات والانكسارات التي عاشتها الفنانة والكاتبة السورية أمل حويجة بعد معايشتها واندماجها في المشهد الفني والإعلامي الإماراتي لفترة طويلة، خرجت منها بتجربة ذاتية عارمة ومتشعبة في تفاصيل وثنايا هذا المشهد، وتعمل الغانم حاليا على الانتهاء من العمليات الفنية الأخيرة لفيلمها الجديد “أحمر أزرق أصفر” والذي تستعد من خلاله للمشاركة في الدورة القادمة من مهرجان الخليج السينمائي بدبي، وينقل الفيلم معالم وملامح التجربة الفنية والإنسانية الثرية للدكتورة نجاة مكي، والتي تعد واحدة من أهم رواد الحركة التشكيلية في الإمارات. وتعليقا على فوزها بحائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب أكدت الغانم في لقاء مع “الاتحاد” أن الفوز يترجم اهتمام القيادة العليا في الإمارات بدعم وتشجيع الأفكار والمشاريع الخلاقة والمبتكرة، وأوضحت أن مسببات الفوز بهذه الجائزة المهمة يعود إلى الهدف الذي من أجله تأسست مجموعة نهار للإنتاج التلفزيوني والسينمائي وهو العمل على تأصيل الجانب الإبداعي المحلي من جهة، وخدمة الثقافة والمجتمع من جهة أخرى. وأضافت الغانم بأن حصول الأفلام التسجيلية التي أنتجتها المجموعة خلال السنتين الماضيتين على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية عزز من فرصها في نيل جائزة “انطلاق” المنبثقة من صندوق محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، وقالت إن هذه الجائزة الجديدة تعتبر إضافة كبيرة في إطار دعم العمل المهني والفني للمجموعة، خصوصا ـ كما أشارت ــ بأن العمل في الحقل السينمائي التخصصي هو دائما ما يستنزف الجهود الفردية والذاتية للقائمين عليه، وبالتالي ــ وكما أوضحت ــ فإن مثل هذا الدعم المؤسساتي الخارجي سوف يخلق مناخا مشجعا للشباب المقبلين على خوض هذه المغامرة الفنية المختلفة والمليئة أيضا بفرص النجاح والرغبة في تجويد وتطوير الفعل السينمائي في الإمارات على كافة المستويات الإنتاجية والتقنية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©