الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التقليد يغزو العالم

التقليد يغزو العالم
12 يوليو 2007 00:26
بعد الفشل الذريع الذي واجهته في سلع مثل أطعمة الحيوانات الأليفة والأطعمة البحرية ومعجون الأسنان وإطارات السيارات الفاسدة، يبدو أن الصين بات يتعين عليها الآن التغلب على كارثة أخرى في منتجات المستهلك والمتمثلة في البطاريات المتفجرة داخل هواتف الموبايل· وذكرت السلطات التنظيمية الصينية في ولاية جواندونج الجنوبية أحد أكبر مراكز الصناعة الإلكترونية في العالم بأنها خلصت إلى أن بطاريات الهواتف التي تعمل في داخل هواتف ''نوكيا'' و''موتورولا'' فشلت في اختبارات السلامة، وباتت عرضة للانفجار في ظروف معينة· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً أن هذه البطاريات قد جرى تصنيعها من قبل فروع لشركتي موتورولا، وسانيو العاملة في بكين قبل أن يتم توزيعها من قبل شركات تتخذ من ولاية جواندونج مقراً لها وبالقرب من الحدود مع هونج كونج أحد أكبر مراكز التصدير في الصين· وما زال غير واضح ما إذا كانت هذه البطاريات الخطيرة والأقل معياراً قد تمكنت من الدخول إلى سوق الصادرات· ولكن هذا الإعلان جاء بعد يوم واحد من النبأ الذي أوردته إحدى وسائل الإعلام الحكومية في يونيو الماضي عن وفاة رجل يبلغ من العمر 22 عاماً في غرب الصين بعد أن انفجر هاتفه الخليوي من نوع ''موتورولا'' في جيب قميصه· ويقال إن الرجل يعمل كلحام، كما أن درجة الحرارة التي تنطوي عليها المهنة ربما ساعدت على إشعال الانفجار· وقد سارعت كل من شركتي موتورولا ونوكيا - المصنعين الأكبر في العالم لهواتف الموبايل - إلى نفي أي ارتباط لهما بموزعي البطاريات المشكلة، وأشارتا إلى أنها بطاريات مقلدة· يقول يانج بونينج المتحدث الرسمي لموتورولا في بكين: ''إن جميع البطاريات التي جرى اختبارها ليست من بطاريات موتورولا الحقيقية، بل إنها بطاريات مزيفة، كما أن أياً من هذه الشركات ليست من الشركات المزودة المعتمدة لدينا''· أما المسؤولون في شركة نوكيا، فقد أكدوا أنهم عاكفون على التحقق من الأمر، ويحاولون تحديد ما إذا كانت أي من هذه البطاريات المعيبة قد أثرت بالسلب على هواتف نوكيا· ومضوا يشيرون إلى أن شركتهم لا تصنع البطاريات في الصين، وليست لديهم علاقات تجارية مع أي من الموزعين الصينيين الذين وردت أسماؤهم في اختبارات السلامة· ويقول ايجاريتا هاوفينين المتحدث الرسمي للشركة في فنلندا: ''نحن واثقون من أنها منتج مزيف''· بيد أن اكتشاف البطاريات المتفجرة أصبح يهدد بالتحول إلى كابوس آخر في منتجات المستهلك، ويساعد على تأجيج المخاوف الدولية بشأن جودة وسلامة السلع المصنعة في الصين ولسنوات عديدة ظل الدور الصيني كورشة عالمية يبدو وكأنه يدشن عصراً جديداً لانخفاض، وتدني الأسعار ويساعد على ترويض التضخم في جميع أرجاء الكرة الأرضية· إلا أن الجانب المظلم لهذا الازدهار أصبح يتمثل فيما يبدو في انتشار ثقافة التقليد والتزييف واستنساخ المنتجات الغربية الضخمة· ولقد درجت الصين على تزييف المنتجات منذ أن بدأ العمل بالإصلاح الاقتصادي في أوائل حقبة الثمانينيات· ولأول مرة فيما يبدو بدأت السلع الرخيصة والمقلدة المصنعة في الصين تنطوي على مخاطر متزايدة أو حتى مهلكة وقاتلة في بعض الأحيان· بل إن صادرات أطعمة الحيوانات الملوثة المقادير في هذا العام جاءت لتشكل أحد أكبر عملية استرداد للأطعمة في تاريخ التجارة الأميركي· ثم جاءت أزمة عقاقير ''الكحة'' التي انطوت على مركبات كيميائية غير مكتوبة في مواصفات المغلف تدعى ''وايثلين جيليكول'' التي يعتقد بأنها أودت بحياة أكثر من 100 شخص في جمهورية الدومنيكان في العام الماضي· وقبل أسابيع قليلة عمدت شركة اميركية إلى استرداد أكثر من 450 ألف من الإطارات المصنعة في الصين؛ لأنها تفتقد إلى أحد مميزات السلامة الرئيسية التي تمنع خيوط الإطارات من مواجهة مصير التقطع والانهيار· وتمت عملية الاسترداد بعيد الدعوة القضائية التي رفعت ضد الشركة الصينية المصنعة للإطارات بعد وقوع حادث لسيارة نتج عنه وفاة اثنين من الركاب في الولايات المتحدة الأميركية· وإلى ذلك، فقد تجاوبت الصين مع هذه الكوارث الأخيرة في مجال العلاقات العامة بإطلاق حملة مناهضة تهدف إلى إعادة تطمين المستثمرين والزبائن والمستهلكين في جميع أنحاء العالم وفي الداخل إلى أن شعار ''صنع في الصين'' لا ينطوي بالضرورة على الإنذار والمخاطرة· وشرعت السلطات التنظيمية في إصلاح قوانين السلامة الغذائية والدوائية ونشر أكثر من 30 ألف مفتش مع حملة كاسحة تكشف عن الأغذية والعقاقير ومنتجات المستهلك الأخرى المخالفة للمعايير· أما شركتا نوكيا وموتورولا فقد أعربتا عن قلق شديد بشأن السلع المقلدة خاصة؛ لأن سمعتهما أصبحت تواجه المخاطر في الصين التي لديها أكبر عدد من المشتركين في العالم في خدمة هاتف الموبايل، وبأعداد تتجاوز 400 مليون مشترك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©