شهدت الساعات التي عقبت مباراة النصر والشباب في دور الـ 16 لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، أحداثاً متسارعة، بسبب انفجار بركان غضب الجماهير، احتجاجاً على اللاعبين والمدرب وإدارة النادي، بعد أن ودع «العميد» الكأس مبكراً، نتيجة الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأصبح غير قادر على المنافسة على لقب الدوري، وتراجع مستواه بصورة مخيفة في الفترة الأخيرة.
واحتشدت الجماهير أمام ممر خروج اللاعبين، وسط احتياطات أمنية مشددة، لتفادي حدوث أي تجاوزات، حيث هتف الأنصار غضباً، ورفعوا لافتة كتب عليها «لنلعب من أجل هذا الشعار»، معتبرين أن لاعبي النصر لم يدافعوا عن شعار النادي، ولم يبذلوا الجهد المطلوب، والذي يتماشى مع عراقة هذا الفريق، وطالبوا كذلك بمحاسبة اللاعبين والمدرب، وعدم البحث عن أسباب واهية مثل اتهام التحكيم، حيث يرى جمهور النصر أن المشكلة فنية بالدرجة الأولى، وتعود إلى اختيارات الجهاز الفني والطريقة التي يلعب بها.
تهدئة الجماهير
وتدخلت إدارة نادي النصر بقوة لتهدئة الجماهير، من خلال الحوار الذي جرى بين مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة النادي، والذي توجه إلى أنصار الفريق، مطالباً إياهم بإبداء آرائهم بكل احترام، حتى تتم الاستفادة من وجهات نظرهم، وتقييمهم للأمور، ووعدهم بالتصحيح، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة النصر إلى الطريق الصحيح.
وعقد مجلس إدارة النصر اجتماعاً طارئاً بعد المباراة مباشرة، مع اللاعبين والجهازين الفني والإداري داخل غرفة تبديل الملابس بنادي الوصل، وأكد مروان بن غليطة أن هذا الاجتماع كان لا بد منه، لأن الإدارة لا تقف مع الفريق خلال الفوز فقط، وإنما أيضاً يجب أن تكون إلى جانب اللاعبين خلال الفترات الصعبة التي يمروا بها.
وأضاف «أن الإدارة قررت القيام بوقفة تقييم شامل لبحث أسباب التذبذب الحادث في المستوى، والتراجع المسجل في النتائج وإيجاد الحلول المناسبة لتحسين الصورة، وإعادة الفريق الى مكانه الطبيعي، وأن النصر متعود على العودة، وأن الإدارة واثقة من قدرة «العميد» على استعادة مستواه بسرعة».
وعن متطلبات المرحلة المقبلة أوضح بن غليطة أن أهم شيء يحتاجه الفريق، هو التركيز والتخطيط السليم، والعمل بشكل جماعي خلال فترة توقف الدوري، حتى يعود النصر إلى ما كان عليه، ويظهر بشكل افضل.
وكشف أيضاً أن إدارة النادي سوف تقوم بتقييم شامل للاعبين الأجانب والمواطنين، خلال فترة الانتقالات الشتوية بهدف تحديد احتياجاتها بناء على عطاء كل لاعب.
وبخصوص توديع «الأزرق» للكأس مبكراً، والابتعاد عن دائرة المنافسة على لقب الدوري، ما يعني انتهاء الموسم مبكراً للفريق، قال رئيس مجلس إدارة النصر إن فريقه خرج فقط من مسابقة الكأس، إلا أنه لا يزال في سباق المنافسة على لقب الدوري، وهناك 13 جولة ضمن الدور الثاني من دوري المحترفين، وبإمكان «العميد» العودة بقوة.
البطولة الآسيوية
كما أضاف أيضاً أن الفريق مقبل على استحقاق آسيوي، يجب التفكير فيه مبكراً، والتخطيط الجيد لهذه المشاركة الخارجية، حتى يقدم النصر صورة جيدة، ويحقق نتائج إيجابية، وأن النصر استوعب الدرس، ويجب أن يتم البناء على أسس سليمة بعد هذه الخسارة، حتى يتم تصحيح الوضع بالشكل المطلوب وتفادي السلبيات في المستقبل.
وعن الغضب الجماهيري الكبير الذي يواجهه الفريق في الفترة الأخيرة، والاحتجاج الذي أعقب الخسارة أمام الشباب في الكأس، أشار إلى أن هذا الغضب دليل على الحب الكبير للفريق واللاعبين، وقدم الشكر إلى الجمهور النصراوي على «غيرته» الكبيرة على فريقه، وحرصه على أن يظهر في صورة لائقة، متعهداً للجميع بتصحيح الأمور سريعاً، وإعادة «الأزرق» إلى الطريق الصحيح.
من ناحية اخرى أرجع حبيب الفردان لاعب النصر خسارة فريقه في الكأس، إلى كثرة أخطاء الحكم، والتي قلبت النتيجة لمصلحة الشباب، وطالب باعتماد ثلاثة حكام ساحة إذا أصبح الحكم عاجزاً عن إدارة المباريات في مسابقاتنا.
وعاد اللاعب نفسه بعد أن هدات أعصابه لتقديم الاعتذار لجماهير «العميد»، وحكم المباراة، وذلك على صفحته الشخصية على «تويتر»، وقال «إن أنصار الأزرق لهم في انتقاد أي شخص مقصر، سواء كان لاعبا أو إداريا، أو مدربا، وأن الجميع يتحمل المسؤولية، سواء اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري، وأنه انتقد الحكم عندما كان في حالة من الغضب، إلا أنه سرعان ما أدرك أن أغلب قراراته كانت صحيحة، ومنها ضربة الجزاء، وطالب جمهور النصر بالوقوف يداً واحدة، للخروج من التدني في الأداء، والخسائر المتتالية، وأن اللاعبين يحتاجون إلى وقفة الجماهير في هذا الوقت بالذات، وأن الفريق يشاطر أنصاره الأحزان بسبب النتائج السلبية.
زنجا يفضل الغرامة المالية على مواجهة الإعلام
دبي (الاتحاد) - اختار الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر دفع الغرامة المالية المنصوص عليها في لوائح المسابقة، في حال عدم حضوره المؤتمر الصحفي الذي يعقب المباراة، على مواجهة الإعلاميين، بعد خسارة «العميد» أمام الشباب، وتوديع الكأس منذ دور الـ 16.
ورفض زنجا الخروج من غرفة تغيير الملابس لمدة ساعات طويلة، بسبب الغضب الجماهيري الكبير الذي واجهه، بعد انتهاء اللقاء، حيث صب أنصار «الأزرق» جام غضبهم على المدرب، بسبب عدم نجاحه في إدارة اللقاء بالطريقة المطلوبة، إلى جانب تحميله مسؤولية تراجع أداء «الأزرق» في الفترة الأخيرة، وبحثه عن أعذار جانبية أضرت بالفريق أكثر، ما صبت في مصلحته، ولازم المدرب مكانه لساعات طويلة تفادياً لأي مشاحنات قد تحدث، سواء مع وسائل الإعلام التي تنتظر توجيه سيل من الأسئلة الحائرة للحصول على إجابات مقنعة مع الرجل الأول في الجهاز الفني، أو من جماهير الفريق التي سبق لها أن حاصرته بعد مباراة العين في الدوري، ووعدها بتصحيح الوضع، واستعادة الفريق لمستواه، والفوز في مباراة الكأس.
يذكر أن ممثلي وسائل الإعلام انتظروا زنجا طويلاً، إلا أنه لم يحضر إلى المؤتمر الصحفي، كما لم يخرج من غرفة تغيير الملابس، وأبلغ المسؤول الإعلامي اعتذاره عن عدم الحضور، ما يكلفه غرامة مالية من اتحاد الكرة.
سالم عبد الله: اللاعبون قلبوا النتيجة بـ «العزيمة»
دبي (الاتحاد) - يرى سالم عبد الله حارس الشباب أن عزيمة لاعبي «الجوارح» وروحهم الانتصارية قادت الفريق إلى قلب النتيجة على النصر، وانتزاع فوز ثمين أهلهم للمرور إلى ربع نهائي الكأس، مشيداً بعودة الروح إلى الفريق .وقال «إن الهدف الأول الذي سجله «العميد»، لم يؤثر في معنويات اللاعبين، ولم يربك أداءهم داخل الملعب، بل على العكس واصل الشباب اللعب بالتركيز نفسه وقدم عرضاً قوياً فتح الطريق لتسجيل ثلاثة أهداف، وتحقيق الفوز». وأضاف «أن المدرب باكيتا درس المنافس جيداً، وراقب مفاتيح اللعب، ما جعل الشباب يقدم الأفضل داخل الملعب، ويسيطر على مجريات اللعب، ويحقق هدفه في المباراة. وتمنى سالم عبد الله أن يواصل «الأخضر» مسيرته الإيجابية، بعد أن حقق ستة انتصارات على التوالي.
إيدجار: فرحتي مضاعفة بالثنائية والصعود
دبي (الاتحاد) - أبدى البرازيلي إيدجار لاعب الشباب سعادته الكبيرة، بعد تألقه في مباراة أمس الأول، وقيادته «فرقة الجوارح» إلى التأهل للدور المقبل من الكأس، وذلك بفضل الهدفين اللذين سجلهما، والتسبب في ضربة جزاء لفريقه، مشيراً إلى أن سعادته مضاعفة ويشعره بالارتياح، نظراً لتحسن نتائج «الأخضر»، والمرور إلى ربع النهائي.
وأضاف أن الشباب بصدد التطور تدريجياً في الأداء، بفضل الانسجام الذي تحقق بين اللاعبين، واستيعاب فكر المدرب، وأن الفريق قدم جهداً كبيراً طوال الفترة الماضية، من أجل تصحيح الوضع، والعودة إلى النتائج الإيجابية. وأشار إيدجار إلى أن الثقة في النفس أعادت الروح إلى الفريق، وأسهمت في تقديم حقيقة مستوى الفريق، وأن الشباب مطالب بمواصلة العمل الجاد، ومضاعفة الجهد في الدور الثاني من الموسم، بهدف الاستمرار في العروض الإيجابية، والوصول إلى أهداف أكبر، وطالب جماهير النادي بمواصلة دعم اللاعبين والفريق، وتقديم المؤازرة المعنوية اللازمة حتى يسعد عشاقه.
أكد أن «البداية المتعثرة» أصبحت من الماضي
باكيتا: الشباب يستحق التأهل لأنه الأفضل والأكثر جهداً وعطاءً
دبي (الاتحاد) - جاء الفوز السادس على التوالي للشباب ليثبت للجميع أن «الجوارح» قادر على التحليق عالياً، بعد أن تجاوز أزمة «البداية المتعثرة»، وعدل الصورة، واكتمل الأداء والنتيجة في مباراة الكأس أمام النصر، ليحصد «الأخضر» بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بجدارة واستحقاق، بفضل العرض القوي الذي قدمه، والشخصية القوية التي أظهرها في التعامل مع مجريات اللقاء، وقلب التأخر في النتيجة إلى فوز كبير.
وفي المقابل أكد فريق النصر أن أزمته مع النتائج السلبية بدأت تتعمق من مباراة إلى أخرى بخروجه المبكر من بطولة الكأس وتراجعه في ترتيب الدوري إلى المراكز البعيدة عن دائرة المنافسة.
ورفض البرازيل ماركوس باكيتا مدرب الشباب التقليل من قيمة الفوز الذي حققه فريقه أمس الأول، وأن حالة الفريق المنافس سهلت من مهمة «الجوارح»، مؤكداً أن «الأخضر» يستحق بطاقة التأهل عن جدارة، أداءً ونتيجة، لأنه كان الأفضل في المباراة، وحسم الفوز بعد جهد كبير وعطاء غزير.
وأضاف «أن النصر فريق قوي، ويملك نخبة من اللاعبين المتميزين، بالإضافة إلى أنه منافس عنيد، ووقف نداً للعين في الدوري، إلاأن قوة أداء الشباب والروح الانتصارية التي لعب بها أهلته لحسم النتيجة، والمرور إلى الدور المقبل من الكأس.
وهنا باكيتا لاعبي الشباب والنصر على الأداء الرائع الذي قدموه، ما أسهم في ظهور اللقاء بمستوى فني عال وأداء قوي على مدار الشوطين، كما يرى أن الشوط الأول شهد ندية عالية، وتسابقاً وتلاحقاً في الفرص، الأمر الذي جعل التعادل يسيطر على النتيجة.
واعترف مدرب «الجوارح» بأن فريقه فوجئ بالهدف «الأزرق» في الدقيقة 20، لأنه جاء من كرة ثابتة، ما جعل الجهاز الفني يعطي تعليماته الفنية لتعديل الصفوف، والدخول في المباراة بتركيز أكبر، وتقديم أداء افضل، وقال «إن الشباب صنع العديد من الفرص الهجومية في الشوط الأول، لم يستغل منها سوى إلا واحدة فقط أحرز على أثرها هدف التعادل في الوقت الذي كان من المفترض أن يتقدم فيه الشباب بأكثر من هدف.
وأشار باكيتا إلى أن فريقه أحكم غلق مفاتيح اللعب لدى المنافس، ودخل الشوط الثاني برغبة كبيرة في الفوز وحسم النتيجة، ما ساعده على تسجيل الهدف الثاني، ثم استغل اندفاع النصر للتعديل، بصناعة الكثير من الفرص الأخرى أثمرت عن الهدف الثالث، وكما أن «الجوارح» مارس ضغطاً كبيراً على النصر، وكان بالإمكان الخروج بنتيجة كبيرة، بفضل الفرص العديدة التي أتيحت للمهاجمين.
وبخصوص الدور الكبير الذي قام به إيدجار، بالتسبب في ركلة الجزاء، وتسجيل هدفين، ومدى انعكاس ذلك على قرار الجهاز الفني خلال فترة الانتقالات، أوضح باكيتا أن إيدجار، يعد من اللاعبين المتميزين في صفوف الشباب، بعد انسجامه مع زملائه اللاعبين، حيث يملك مهارة عالية في التقاط الكرات الهوائية، واستغلال العرضيات لتسجيل الأهداف، بالإضافة إلى أنه يحسن التحكم في الكرة خارج منطقة الجزاء، ومن الصعب استخلاصها منه، ما يمثل دعامة كبيرة لهجوم «الجوارح»، وأن التفكير في التغيير بعد شفاء فيلانويفا سابق لأوانه، لأن الجهاز الفني سوف يدرس الاختيارات المتاحة، بناء على متطلبات الفريق.
أما فيما يتعلق بالمرحلة الإيجابية التي يمر بها الشباب، بعد أن شهد «عثرة» كبيرة في افتتاح الموسم، أكد مدرب «الجوارح» أن الفترة الصعبة أصبحت من الماضي، وأن «الأخضر» عازم على استغلال كل نقطة في الفترة المقبلة، من أجل التقدم في جدول ترتيب الدوري، والمنافسة على البطولات والألقاب، كما أن الجهاز الفني حريص على مزيد تطوير الأداء والارتقاء بالمستوى حتى تتعاظم الأهداف بصورة أكثر.
عدد اليوم
