الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنان هدفاً لـ القاعدة بعد إسرائيل

لبنان هدفاً لـ القاعدة بعد إسرائيل
12 يوليو 2007 02:32
بيروت - جودت صبرا: فجرت إسرائيل في 12 يوليو عام 2006 حرباً ضروساً ضد لبنان، دامت 33 يوماً، واسفرت عن 1200 قتيل و12 الف جريح، فضلاً عن تدمير عشرات البلدات والأحياء السكنية في المدن لاسيما في ضاحية بيروت الجنوبية· وبمعزل عن أسباب الحرب التي كانت شرارتها المستترة اقدام ''حزب الله'' على أسر جنديين إسرائيليين يوم 11 يوليو من العام نفسه، فان لبنان لم يشهد بعد ذلك اليوم اي نوع من الاستقرار الامني المتفجر والمستمر حتى اليوم في مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني وعصابة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد في شمال لبنان وهي مفتوحة على مستقبل أمني مضطرب تغذيه خلايا إرهابية متعطشة لسفك دماء الأبرياء وتخريب الأمن خدمة لأهداف إسرائيل· فالساحة اللبنانية المكشوفة امنياً، تحولت في ظل تداعيات عدوان يوليو الاسرائيلي عام 2006إلى هدف رئيسي لتنظيم ''القاعدة'' الارهابي، الذي اعتبر لبنان ساحة لـ''الجهاد'' وليس ممراً لعملياته الارهابية، وتمكن من إدخال مئات العناصر الارهابية بطرق سرية ومتنوعة، توزعوا في مناطق مختلفة ضمن خلايا ''نائمة''· واتخذت هذه المجموعات تسميات متعددة للتمويه وأبرزها ''فتح الاسلام'' و''جند الشام'' و''جند الله'' و''انصار الاسلام''، ومنها من تلقى الأوامر من قياداته العليا في الخارج للتحرك والعمل على تفجير الساحة اللبنانية· وكشف مصدر قضائي لـ''الاتحاد'' عن اعترافات خطرة ادلى بها الموقوفون من جماعة ''فتح الإسلام''، واصفاً اياها بـ''الاعترافات المذهلة'' لمخططات الإرهابيين ضد لبنان وقال: ''لو تأخرت الدولة اللبنانية بضعة أشهر عن كشف مخططات هذه المجموعات الأصولية المتطرفة لكانوا انتشروا في كل لبنان وهددوا وجوده وصيغته الفريدة''· وأكد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع اللبناني الياس المر بدوره لـ ''الاتحاد'' بأنه تم توقيف العشرات من الإرهابيين الذين تسللوا الى لبنان خلسة تحت جنح الظلام عبر الحدود اللبنانية - السورية واعترفوا بخطط تخريبية كانت معدة للتنفيذ في لبنان· ووفق اعترافات 40 موقوفاً من عناصر ''فتح الاسلام'' في مواجهات مخيم نهر البارد مع الجيش اللبناني ومداهمات عدة أحياء في مدينة طرابلس فإن هذه العصابة الإرهابية كانت تخطط للقيام بعمليات أمنية نوعية انطلاقاً من شمال لبنان وإعلان طرابلس وعكار ''امارة الشام الاسلامية''· وبعد أن سطا عناصر هذه العصابة على أحد المصارف في بلدة القلمون في الشمال واقدموا على ذبح 24 جندياً لبنانياً فجر يوم 20/5/2007 وهم نيام في مراكزهم العسكرية أو خلال توجههم الى الثكنات على الطرقات بهدف إرهاب الجيش والدولة وارباك الامن، توطئة للخطوة الثانية وكانت اشد هولاً وتدميراً لو قدر لهذه المجموعات التنفيذ، ومنها تفجير شاحنات ملغومة بكميات كبيرة من المتفجرات في نفق شكا المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس لعزل الشمال عن باقي المناطق وفي نفس الوقت تفجير شاحنات مماثلة أمام فنادق راقية في بيروت، وسفارات عربية وأجنبية ووزارات حكومية ومنها الدفاع والداخلية وزرع عبوات بكثرة في الأماكن السكنية الراقية وذات الكثافة السكانية· وكانت هذه المجموعات قد حاولت اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني المقدم سمير شحادة بواسطة تفجير عبوتين ناسفتين بموكبه صباح 5/9/،2006 ما ادى الى اصابته بجروح وقتل أربعة من مرافقيه، وكانت هذه الجريمة الاولى بعد توقف عدوان يوليو في 27 اغسطس من العام نفسه· وفي 12 نوفمبر ،2006 اغتيل وزير الصناعة اللبناني النائب بيار الجميل مع مرافقيه باطلاق النار على موكبه من أسلحة رشاشة مزودة بكواتم للصوت في محلة الجديدة إحدى ضواحي بيروت الشرقية، وفي 13 فبراير 2007 انفجرت عبوتان ناسفتان داخل حافلتين في محلة عين علق قرب بكفيا في المتن الشمالي، احد اقضية جبل لبنان، مما ادى الى مقتل ثلاثة مواطنين وجرح 3 آخرين، وتمكنت الأجهزة الأمنية في وقت لاحق من اعتقال الجناة الذين اعترفوا بإنتمائهم الى عصابة ''فتح الاسلام'' وكشفوا الكثير من المعلومات حول خطط إرهابية أعدتها هذه العصابة· ورغم إمساك السلطات الأمنية اللبنانية بخيوط واضحة حول تنامي الخلايا النائمة للمجموعات الارهابية، واعتقال العشرات منهم، فإن مسلسل الارهاب تواصل واستهدف في 3يونيو 2007 رئيس لجنة الدفاع والأمن البرلمانية النائب وليد عيدو في منطقة رأس بيروت بواسطة سيارة ملغومة بنحو 80 كلج من مادة ''تي· ان· تي''، حيث قتل فيها مع نجله خالد ومرافقيه وسته مواطنين· وفيما وجهت قوى 14 مارس أصابع الاتهام الى النظام السوري بارتكاب جريمة اغتيال عيدو ومن سبقه من نواب ومسؤولين وأبرزهم رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14فبراير عام ،2005 كانت يد الارهاب تضرب في المناطق اللبنانية بلا هوادة، حيث انفجرت سيارة ملغومة في محلة الأشرفية، وبعدها سيارة مماثلة في محلة فردان في بيروت ثم انفجرت عبوة في مدينة عاليه الى الشرق من بيروت واهتز الامن بعنف لتمتد يد الارهاب الى قوات ''يونيفل'' المعززة في جنوب لبنان، حيث استهدف دورية تابعة للكتيبة الإسبانية العاملة في اطار ''يونيفل'' على طريق سهل الخيام الحدودي بانفجار سيارة ملغومة في 23 يونيو ،2007 ما اسفر عن مقتل ستة جنود دوليين وعدد من المدنيين اللبنانيين الذين صودف مرورهم في المكان· واللافت أن قيادة الجيش اللبناني و''يونيفل'' المعززة كانتا تمتلكان معلومات استخباراتية عن وجود ثلاث سيارات ملغومة تسللت الى منطقة مرجعيون معدة لاستهداف دوريات ''يونيفل'' والجيش اللبناني ولم تنجح التحريات في اكتشاف اي منها، وكان الانفجار الذي استهدف الإسبان قد استخدم فيه احداها· وادى الحادث إلى رفع ''يونيفيل'' المعززة درجة استنفارها الى ''اللون الاصفر'' وحولت مواقع جنودها ومقر قيادتها الى قلاع أمنية حصينة لمنع وصول الإرهابيين الى اهدافهم، لاسيما وان المعلومات الامنية حذرت من إمكانية استخدام انتحاريين في الهجمات بسيارات ملغومة على القوات الدولية والجيش اللبناني· وما بين الإرهاب الدولي الذي يجتاح لبنان وجهود السلطات اللبنانية للقضاء على الخلايا الإرهابية، كانت قد تفجرت صدامات على الساحة اللبنانية بين فريقي المعارضة اللذين يطالبان بقيام حكومة وحدة وطنية والأكثرية التي تتمسك بالحكومة الحالية، حيث وقعت صدامات يومي 23 و25 يناير بين أنصار الطرفين خلال تظاهرات مضادة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، خصوصاً في محيط جامعة بيروت العربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©