الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزهار لن تنبت هنا

12 يوليو 2007 02:35
مر عام على العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي انتهى بإعلان نصر الله ''النصر الإلهي''، مر عام وليل بيروت مازال مظلماً وخالياً من رواد المقاهي، مر عام والدخان مازال يتصاعد ولكن من شمال ''البارد'' وليس من الجنوب، مر عام على حرب المقاتل اللبناني لتحقيق الانتصار، فيما تنازع السياسيون ليعمقوا جرح الهزيمة· خلال هذا العام أكد السياسيون صحة الشعار العربي التاريخي ''اتركونا فنحن الأجدر على هزيمة أنفسنا''· فإسرائيل اقتنعت بأن الانسحاب هو بداية الانتصار لسياساتها وليس الهزيمة، فانسحابها من غزة فتح جراح الصراع بين ''الأخوة الأعداء'' ونزف الدم الفلسطيني كما لم ينزف في الانتفاضات ضد الاحتلال· وبعد انسحابها من جنوب لبنان، تولى السياسيون من اطياف شهر مارس مهمة وضع لبنان على حافة هاوية أعمق بكثير من هاوية العدوان· خلال عام، أصبح اللبناني يخاف أن يجوب شوارع بيروت بينما كان خلال العدوان يتحدى الطيران الإسرائيلي بالغناء، ظهرت فزاعة ''القاعدة'' في الشمال والتفجيرات مازالت تلاحق المسؤولين، والجنازات تتعاقب مثل عنقود عنب لا نهائي، واللبناني أصبح أكثر يأساً من الغد عنه منذ عام مضى· هل نقول إن شبح الحرب الأهلية يظلل على لبنان، فأزقة بيروت تتحدث عن أزمة سياسية وصلت إلى طريق مسدود، ودخول مسألة الرئاسة إلى مرحلة ''الصراع المفتوح''، والانقسام الطائفي الذي بات خبزاً يومياً· خلال عام، أصبحت حياة اللبناني أكثر صعوبة، ففرص الحصول على عمل أصبحت أصعب من الأمس، واللبنانيون يصطفون على أبواب السفارات بحثاً عن لجوء سياسي أو فرصة عمل بالخارج، حتى أنني وجدت لبنانيين ولبنانيات في العراق جاءوا بحثاً عن الرزق· فيما لم تعمر ''الأموال الشرعية'' لـ''حزب الله'' ما هدمته الحرب في الجنوب كما وعد نصر الله· في النهاية، كان صديق لي يقول دائما إن لبنان هو ''زهرة'' العالم العربي الذي تمنحه ''عطراً'' خاصة في كافة المجالات، ولكن يبدو أن السياسيين اللبنانيين (لا استثني منهم أحداً كقول مظفر النواب) جرفوا التربة الخصبة فلم تعد هناك زهور تنبت·· فالزهور لا تنبت في أرض الكراهية، فلا تجعلوا لبنان أرضاً للكراهية وأعيدوا إلى لبنان فيروز التي نعرفها· أكـرم ألـفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©