الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

40 جريحاً باشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي

40 جريحاً باشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي
22 ديسمبر 2012
أصيب نحو 37 مصرياً خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة الإسكندرية بين مؤيدي ومعارض الرئيس المصري محمد مرسي، واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع خلال الفصل بين المتظاهرين الذين تراشقوا بالحجارة. وكان بضعة آلاف من المؤيدين لمرسي قد احتشدوا في «مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد» بعد صلاة الجمعة، في حين وقف مئات من المعارضين على بعد خمسين متراً يهتفون ضد «الإخوان المسلمين» عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء على مسودة الدستور التي تجري اليوم السبت. وقال شهود عيان ومصدر أمني إن النار أشعلت في حافلتين كبيرتين وسيارة عليها شعار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة «الإخوان». وقال الوكيل الأول لوزارة الصحة محمد الشرقاوي لرويترز إن 37 شخصاً أصيبوا، أحدهم بطلق خرطوش. واستخدمت قوات الأمن المركزي الغاز المسيل للدموع وأقامت حاجزاً من عناصرها للفصل بين المتظاهرين المؤيدين لمرسي وبين معارضيه الذين تراشقوا بالحجارة، في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية وسط جو غائم. وتوقفت المواجهات بعد ساعة ونصف الساعة مع استمرار وجود مجموعات من المتظاهرين في المكان. وقال شهود عيان لرويترز إنهم شاهدوا محتجين عدة وضابط شرطة مصابين ينقلون من المكان. وأصيب بعض المحتجين في الرأس. وقال شهود عيان ومصدر أمني إن النار أشعلت في حافلتين كبيرتين وسيارة عليها شعار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وأظهرت لقطات تلفزيونية سحابة من الدخان الأسود ترتفع في سماء منطقة محطة الرمل التي يوجد بها مسجد القائد إبراهيم. وقال المصدر الأمني إن متظاهرين معارضين لمرسي رشقوا سيارة إطفاء بالحجارة، ما أدى لتحطيم زجاجها الأمامي والجانبي حال وصولها لإطفاء حافلة كانت النار تلتهمها. وقال شاهد إن ألعاباً نارية أطلقت على الحافلتين والسيارة، لكنه ليس متأكداً مما إذا كانت هي سبب الحريق. وقال متظاهرون إن الحافلتين نقلتا إسلاميين من محافظات أخرى إلى الإسكندرية. وتعرض إسلامي كان يصور المحتجين المناهضين لمرسي للجذب والضرب. وقام إسلاميون على الجانب الآخر بدفع الشرطة محاولين الوصول إليه. وامتد التراشق بالحجارة إلى الشوارع الجانبية القريبة من المسجد، في حين حاول الكثير من الناس الاحتماء بالفرار إلى الشوارع البعيدة عن المناوشات. وهتف الإسلاميون «الشعب يريد تطبيق شرع الله» و»بالروح بالدم نفديك يا إسلام». من جهتهم، ردد مئات المتظاهرين المعارضين شعارات ضد الإخوان المسلمين وضد الرئيس مرسي خصوصاً «بيع بيع .. الثورة يا بديع»، في إشارة إلى مرشد الإخوان محمد بديع. وقال حازم (37 عاماً)، وهو من أهالي المنطقة “والله لن يحكم البلد إلا ما يختاره الناس”، قبل أن يهتف “إسلامية إسلامية”. وفي ما كانت القنابل المسيلة للدموع تنهمر على الفريقين، قالت امرأة منقبة وهي تبكي أثناء فرارها من أمام المسجد “الداخلية تضرب الإسلاميين، وتترك البلطجية يهاجمونا، حسبي الله ونعم الوكيل”. أما محمد فائز، طبيب (56 عاماً) الذي قدم للصلاة في المسجد رغم معارضته لمرسي، فقال “مصر طول عمرها نسيج واحد، لكن مرسي قسم البلد معسكرين”. وكانت الإسكندرية التي تقدمت فيها نسبة مؤيدي مشروع الدستور السبت الماضي، بحسب نتائج غير رسمية للمرحلة الأولى من الاستفتاء، شهدت الجمعة الماضي مواجهات بين أنصار الرئيس مرسي ومعارضيه، بعد اتهام الشيخ أحمد المحلاوي بأنه وجه المصلين للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وحمل المحلاوي من على منبر مسجد القائد إبراهيم في خطبة الجمعة أمس على «من يتولون» وسائل الإعلام المصرية، داعياً المصريين إلى عدم «الانخداع» بها، مشيراً إلى أنها حرفت ما حدث الأسبوع الماضي و»صورت ضرب المسجد بالطوب» على أنه شجار بين نعم ولا. وختم المحلاوي خطبته بالدعوة من أجل «الهداية والمغفرة للضالين والمذنبين وبأن يكون عهد ولي الأمر عهد رخاء وأمن وطمأنينة». وتنظم في مصر اليوم السبت الجولة الثانية من الاستفتاء وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25,5 مليون ناخب مسجل وذلك بعد تنظيم المرحلة الأولى السبت الماضي التي شهدت تقدم «نعم» بنسبة فاقت 56 بالمئة بحسب أرقام غير رسمية. وتعلن النتائج الرسمية النهائية للاستفتاء بعد انتهاء المرحلة الثانية. وبعد نتيجة المرحلة الأولى، يتوقع فوز «نعم» في النهاية، لكن بعض المحللين يرون أن هذا الفوز قد لا يكون مهماً لدرجة يمكن اعتباره نجاحاً شخصياً للرئيس مرسي. وكتب المحلل السياسي حسن نافعة في صحيفة (المصري اليوم) «تبدو الأمور على السطح وكأنها تسير على النحو الذي رسمته جماعة الإخوان المسلمين»، مضيفاً أن «جميع المؤشرات توحي بموافقة أغلبية المشاركين على مشروع الدستور، وليس من المستبعد أن تتخذ جماعة الإخوان المسلمين من النتائج دليلاً على أنها حققت انتصاراً حاسماً على خصومها يمنحها ما يكفي من التفويض لمواصلة الطريق الذي اختارته ورسمته لمصر»، معتبراً ذلك «قراءة مغلوطة». في الأثناء، دعا محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ الوطني الرئيس مرسي إلى «جمع شمل» المصريين ووقف الاستفتاء على مشروع الدستور المثير للجدل، وذلك لإنقاذ مصر من «الإفلاس» ووضعها على طريق الأمن والاستقرار. وقال البرادعي «البلد على وشك الإفلاس، إذا أكملنا ثلاثة أشهر فلن نكمل أربعة أشهر، وصندوق النقد الدولي قال إنه سيؤجل القرض ونصف العالم يقول لا يمكننا أن نعطيكم تمويلاً لأنه لا يوجد أمن ولا رؤية ولا وضوح ولا استقرار». وخاطب البرادعي الرئيس المصري قائلاً «اتقوا الله يا مرسي وحكومة مرسي وجماعة مرسي في البلد، والحل لا يزال موجوداً»، مضيفاً «كما قلت المرة الفائتة وقال غيري: اعد العمل بدستور 1971 وتعديلاته، وشكل حكومة كفاءات، لأن الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة البلاد، واجمع الشمل وامدد يدك للشعب المصري». وأضاف «لا نريد ثورة جوعى ولا عنفاً كما أننا نقول إن مصر دولة إسلامية والشريعة المصدر الأساسي للتشريع منذ عقود، فيجب أن نتوقف عن الضحك على الناس بالدعايات حول الليبرالية والعلمانية، وهو نفس كلام حسني مبارك عن العمالة والخيانة يقال الآن، وأضافوا الكفر». من جانبه، شدد الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب على أن «عملية الاستفتاء على مشروع دستور مصر الجديد لا علاقة لها بأحكام الشريعة ولا بالحلال والحرام». ودعا في بيان الأئمة والدعاة إلى «مراعاة حرمة المنابر والمساجد وأن يجنبوها المعارك السياسية ويبتعدوا بها عن الصخب السياسي امتثالاً لأوامر الله».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©