الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بينالي فنون الأطفال» .. «من أول السطر» إلى طريق الأمل والطموح

«بينالي فنون الأطفال» .. «من أول السطر» إلى طريق الأمل والطموح
23 ديسمبر 2012
في دعوة مفتوحة للثقافة والمحبة والسلام، توجهها الإمارات لكل دول العالم، تتواصل فعاليات بينالي الشارقة لفنون الأطفال 2012 بأنشطتها المتنوعة، محتضنة خلال دورتها الجديدة والثالثة أكثر من 3197 عملاً فنياً وإبداعياً، وبمشاركة فعَّالة من 61 دولة عربية وأجنبية، رافعة شعار «من أول السطر» كي يكون الطفل هو البداية والطموح والأمل، وفي سبيل الاستثمار فيه وتوظيف خياله وأفكاره ومواهبه في رسم صور جميلة تمثل جسور تواصل والتقاء بين الشعوب كافة. لأن الفن حوار مفتوح ولغة عالمية مشتركة، من أرقى أدوات التعبير، فقد كان من الضروري أن تصاغ رؤية ذكية ترصد إبداعات الطفل في كل مكان، حيث تقول رئيسة بينالي الشارقة الدولي لفنون الأطفال عائشة حمد مغاور: «يحتضن بينالي الشارقة أهم الموهبيين والمبدعين من أطفال العالم، حيث تطرح رؤى معاصرة تؤرخ لكل ما يبدعه الطفل من فن وخيال وجمال، لتسجل كل مهاراته اليدوية ومبتكراته الفنية من خلال أعمال منتقاة، ترسم آفاق المستقبل وتحدد ملامح الانفتاح والتواصل بين الحضارات، وكوننا نعمل تحت مظلة راعية لكل ما يهتم بشؤون المرأة والطفل ويرتقي بهما على الصعد كافة، فقد كان لنا استراتيجية مدروسة تضع خططاً ومشاريع متقدمة للاستثمار في الأطفال بشكل خاص، من أجل تنمية مواهبهم وتطوير قدراتهم، مع تبني أفكارهم وخيالهم وأحلامهم». الارتقاء بالطفل وتتابع: «لقد شكل لنا بينالي الشارقة الدولي لفنون الأطفال أرضية سليمة وبيئة مناسبة للانطلاق في تلبية توجيهات من حكومة الإمارة التي توصي دوماً بالاهتمام بكل ما من شأنه الارتقاء بالمواطن والوطن، وتوظيف أدوات الثقافة والفنون كافة، لتكون محاور إنسانية ترتقي بالمجتمع وتصنع أجيالاً متقدمة تبني الحاضر وتقود المستقبل، ومن خلال هذه الرؤية المستنيرة، فتحنا نافذة واسعة على العالم، لنحتضن مجاميع من الفنون التعبيرية الحديثة والمعاصرة التي فتحت بدورها للأطفال مجالات مختلفة للتعبير والإبداع والخيال، ناقلين لنا من خلال أناملهم الصغيرة جوانب متعددة من حياتهم، واقعهم، وثقافتهم المحلية». ونوه القيّم الفني للبينالي الدكتور محمد أبو النجا للإطار العام في بينالي الشارقة خلال دورته الحالية الذي يعكس بمجمله وضع مفهوم الطفولة بوصفه نصباً مشهوداً لكل شعوب العالم، وحيث تسجل في ذاكرة التاريخ جوانب خلاقة من فنون الطفل في القرن الحادي والعشرين، في ظل أجواء معيشة من العولمة والمعاصرة والمتغيرات السريعة، لتأتي أفكار الأطفال بكل ما تحمله من ملامح الصفاء والبراءة والمحبة والخير، بمثابة نقاط مضيئة تنادي بالإنسانية والإخاء وتعبر عن أصالة الهوية والانتماء، مظهرة بأشكال جديدة من ألوان التعبير البصري المنبثق من التطور التقني الحديث، نماذج عصرية ومبتكرة من الأعمال الفنية المتميزة التي تعكس اختلاف الشعوب وخصوصية ثقافتها. استخدام التقنيات ويصف أبو النجا هذا الأمر: «حاولنا في بينالي 2012 أن نتطرق لمساحات أكبر في رقعة الفنون البصرية، مركزين على نوعية الأعمال الفنية التي تواكب مجريات العصر وتحاكي تطوراته، بحيث تطرح الجديد من الأفكار والأساليب والتكنيك في مجال الفن، لنخرج من حدود القالب الكلاسيكي القديم والمتعارف عليه في تناول الفنون، مستثمرين عفوية الطفل وخياله الواسع، ليعبر هو بذاته عن رؤاه وأفكاره ومهاراته الخاصة، وكي نجعل التقنيات الحديثة تخدم الفن بصور أكثر تأثيراً، وقد تمثل توجهنا هذا من خلال عرض 11 فيلماً من مهرجان «فينما» الكرواتي والمتخصص بأفلام تحريك الأطفال، مع استخدام أحدث المجالات الرقمية في تصميم الجرافيك والفوتوغرافيا وخلافه، كما عبر الأطفال من خلال استخدام الكاميرات والموبايلات والحواسيب عن مواهبهم وقدراتهم الفنية بأشكال خلاقة وغير اعتيادية، وقد استعرضنا أيضاً كماً متميزاً من الأعمال الإبداعية المركبة في شكل مشاريع جماعية للصغار ومن دول مختلفة». الأدوات التقنية وأضاف: «إن تميز هذه الدورة لا ينحصر في استخدام الأدوات التقنية الحديثة في الفنون البصرية فقط، بل يتجاوزها إلى طرق العرض التي تتماشى مع فكرة كل عمل فني بذاته، ما خلق حالة إبداعية وجواً حضارياً في عموم الحدث، حيث امتزجت العديد من حقول الفنون والمهارات اليدوية مع بعضها البعض، لتكون أعمالاً متنوعة، منها ما يجمع الرسم مع التصوير والنحت والتركيب، بالإضافة إلى أعمال أخرى تمثل فن المجسمات أو فنون التحريك أو الطباعة أو النحت بالأسلاك، مشكلة فيما بينها جميعاً طاقة لونية هائلة ومتحررة تضيء أروقة المكان، وأدوات تعبيرية خلاقة تعكس رؤى أطفال العالم وأمانيهم وطموحاتهم في العيش بأمان وسلام». رسائل محبة وعن جديد الدورة الحالية، نوهت المنسق العام للبينالي وفاء عبد السلام، بمشاركة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة فيها، بالإضافة إلى أطفال المخيمات، وقالت: «إن الهدف الرئيسي من إقامة هذا المهرجان العالمي لفنون الطفل، هو بث رسائل مودة ومحبة وسلام لكل أطفال العالم بلا تميز أو استثناء، وكون الطفل بكل ما يمثله من نقاوة وبراءة وعفوية وشفافية هو المحور الذي يدور حوله كامل الحدث، فقد بدأنا ومنذ الدورة السابقة للبينالي في عام 2010 بتخصيص جزء من اهتمامنا لصغار المخيمات واللاجئين العرب، لنمنحهم منبراً حراً للتعبير، وكي يرسموا بأناملهم الضعيفة وأدواتهم المتواضعة بعضاً مما يعانوه من حرمان وظلم وقهر، في ظل ظروف سياسية مضطربة وتدهور معيشي قاس، لتكون أعمالهم الفنية هذه شواهد شاخصة للعالم الذي يتجاهل آلامهم ويهضم حقوقهم الطبيعية في الحياة». 127 عملاً لذوي الاحتياجات الخاصة تتضمن الدورة الحالية لبينالي الشارقة مساحة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وصل عدد مشاركتهم الفنية لحدود 127 عملاً متميزاً، جاءت من كل من الإمارات والسعودية والكويت وماليزيا، مع عرض مشاريع بديعة لمعاقي اليابان، وذلك في سبيل إعطائهم حقهم الإنساني المشروع من الرعاية والاهتمام، أسوة بأقرانهم الآخرين من الصغار دون فرق أو تمييز، لأن بينالي الشارقة الدولي لفنون الأطفال في مفهومه العام إنما جاء لينتصر للطفل في كل مكان.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©