الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السويسريون يصوتون ضد الهجرة الأوروبية «الكثيفة»

السويسريون يصوتون ضد الهجرة الأوروبية «الكثيفة»
9 فبراير 2014 22:08
جنيف (أ ف ب) - أدلى السويسريون بأصواتهم أمس في استفتاء بعنوان «ضد الهجرة الكثيفة» خاصة من رعايا الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى صدام مع بروكسل. ويشير استطلاع الرأي الأخير إلى أن الذين سيصوتون بـ «نعم» في هذا الاستفتاء سجلوا تقدما على حساب الذين قالوا إنهم سيصوتون بـ «لا»، ما يظهر أن المعركة لن تكون سهلة. ففي حال فوز بـ «نعم» ستحل «الفوضى» بحسب رأي أستاذ العلوم السياسية في جنيف باسكان سياريني، لان العلاقات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي قد يعاد النظر فيها بشكل كامل. وسويسرا بلد صغير يبلغ تعداده السكاني ثمانية ملايين نسمة وهي غير عضو في الاتحاد الأوروبي لكنها محاطة بدول أعضاء في الاتحاد. وقد وافقت سويسرا المرتبطة باتفاقات ثنائية مع الاتحاد الأوروبي تم التوصل إليها بعد مفاوضات مضنية خلال خمس سنوات، على فتح سوق العمل فيها أمام الفئات العاملة في الاتحاد الأوروبي والمقدر عددها بخمسمئة مليون. وعند دخول اتفاق حرية التنقل حيز التنفيذ بصورة تدريجية منذ العام 2002، أعلنت السلطات أن عدد الواصلين لن يتجاوز الثمانية آلاف كحد أقصى. وفي الواقع فأن سويسرا التي تحظى باقتصاد جيد يتباين مع الأزمة في منطقة اليورو، تستقبل 80 ألف وافد جديد إلى سوق عملها، ما يثير غضب اتحاد الوسط الديمقراطي (يميني شعبوي)، الحزب الأكبر في البرلمان السويسري. وهذا الحزب هو الذي يقف وراء الاستفتاء لأنه نجح في جمع عدد التواقيع الضرورية لتنظيم مثل هذا الاقتراع وهو نهج متبع في النظام السياسي السويسري الذي يرتكز على الديمقراطية المباشرة. وفي حال فوز المؤيدين ستعتمد سويسرا نظام الحصص الذي يحدد عدد المهاجرين تبعا لحاجاتها، وهو نظام كانت تتبعه قبل إبرام الاتفاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، ويمثل كثيراً من المتاعب الإدارية بالنسبة لأرباب العمل. وعبرت الحكومة السويسرية ومعظم الأحزاب السياسية وكذلك أرباب العمل عن رفضهم القطعي لهذا الاستفتاء. واعتبروا أن كبح أو وقف الهجرة سيعني نهاية الازدهار السويسري. وأكدت بروكسل مسبقا أنه إن أوقفت سويسرا العمل باتفاق حرية التنقل فأن جميع الاتفاقات الأخرى المبرمة بين برن والاتحاد الأوروبي ستلغى بحكم الأمر الواقع. ويرد المؤيدون وعلى رأسهم اتحاد الوسط الديمقراطي بالقول إن الأمر يتعلق بمسألة سيادة وطنية وأن على البلاد أن لا ترضخ لما يملى عليها أوروبيا. إلى ذلك يعتبر اتحاد الوسط الديمقراطي أن هذه الهجرة الأوروبية الكثيفة المسجلة في السنوات الأخيرة هي سبب الكثير من الآفات التي تعاني منها سويسرا مثل وسائل النقل المشترك المكتظة بشكل مفرط ونقص المساكن والمناظر المشوهة بإسمنت قطاع البناء. وقد أصبحت الهجرة على مر السنين موضوعا يثير التشنج في سويسرا. وللإجابة جزئيا على احتجاجات قسم من السكان في هذا الخصوص، اعتمدت الحكومة مؤخرا تدابير بهدف جعل حصول الوافدين الأوروبيين الجدد على الخدمات الاجتماعية أكثر صعوبة. وفي العام 2013 كان الأجانب يمثلون 23,5% (1,88 مليون شخص) من التعداد السكاني في سويسرا. وقبل اتفاقات حرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي كان هناك نحو 20% من الأجانب في سويسرا. وحالياً فأن 1,25 مليون شخص من هؤلاء الأجانب يأتون من الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو الرابطة الأوروبية لحرية التبادل. والإيطاليون والألمان هم الأكثر عددا إذ يقدر عددهم على التوالي بـ 291 ألفا و284 ألفا. يأتي خلفهم البرتغاليون (273 ألف مواطن) فالفرنسيون (104 آلاف). وعلى سبيل المثال ارتفع عدد سكان كانتون نوشاتل العام الماضي بنسبة 10%، وذلك بسبب وصول رعايا برتغاليين بشكل كثيف. وإلى هؤلاء الأجانب يضاف بحسب اتحاد الوسط الديمقراطي سكان المناطق الحدودية الذين يمثلون في منطقة ارك ليمانيك حول بحيرة ليمان نحو 113 ألف شخص، وفي تيسان 60 ألفا كما في سائر منطقة بالي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 70% من الناخبين في تيسان سيصوتون بـ «نعم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©