السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدب غير عربي

13 يوليو 2007 01:25
قررت عن وعي وتصميم إهمال كل ما تعلمته من دروس الأدب العربي، وخصوصا ذلك الدرس الذي غرسه أبو الطيب المتنبي عندما قال: ''إن أنت أكرمت الكريم ملكته/ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا''· فقد اكتشفت أن هذا المعيار الأخلاقي غير صحيح، علما أن هذا الاكتشاف لم يتم على الطريقة التي اعتمدها الدكتور طه حسين في اختبار مصادر الأدب الجاهلي· بل تم الأمر ببساطة مطلقة على يد مذيعة شقراء تنطق العربية وفق قواعدها الشخصية· فقد دلعت المذيعة (اللئيم) واسترضته ومنحته قبلة على الهواء لأنه كان زعلانا وأعرب عن نيته في أن ''يسجل خروج'' من برنامج (الشات) على الفضائية الحديثة النشأة· وفهمت أيضا، أن هذا (اللئيم) هو أفضل مشاهد ومشارك في برامج الفضائية وأن دمه خفيف جدا، خلافا لمعلوماتي التي تقول إن اللئيم يكون دمه في العادة ثقيل جدا· وما كدت أنجز درس اللئيم واستوعبه حتى دخل على الخط (الغضنفر)، وهذا المشاهد يبدو أنه يملك اسما ذكوريا من غير مسمى· فقد أرسل ''مسج'' لل (دي جاي) جو، يبلغه فيها: ''لو كنت يا أحلى (دي جاي) فتات لكنت تزوجتك فورا''· تلقى جو ''المسج'' بفرح غامر، وشكر صاحبها، من غير أن نعرف هل قبل العرض أم رفضه· كل ذلك جرى دفعة واحدة على القناة الجديدة التي تبث من استوديو بحجم مطبخ أصغر من أن يتسع لإعداد غداء لشخصين· وكل مستلزمات هذا المطبخ/ الاستوديو كاميرا ثابتة لا تستدير، ولا تتقدم أو تتراجع، وجهاز كومبيوتر ''لزوم'' الماسنجر والشات، ومذيعة ترتدي بنطلون ''جينز'' وال (دي جاي) جو المهضوم! بهذه الإمكانيات البسيطة يستطيع كل من يريد أن يطلق قناة فضائية، وأن يغازل (اللئيم) متى شاء، ويتلقى عروض (الغضنفر) مهما كانت· ولكن إذا كانت البنية التحتية للبث التلفزيوني بهذا السهولة، فلماذا تكون عملية البث نفسها سهلة؟ هل تراجع إدارات الأقمار الاصطناعية العربية (عرب سات) و(نايل سات)، مضمون ما تنقله المحطات عبر أثيرها؟ وهل تكلفة تأجير الموجات الفضائية هي المعيار الوحيد لدى تلك الإدارات؟ سيتنطح أحدهم ليقول: إنها دعوة لتمكين الرقابة من رقاب وسائل الإعلام، بشكل أشد وأمضى· وهو تخوف في محله إذا ظلت أجهزة الرقابة مشغولة عن الإسفاف بمتابعات أثبتت الوقائع إنها لا تقدم فيها ولا تؤخر··· وإلا فإننا مطالبون جميعا بإعادة تأهيل أنفسنا بدروس الأدب··· غير العربي· adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©