الهامور يتعرض إلى استغلال مفرط والمخزون يتناقص

يتعرض سمك الهامور إلى استغلال مفرط من قبل الصيادين على مستوى الدولة نظراً لزيادة الطلب عليه وارتفاع أسعاره التي وصلت إلى 100 % في أبوظبي· وكان يباع ''من الهامور أربعة كيلوجرامات في العاصمة خلال العام الماضي من 60 إلى 80 درهماً''· ووصل إلى أكثر من 130 درهماً خلال العام الحالي· وزاد سعر الكيلو '' الفيلية'' في الجمعيات التعاونية من 18 درهماً إلى 35 درهماً· وأبدى العديد من المستهلكين تذمرهم من تضاعف أسعار السمك بكل أنواعه خصوصاً الهامور وطالبوا بتدخل جمعيات الصيادين لحماية المستهلك والثروة السمكية التي تتعرض إلى استنزاف· وأشار محمد عبد الله سعيد إلى تعاقدات بعض التجار مع الفنادق والمطاعم الكبرى وعقد مزادات صباحية ومسائية لشراء كميات كبيرة من الأسماك للفنادق والمطاعم بأسعار مرتفعة لا يستطيع تحملها المستهلك العادي· وبرر صيادون ارتفاع أسعار الهامور الذي يعتبر من الأطباق المفضلة إلى زيادة تكاليف الصيد وقالوا ''الغلاء طاول كل شيء ومنها السمك وليس الهامور فقط''· وأشار تقييم هيئة البيئة أبوظبي للعام 2007 بشأن المخزونات السمكية البحرية إلى أن أسماك الهامور والشعري والفرش والزبيدي التي تشكل الدعامة الأساسية لمصايد الأسماك القاعية في الإمارة يجري استغلالها بمستويات أعلى بكثير من المستويات القصوى لاستدامتها· وأشارت الدراسات إلى أنه يتم صيد 12 نوعاً من السمك قبل نضج أحجامها مما يشير إلى نقص كمية وجود هذه الأنواع من المصائد وهو ما ينطبق على الهامور· وأكد النوخذة غلام تاج أمير لـ ''الاتحاد'' أن للصيد أصوله التي يجب أن يأخذ بها جميع الصيادين للحفاظ على الثروة السمكية ''وانتقد غلام الصيادين الذين يستنزفون الثروة السمكية وصيد السمك قبل نضوجه جرياً وراء العائد المادي، وزاد ''تطبيق الأصول يصب في مصلحة الجميع ومن أهم هذه الأصول وقف الصيد في أشهر معلومة لإعطاء فرصة لتكاثر الأسماك ونموها'' · وأكد صيادون ونواخذة أن مخزون سمك الهامور يتعرض إلى استنزاف بسبب الصيد الجائر لهذا النوع من السمك الذي تشتهر به منطقة الخليج· وأكدت بيانات هيئة البيئة أبوظبي أن الهامور لا يزال يتعرض إلى استغلال مع وصول معدلات النفوق الناجمة عن الصيد إلى أكثر من 10 أضعاف المستوى المسموح ولا يزال حجم المخزون في مستوى منخفض خطير ولا يشير إلى أي دلالة للانتعاش على الرغم من تطبيق قيود على جهد الصيد منذ عام ·2003 واستبعد تجار في سوق السمك تراجع عمليات الصيد أو انخفاض الأسعار متوقعين زيادتها نظراً لارتفاع الطلب وقلة المعروض خصوصاً لسمك الهامور الذي يتم استيراد كميات كبيرة منه من سلطنة عمان· وذكر النوخذة عبدالله جمعة أن نسبة السمك المعروض ليست كبيرة وهذا يساهم في زيادة الأسعار· وأشار إلى إحجام صيادين عن النزول للبحر بسبب زيادة تكاليف الصيد· وزاد ''المتابع لأحوال الصيادين يلحظ حجم الصعاب التي يعانون منها'' بسبب زيادة أسعار البنزين والماكينات وارتفاع أجور العمال والخامات المستخدمة في الصيد خصوصاً الحبال و''القراقير'' و''العومة'' و''البيب'' وغيرها من الأدوات· وأشار إلى ارتفاع أسعار الثلج لحفظ الأسماك وهذه الأعباء كلها يضيفها الصياد إلى أسعار الأسماك عند بيعها· وطالب النوخذة جمعة جمعيات الصيادين بالالتفات إلى الأوضاع المتردية للصيادين والعمل على مساعدتهم للاستمرار في هذه المهنة وعدم تركها للعمالة الأجنبية التي لا يهمها حماية المخزون بقدر ما تتطلع إلى تحقيق المردود المادي·