الجيش اللبناني يشن هجوم الحسم على البارد

شن الجيش اللبناني أمس هجوماً واسعاً وحاسماً في مخيم نهر البارد، بعد نحو شهرين من الاشتباكات بينه وبين عناصر ''فتح الاسلام''· وقتل في الهجوم 6 من عناصر الجيش وأصيب 10 آخرون، ليرتفع عدد ضحايا الجيش اللبناني منذ بدء العمليات إلى 92 عسكرياً· كما قتل مدني على الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بمنطقة عكار المحاذية للحدود مع سوريا برصاص مصدره المخيم · وبدأ الجيش اللبناني الهجوم بدك المناطق الجنوبية والشمالية من المخيم بالمدفعية الثقيلة فجر أمس (الساعة 4 صباحاً بتوقيت بيروت)، وتواصلت الاشتباكات العنيفة باستخدام كل انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وشاركت فيها الزوارق البحرية· وذكر مصدر طبي لبناني أن ''ضابطاً قتل برصاص قناص في الجزء الجنوبي للمخيم، فيما قتل جنديان في كمين نصبه المتشددون عند تخوم الجزء الجنوبي ايضاً''· وصرح ضابط في الجيش اللبناني لوكالة ''الأنباء الفرنسية'' بأن القصف ''هو خطوة أولى في المعركة النهائية ضد المجموعة الإرهابية التي يرفض عناصرها الاستسلام للجيش منذ 20 مايو''· فيما أكد بيان للجيش أن ''العمليات العسكرية الجارية لا تزال في اطار تضييق الخناق على المسلحين لاجبارهم على الاستسلام والرضوخ للعدالة''· وكان الجيش اللبناني عزز مواقفه العسكرية مساء أمس الأول وادخل تعزيزات عسكرية إضافية إلى أرض المواجهة وتساقطت القذائف بمعدل 50 قذيفة كل دقيقة، وشاركت الزوارق الحربية التابعة للجيش في عملية دك تحصينات المسلحين في مواقع محددة تقع عند الجهة الجنوبية للواجهة البحرية للمخيم القديم، وقطعت الطريق الدولية التي تربط عكار بمختلف المناطق اللبنانية· وأدى القصف المدفعي إلى تدمير الأبنية العالية في المخيم، والتي كان يستعملها عناصر ''فتح الاسلام'' في عمليات القنص على مواقع الجيش، ودارت اشتباكات عنيفة عند تقاطع سكة الحديد التي تفصل بين المخيم الجديد والمخيم القديم· واطلق مسلحو ''فتح الاسلام'' صاروخين من داخل المخيم، سقطا في بلدة قاعبرين في سهل عكار من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات في صفوف المدنيين· وعمد الجيش إلى جرف الأبنية التي دمرها عند المدخل الجنوبي للمخيم في محاولة لتسهيل دخول الآليات العسكرية اليه ولاسيما من ناحية حي سعسع، ولتضييق الخناق على مسلحي ''فتح الاسلام'' من خلال التقدم نحو مواقعهم لاجبارهم على الاستسلام· وذكر مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني أن عمال الإغاثة ''يبذلون جهوداً لاجلاء أسر مقاتلي (فتح الإسلام) التي تضم 45 طفلاً و20 امرأة، لكن جميع الجهود فشلت إلى الآن''· وكان أكثر من 200 شخص من بينهم 150 مسلحاً من جماعة ''فتح الاسلام'' غادروا أمس الأول مخيم نهر البارد· وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيور دعا الجيش اللبناني أمس الأول إلى وضع نهاية لمقاتلي ''فتح الإسلام''· مما اعتبره بعض المحللين ضوءاً أخضر للجيش لاقتحام المخيم·