قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' امس، إن الحركة لا تمر بمأزق سياسي ،وإنها معتادة على أصعب الظروف·
وقال مشعل في بيان صحافي وزعه مكتب ''حماس'' في قطاع غزة: ''لسنا في مأزق والذي يريد أن يراهن فليأخذ شهرا واثنين وحتى سنة ،ومن يريد أن يقامر بالوطن وأن يبقي الشرخ الفلسطيني·· هو (من) يتحمل المسؤولية·· ولن ينجحوا لأنهم يسلكون طريقا خاطئا سيوصل لنتائج خاطئة''·
وأشار مشعل إلى أن كل أشكال الحرب على ''حماس'' وعلى الشعب لن تنجح· وشدد مشعل على أن حركته معتادة على أصعب الظروف، قائلا: ''من يريد أن يعاقب ''حماس'' و(حرمان) الشعب من أبسط الأمور مثل الراتب ، عليه أن يتحمل'' المسؤولية، وذلك في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أوقف رواتب آلاف الموظفين بحجة العمل مع ''حماس''·
وأكد مشعل أن الحركة ما زالت تمد يدها للحوار، قائلا: ''نحن لا نستجدي الحوار رغم إننا نطلبه ولن نستجديه، ومن يغلق باب الحوار هو من يتحمل مسؤولية ما يجري''· ومضى يقول: ''نحن لا نتحدث عن الحوار من باب الترف الفكري، ومن يفكر أن يسعى لحل دون الحوار ،فهو يسعى لأهداف لا تخدم المصلحة الوطنية، فـ''حماس'' تريد الحوار، وغالبية النخب الفكرية والعربية مع الحوار ،والدول العربية كلها مع الحوار''· وأضاف: ''الذي يريد أن يكون في مربع (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت) الذي يريد معاقبة ''حماس'' ويريد إقصاءها ويهدد السلطة في رام الله (بأنهم) إذا ذهبوا في طريق الحوار سيحاصرون، فليخسر كل منا مربعه·· ومن يريد أن يكون مع المنطق الإسرائيلي والأميركي، ومن يريد بقاء الصراع والقتال··· أصبحت الخريطة واضحة، وعلى كل منا أن يختار الآن ما هو الخيار الذي سينجح في النهاية''·
وحول رؤية ''حماس'' أوضح مشعل بالنسبة للملف الأمني: ''نريد أمنا مشتركا ،والمقرات ملك للشعب الفلسطيني ،والمطلوب إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ·· تعمل لصالح الوطن وخاضعة للسلطة والحكومة وبعيدة كل البعد عن الحزبية، وأن يكون قادتها شرفاء ،وألا يوقع البعض منهم اتفاقات مع الاحتلال ويتآمروا على الشعب،ولا نريد محاصصة بأي شيء''·
كما طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية مركزية لغزة والضفة معا، وقال: ''ما جرى في غزة أمر طارئ قاده الاضطرار، لوجود فريق اختطف الأمن والوطن، ويريد أخذه إلى مهب الريح''·
وبخصوص أزمة معبر رفح، أكد أن هناك اتصالات بين الحكومة المقالة في غزة ومصر والدول العربية، لكنه أعرب عن أسفه قائلا: ''هناك طرف فلسطيني لا يريد حل هذه الأزمة، وأغلق الحوار معنا ''·
وبشأن اتهامات عباس لحركة ''حماس'' بأنها مرتبطة بتنظيم ''القاعدة'' عقب مشعل بالقول: ''هذا أمر غير معقول، وأي إنسان عاقل يمكن أن يحدد ذلك''، مبينا أن ''الإعلام الإسرائيلي هو من روج لذلك ،وهذا تحريض على ''حماس'' وغزة وأهلها، ومحاولة لمعاقبة ''حماس'' من جانب ''فتح''·
وجدد مشعل التأكيد أن ''حماس لا تريد الانفراد بغزة لا بعمل سلطة ولا دولة ولا شيء'' قائلا: ''نحن لا نُجزئ الوطن· نريد الوطن وحدة واحدة· وسلطة واحدة ·وحكومة واحدة''·
ولفت إلى أن مصر ترفض إدخال قوات دولية الى غزة، مضيفا ''القوات تدخل إما من مصر أو من (إسرائيل) ومصر ترفض إذا الاحتلال الجديد· سيأتي من إسرائيل''· وقال مشعل: ''بات واضحا الآن أنه يوجد رهان لوضع ''حماس'' في أقسى الظروف ،من تحريض وتضييق الخناق على غزة وحصارها ،ووقف عمل معبر رفح، حتى ينتفض الشعب الفلسطيني على حماس''·
وأوضح مشعل أنه خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني قبل أحداث غزة، كان البحث في كيفية تعزيز اتفاق مكة وكيف يتم فرض الأمن وتعزيز دور وزير الداخلية السابق هاني القواسمي، مضيفا ''أنه تم التحذير خلال اللقاء مما يحضر بالخفاء''· وأعرب عن أسفه لأن كل ما تم بحثه مع عباس ''لم يجدِ نفعا، لأنه كان يوجد فريق آخر في الساحة الفلسطينية، يريد أن يسوق الساحة إلي الهاوية ،وفجر الأحداث وشد التوتر في غزة''، لافتا إلى ''أن طرفا في حركة ''فتح'' كان واضحا من سلوكه أنه غير جاد في اتفاق مكة''·
وحول انتقاد الرجل الثاني في تنظيم ''القاعدة'' أيمن الظواهري في تسجيل جديد اذيع قبل أيام، لحركة ''حماس'' بأنها أخطأت في دخولها السلطة، قال مشعل: ''نحن لن نفقد توازننا''· وأضاف: ''نحن على ثقة بأنفسنا وقراراتنا ،ونقول للظواهري :''ارفق بـ''حماس'' التي قدمت الشهداء، وقدمت قيادتها ، وهي حركة أصيلة لا تبيع ولا تشتري، وتسير على طريق الأولين، وتتطلع إلى استعادة المقدسات بالمقاومة''·
عدد اليوم
