بعد مفاوضات شاقة وطويلة، مد حارس المرمى الدولي الفرنسي جريجوري كوبيه عقده مع فريق ليون لمدة عامين حتى عام ،2010 بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل إلى انجلترا وتحديداً لفريق ويستهام الذي كان يريده لمدة ثلاثة مواسم·· وسر تمسك ''جان ميشيل أولاً'' رئيس ليون به هو انه يراه أفضل حارس مرمى في فرنسا، بل وربما في العالم بخلاف كونه من الأعمدة الأساسية للنادي ويلعب له منذ أكثر من عشرة مواسم وها هو سيلعب ثلاثة مواسم أخرى مع هذا النادي الفرنسي الذي احتكر بطولة الدوري ست سنوات متتالية·
تخوف
وخلال فترة الاعداد الخاصة بالفريق التقت به مجلة فرانس فوتبول في حوار أبدى خلاله كوبيه تخوفه على الفريق بعد ان استغنى عن خدمات فلورون مالودا وايريك أبيدال وهما من أبرز نجوم الفريق· ولأن المدرب الفرنسي الشهير جيرار أولييه ترك الفريق أيضاً وحل محله مدرب جديد هو آلان بيران فقد سألته المجلة عن انطباعه الأول عن هذا المدرب الجديد فقال كوبيه: أراه منفتحاً ونشيطاً وكذلك مساعده كريستوف جالتييه وقد ذرعا الحماس في قلوب اللاعبين خلال التدريبات مما أدى الى زيادة سرعة الجميع في تنفيذ التعليمات· وأضاف كوبيه قائلاً: لقد لاحظت أيضاً ان المدرب يعول كثيراً على شخصي لكي أرشده هو في البداية حتى يتسنى له قيادة المجموعة·
شارة الكابتن
معنى ذلك انك تنتظر ان تحمل شارة الكابتن هكذا سألته المجلة، فقال: على الاطلاق فتلك مهمة لا أرغب فيها وعندما حدثوني عنها وطلبوا مني حمل شارة الكابتن، أكدت أنني لا أريدها وليست بحاجة اليها· واستطرد كوبيه قائلاً: على أي حال نحن لدينا كابتن ممتاز هو البرازيلي جونينيو، والآن نحن في حاجة إلى ''نائب كابتن'' وسيكون على المدير الفني ان يعينه بعد ان يقيم جميع اللاعبين·
ولأن نتائج ليون كانت قد تدهورت خلال شهري يناير وفبراير الماضيين وخسر الفريق في دوري الأبطال الأوروبي فقد سألته المجلة عما اذا كان ذلك مؤشراً على تدهور العلاقات بين اللاعبين داخل غرفة الملابس في نهاية الموسم المنتهي، قال كوبيه: لا أنكر اننا عانينا الكثير في نهاية الموسم الماضي وتعرضنا لظروف صعبة ولكننا مع ذلك نجحنا في ان ننهي الموسم بالفوز ببطولة الدوري·
سنة صعبة
وعما اذا كان يعتقد ان فترة توقف النشاط الكروي فيما بين الموسم المنتهي والموسم الجيد كافية لإزالة كل أسباب التوتر داخل غرفة الملابس، قال كوبيه: اعتقد ان التغييرات التي طرأت على الفريق بقدوم مدرب جديد ولاعبين جدد سيؤدي الى الدخول في مرحلة سيحاول كل لاعب فيها ان يثبت كفاءته وامكاناته للجهاز الفني الجديد·
ولأن المجلة أبدت تخوفها من تراجع مستوى ليون في الموسم الجديد وخاصة بعد ان بدأت ملامح ذلك في النصف الثاني من الموسم المنتهي فقد سألته عن توقعاته كلاعب قديم في الفريق، فقال كوبيه: ربما ندخل سنة صعبة وأعترف على المستوى الشخصي بأن طموحاتي أصبحت أقل فيما يتعلق بامكانية الفوز بدوري الأبطال الأوروبي مثلاً فضلاً عن وجود بعض الشكوك فيما يتعلق باللاعبين الجدد وبعضهم ليسوا نجوماً معروفين، وهذه الشكوك تزيد كثيراً عما كان عليه حال الفريق منذ موسمين أو ثلاثة فوقتها كان بمقدورنا ان نقول اننا سنفوز في دوري الأبطال أما اليوم فالأمر يبدو لي أكثر صعوبة·
مسألة منطق
وعندما سألته المجلة عما اذا كان ذلك يعتبر من قبيل التشاؤم وخيبة الأمل قال كوبيه: بل مسألة منطق فلقد كان منطقياً ان نخسر في دور الـ16 لدوري الأبطال الأوروبي في الموسم الماضي على يد روما·· واليوم علينا قبل ان نتطلع الى الفوز النهائي في دوري الأبطال ان نحاول أولاً اجتياز عقبة دور الثمانية·
وعما تمثله خسارة الفريق لجهود نجميه مالودا وابيدال بسبب الرحيل قال كوبيه: انهما لاعبان نموذجيان لأي فريق وعلى درجة عالية من الأهمية داخل المجموعة ولكن ليس معنى ذلك ان الأمر سيكون مختلفاً مع اللاعبين الجدد لأننا لم نعرفهم جيداً بعد· واضاف كوبيه قائلاً: لا بد ان يعلم الجميع ان أي فريق يلعب ضد ليون فإنه يحاول ان يحقق انجازاً امامه·
الجانب الأيسر
ولأن ليون كان حتى الموسم الماضي قد اعتاد ألا يستغني الا عن لاعب واحد كل موسم وها هو يستغني عن الثلاثي مالودا وابيدال وتياجو، فقد سألته المجلة عن رأيه في ذلك فقال كوبيه: تلك حقيقة لقد فقدنا الجانب الأيسر كله على اعتبار ان هذا الثلاثي يلعب في الجانب الأيسر وخاصة أبيدال ومالودا اللذين كان يشكلان ثنائياً خطيراً وهذا أمر يثير القلق لو لم يتحرك رئيس النادي قبل اغلاق باب الانتقالات الصيفية ليبحث عن لاعب نجم لا يقل عنهما قوة ويكون مكملاً لصفوف الفريق ويتمتع بروح عالية تتماشى مع طموح النادي·
وأكد كوبيه ان تركيزه عال جداً في معسكر الاعداد لأن هدفه ان يجهز نفسه ليس فقط لبطولة كأس الأمم الأوروبية ،2008 وانما أيضاً لأن بطولة الدوري في الموسم الجديد ستبدأ قوية بإقامة المباريات كل ثلاثة أيام وهذا أمر مثير لأنه لن يكون عندنا وقت لكي نفقد الوقت·
الوحيد في المنتخب
ولأن كوبيه أصبح اللاعب الوحيد في فريق ليون الذي يلعب في المنتخب الفرنسي بعد رحيل مالودا وأبيدال، فقد سألته المجلة عما يمثله ذلك بالنسبة له، فقال: إنه فخر عظيم لي وانا مؤمن بأن أفضل مدرسة حراس مرمى موجودة في فرنسا كما ان لعبي في دوري الأبطال الأوروبي كل عام واحتمال مشاركتي في مباريات كأس الأمم الأوروبية مع المنتخب، كل ذلك يسمح لي بعدم فقدان أرض بالقياس الى اللاعبين الفرنسيين الذين يلعبون في أندية أجنبية، وأمر رائع ان أظل في حالة معنوية مرتفعة وروح قتالية عالية وانا ألعب في فرنسا وليس خارجها·
بصمة
يبقى ان نعرف ان جريجوري كوبيه كان قد وصل الى ليون في يناير عام 1997 بينما كان في الرابعة والعشرين من عمره ولم يلق في البداية استحسان جماهير ليون لأنه في نظرهم أخذ مكان حارسهم المفضل باسكال أولميتا ولكن الأمر لم يستمر طويلاً واستطاع كوبيه ان يفرض نفسه بقوة على امتداد السنوات العشر الأخيرة وان يساهم بفاعلية في احتفاظ ليون ببطولة الدوري الفرنسي لستة مواسم متتالية، وأصبح رمزاً للنادي ويعلق على ذلك بقوله: انا حارس المرمى الذي ساهم في فوز فريقه ببطولة الدوري 6 مرات متتالية ولهذا فإنني أسجل نفسي في تاريخ النادي بل وتاريخ الكرة الفرنسية وسأترك بصمة لا يمكن محوها وهذا مبعث فخر كثير لي·
عدد اليوم
