الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود السوريين... في إغاثة النازحين

جهود السوريين... في إغاثة النازحين
23 ديسمبر 2012
مايكل بيل - عبير علم أبوظبي في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا التي تضغط على منظمات الإغاثة الدولية والبلدان المجاورة، يساهم عدد متزايد من السوريين سواء في الداخل، أو الخارج، في عملية الإغاثة من خلال إرسال الملايين من الدولارات وباقي أنواع المساعدات الإنسانية لدعم السكان ومؤازرتهم في محنتهم، وفي هذا السياق تتضافر جهود رجال أعمال سوريين في دبي، بالإضافة إلى هيئات إنسانية في الداخل لإخماد حدة الجوع وقساوة البرد الذي يجتاح السوريين في موسم الشتاء، ولمساعدة المواطنين على مواجهة معاناتهم من نظام الأسد في الانتفاضة المستمرة ضد حكمه التي تقترب من دخول عامها الثالث. وفي الوقت الذي تتواصل فيه الأعمال القتالية في مناطق عدة من سوريا بين فصائل المعارضة والنظام، وتتسع رقعة الصراع لتشمل مدناً وبلدات عديدة، يجد المواطنون السوريون أنفسهم في قلب المعارك يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية ووقود التدفئة، ولاسيما منهم الذين نزحوا من ديارهم هرباً من العنف ويقدر عددهم بحوالي 2,5 مليون نسمة، حيث يحمل عدد من المسؤولين في المعارضة السورية مسؤولية التدهور الكبير في الوضع الإنساني لطول أمد الأزمة والمقاربة الدولية في التعاطي مع الشأن السوري القائمة على عدم التدخل العسكري وترك الأمور نهباً للصراع المستمر بين النظام والمعارضة. وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط ما يزيد عن 40 ألف قتيل على امتداد أشهر الثورة السورية. وعن هذا الوضع الإنساني المزري يقول جمال وهو أحد النشطاء من دمشق، الذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملاً خوفاً من انتقام النظام، إن الحالة الإنسانية تدهورت بشكل كبير منذ أن انقطعت المساعدات الأساسية التي كانت توزعها هيئة الهلال الأحمر السورية من أرز وأغطية وغيرها من المواد، قائلاً «لقد وصلنا إلى الحد الذي يلجأ فيه الناس إلى حرق أثاثهم طلباً للتدفئة، فيما تمتد صفوف المواطنين أمام المخابز لمسافات طويلة، وإذا كان النظام هو المسؤول الأول عن محنة السوريين، فإن المعارضة أيضاً تتحمل طرفاً من المسؤولية ومعها المجتمع الدولي لتأخر وصول المساعدات العاجلة». ولذا حثت، «فاليري آموس»، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، النظام السوري على السماح بوصول الوقود إلى الأهالي وإفساح المجال أمام وكالات الإغاثة للعمل داخل سوريا لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة للمواطنين في ظروفهم الصعبة الراهنة، وتحذر المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة من المستويات المقلقة التي بلغتها الأزمة الإنسانية في سوريا، ولاسيما الجوع الذي بدأ يرخي بظلاله على المواطنين في ظل غياب المواد الغذائية وندرة القمح الذي يعد من أساسيات الغذاء في سوريا. ولعل مما يسند القلق الدولي من الأزمة المستمرة في سوريا تحذيرات برنامج الغذاء العالمي في الشهر الماضي من استمرار تدهور الوضع الأمني مع وصول المعارك إلى أطراف دمشق واستخدام أسلحة غير مسبوقة في الصراع مثل صواريخ «سكود»، بالإضافة إلى تكثيف القصف الجوي والمدفعي الأمر الذي يعيق عملية وصول المساعدات العاجلة لأكثر من مليون شخص يتهددهم شبح المجاعة. وربما تكون هذه التحذيرات وغيرها هي ما دفع هيئات سورية في الخارج للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث أعلن مجلس رجال الأعمال السوريين للإغاثة والتنمية الذي يتخذ من دبي مقراً له ويضم مجموعة من رجال الأعمال المؤيدين للمعارضة، أنهم وزعوا خلال الأسبوع الجاري الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية المقدرة بحوالي ألفي طن من القمح، التي أرسلت إلى سوريا عبر الحدود التركية بتكلفة وصلت إلى مليون دولار. وفي هذا السياق قال رهيف حكيمي، رئيس المجلس، إن ما لا يقل عن ستة ملايين دولار تم جمعها من تبرعات رجال الأعمال السوريين سيتم توزيعها في المناطق المنكوبة في حلب وريفها، حيث استهدفت القوات الحكومية، حسب منظمات حقوقية، مستودعات الغذاء في المناطق التي سقطت بأيدي الثوار. ويوضح حكيمي الوضع السوري الصعب قائلاً «ستكون هناك مجاعة في سوريا قريباً إذا ما استمر النقص الكبير في الدقيق، كما أن النظام يستهدف على نحو ممنهج المخابز ومستودعات الغذاء كجزء من العقاب الجماعي للشعب السوري». والأمر الآخر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية هو شدة البرد التي تضرب العديد من المناطق السورية خلال فصل الشتاء، فقد أكد مدير شركة توزيع الوقود في سوريا التابعة للنظام أن إمدادات وقود التدفئة تراجعت بنسبة 40 في المئة، وهو النقص الذي زعم أن مسؤوليته تعود للعقوبات الدولية المفروضة على النظام، وهجمات الثوار. وحتى في مخيم الزعتري الأردني الذي يستضيف ما يناهز نصف مليون لاجئ سوري أكد مسؤول أممي أن مرافق المخيم قد لا تكون مهيأة لحماية اللاجئين السوريين من البرد وضمان حد أدنى من التدفئة، وهو أيضاً ما أكده «أندرو هاربر»، ممثل المفوضية العليا للاجئين في الأردن قائلاً: «علينا الاستعداد لاستقبال أكثر من مئة ألف لاجئ إضافي في المستقبل القريب، والمشكلة أننا لا نتوافر على ما يكفي من المال لتزويد الخيم بالتدفئة والمعدات الأخرى التي تقي من قساوة الشتاء». وإزاء هذه الأوضاع الصعبة فقد العديد من السوريين أملهم في المساعدات الدولية وباتوا يعتمدون على شبكات السوريين في الشتات مثل السوري الذي يعيش في الإمارات العربية المتحدة ويرسل شهرياً 550 دولاراً لمساعدة أسرته بالقرب من مدينة درعا التي انطلقت منها الثورة، وإلى جانبه مواطنة أخرى تعيش في أوروبا أرسلت خمسة آلاف دولار إلى منظمات إغاثية في سوريا، هذا بالإضافة إلى العشرات من الجماعات الأخرى التي تركز على جمع المساعدات في سوريا وتوزيعها على الأهالي، وتعكس سرية العمل الإنساني داخل سوريا نفسها مدى الخوف من نظام يرى في مساعدة المناطق المنكوبة تمثل انحيازاً للمعارضة وانخراطاً في العمل السياسي الذي قد يعرض صاحبه للعقاب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©