الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عرض «أنا وحدي» ينحاز إلى التعاون والإخاء والحس الاجتماعي

23 ديسمبر 2012
عصام أبو القاسم (الشارقة)- صفق الجمهور مرات عدة للممثل الواعد محمد راشد أثناء عرض مسرحية “أنا وحدي” لجمعية دبا للثقافة والفنون، على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة مساء أمس الأول في إطار مهرجان الإمارات لمسرح الطفل؛ فالممثل الصغير اجتهد كثيراً وبذل طاقته كلها، خلال خمسة وأربعين دقيقة، هي مدة المسرحية حتى يحافظ على إيقاع العرض الذي ضم ثمانية عشر ممثلاً نجحوا في رسم صورة مسرحية ملفتة بألوانها وموسيقاها. وعلى رغم أن خشبة المسرح بدت أكبر منه كثيراً إلا أن الطفل الذي حاز جائزة الممثل الواعد في الدورة الماضية من المهرجان، عمل كل ما في وسعه حتى يوازي بصوته الطفولي المقاطع الموسيقية والغنائية التي طغت على العرض، وهو اجتهد حتى يصل كلامه إلى أذن المشاهد الذي يجلس في آخر الصالة المزدحمة بالأطفال. المسرحية التي كتبها منصور العمايرة وأخرجها سمير خوالدة، وهما من الأردن، اعتمدت فكرة بسيطة لإبراز وإذكاء قيم التعاون والوحدة والحس الاجتماعي بين الناس؛ فالطفل (محمد راشد) الذي رفض أن يكون جزءاً من لوحة تضم ثلة من الأصدقاء الصغار؛ رغبةً منه في أن يكون وحيداً وألا يشارك أصحابه لعبهم وعزفهم الموسيقي، يكتشف عندما يحاور، وهو في عزلته، “الريح” و”قطرة المطر” و”الشمس”، أن من المهم والضروري أن ينضم للأصدقاء وألا يعتزلهم فهو لا يقدر على العيش من دونهم كما هي حال الشمس التي لولا قطرة المطر والريح لكانت قاسية على الناس ولما كان مرغوباً وجودها، إذ أن الريح وقطرة المطر تخففان لهبها وتجنبناها سخط البشر عليها، كما أن الريح لو لا قطرة المطر لما أحبها البشر، كما أن قطرة المطر ما كانت ستنتقل من مكان لآخر لو لا الريح! إذاً، من هذا العلائق العضوية بين عناصر الطبيعة (الريح والمطر والشمس) يفهم الطفل “المستوحد” أن عليه إعادة علاقته بأصحابه فهو بحاجة اليهم كما انهم بحاجة إليه. من هنا، يمكن القول إن النص، في وجه منه، قصد إلى تركيز أواصر الاخاء والمحبة والعيش المشترك بين الأطفال، وفي وجه آخر قدم للاطفال معلومات مهمة حول الشمس والمطر والريح، أو حول مكونات الطبيعة. ولقد مرر سمير خوالدة هذا المحتوى التعليمي في المسرحية، بحلول إخراجية أوضح ما فيها المقاطع الموسيقية والغنائية، وعلى رغم أن كلماتها لم تكن واضحة في معظم الوقت إلا أن وقع ألحانها الطفولية كان مؤثراً على الصالة؛ ثمة لمحات لونية أيضا اعتمدها المخرج وقد توسط بها دائما لتأكيد حضور عناصر الطبيعة “ الشمس، المطر، الريح”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©