مؤتمر المصالحة الصومالية يبدأ في مقديشو غداً

يعكف منظمو مؤتمر المصالحة في الصومال المقرر انطلاقه في العاصمة مقديشو غداً الأحد في ظل أوضاع أمنية متردية، على إجراء الاستعدادات النهائية للمؤتمر الذي يعتقد أنه آخر أمل للسلام في البلاد، وقد واصل السكان نزوحهم من العاصمة خشية تجدد الاشتباكات العنيفة مع بدء المؤتمر· وينظر إلى المؤتمر المدعوم من الاتحاد الأوروبي على أنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الصومال· ويقول مراقبون: إن الحكومة الانتقالية ربما لا تكون مستعدة لاستضافة مثل هذا المؤتمر الموسع الذي من المقرر أن يحضره نحو ألف من أعضاء الوفود لبحث الوضع السياسي في الصومال· وقال المبعوث الإيطالي الخاص إلى الصومال ماريو رافائيلي لوكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) بعد عودته من العاصمة المضطربة: ''إذا أرادت الحكومة انتهاز الفرصة كحيلة لإنقاذ ماء وجهها أمام المجتمع الدولي فإن ذلك لن ينطلي على أحد''· وقال رافائيلي خلال الزيارة: إن العديد من أطراف الصراع اتفقوا على إحلال الأمن في مكان انعقاد المؤتمر· وأضاف ''لا نعرف بعد مدى إمكانية مشاركة ممثلين أوروبيين في افتتاح المؤتمر بسبب الوضع الأمني''· تجدر الإشارة إلى أن قبائل الهوية التي تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الصومالية أعلنت مقاطعتها للمؤتمر الذي تم تأجيله لثلاث مرات لأسباب أمنية وتمويلية· وبدون مشاركة هذه القبائل ربما يفتقد المؤتمر الشرعية اللازمة لإنجاز أي شيء· لكن هذه المرة قال الرئيس الصومالي الانتقالي عبدالله يوسف أحمد ''حتى إذا انفجرت قنبلة نووية في مقديشو سيعقد المؤتمر في موعده''· وقال رافائيلي: إن الظروف ربما لا تكون مثالية تماماً لكن الجمود الحالي ينبغي أن ينتهي· وقال: ''بصورة أو أخرى علينا أن نبدأ إذا كان في نيتنا إظهار وجود عملية سلام حقيقية· حتى إذا لم يكن الوضع الأمني مستقراً تماماً''· وأضاف أنه ''ليس من السهل التنبؤ بما سيحدث''· وكان أربعة أشخاص قد لقوا مصرعهم في مقديشو أمس الأول في سلسلة جديدة من أعمال العنف شملت قصر الرئاسة الذي تعرض لقصف بقذائف الهاون· وقال شهود عيان إن شخصاً قتل وجرح اثنان آخران قرب القصر حيث سقطت قذيفة هاون فيما قتل ثلاثة أشخاص في حي باراوبح· من جهته دعا وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين في العاصمة البرتغالية لشبونة الى ''وجوب'' توقف أعمال العنف في الصومال، في أسرع وقت ممكن· وقال مسفين في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع في لشبونة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة ''ايجاد'' مثلها فيه الامين العام للمنظمة عطا الله بشير ''على مختلف الاطراف التخلي عن العنف''· وتدخل الجيش الاثيوبي في الصومال رسمياً في اواخر 2006 لطرد المحاكم الاسلامية· واعتبر الوزير الاثيوبي في لشبونة ''نأمل في ان يتيح هذا المؤتمر التوصل الى إحلال السلام والمصالحة في الصومال''· من جانبه، أكد وزير الدولة البرتغالي للشؤون الخارجية الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ان دعم الاتحاد الاوروبي ينطوي على ''اهمية كبيرة'' وسيساعد في وضع الصومال ''على طريق السلام''·