مازال الصراع الداخلي يمزق حركة ''فتح''، وذلك بعد شهر من فقدها السيطرة على قطاع غزة أمام حركة ''حماس''· ويعتقد البعض أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يفقد أيضاً السلطة في الضفة الغربية، إذا لم يتم إصلاح حركة ''فتح'' التي يتزعمها· ويقول أنصار ''فتح'' إن الصراع على السلطة والفساد وانعدام الزعامة منذ وفاة الزعيم الرمز ياسر عرفات في عام 2005 ساهمت كلها في الهزيمة التي لحقت بالحركة على يد مقاتلي ''حماس'' في غزة·وقال سفيان أبو زايدة الذي اضطر للخروج من غزة بعد أن خطفته ''حماس'' وهددت حياته: ''بعد مرور شهر لم أرَ أي تحرك في اتجاه الإصلاح داخل (فتح)، وهذا مصدر قلق كبير''· وأردف قائلاً لوكالة ''رويترز'' في الضفة الغربية، إنه إذا ظلت الأمور دون تغيير في ''فتح'' فإنها تتجه نحو كارثة ثالثة·وقبل فقد السيطرة على غزة كانت ''فتح'' قد خسرت بالفعل انتخابات برلمانية أمام ''حماس'' قبل 18 شهراً في صفعة مذهلة لحركة اعتادت على السلطة دون أي تحديات·
ويقول مسؤولون في ''فتح'' ودبلوماسيون عرب وغربيون في المنطقة، انه إذا لم تتغير ''فتح'' الآن فقد تنهار وتترك فراغاً قد يشغله الإسلاميون·
و''فتح'' هي مرساة منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن صدقيتها تأثرت في نظر كثيرين مع رفض الحرس القديم من الزعماء التقاعد لإفساح الطريق أمام جيل أصغر· ويأتي الزعماء الأكبر سناً إلى حد كبير، من الحركة التي أسسها عرفات في المنفى في عام 1965 في حين تمثل إلى حد كبير، الشخصيات الأصغر سناً جيلاً نشأ في ظل الاحتلال الإسرائيلي·
ويتهم أتباع كثيرون عباس بأنه بعيد وضعيف أكثر مما يجب، ولا يحظى بالسيطرة الشخصية التي كان يتمتع بها عرفات على العناصر المتباينة التي كانت تجعل حركة ''فتح'' متماسكة· وكثيرون من أكثر زعماء ''فتح'' الشباب تأثيراً، إما معتقلين في إسرائيل أو انعدمت الثقة فيهم خلال المواجهة مع ''حماس'' في الشهر الماضي·
ولم يتبق زعماء بارزون في غزة لتحدي ''حماس'' في السيطرة على قطاع غزة الساحلي· وناقش مسؤولو ''فتح'' الإصلاحات في الأسابيع الأخيرة، لكن البعض يجادل بأن التجديد الحقيقي يتطلب رحيل الحرس القديم الذي يسيطر على أموال ''فتح''· وقال أبو علي شاهين المسؤول البارز في ''فتح'' إن هؤلاء الذين ساهموا في هذا الفشل لابد أن يستقيلوا· ·
ويرى المبعوث الأميركي السابق في الشرق الأوسط دينيس روس أن هناك حاجة للإصلاح الفوري داخل ''فتح'' لتفادي سيطرة ''حماس'' بشكل كامل على الحياة السياسية الفلسطينية، وأردف قائلاً في صحيفة إسرائيلية ''فتح لن تبقى مسؤولة إلا عن الضفة الغربية إذا تغيرت''· وقال: ''عليها إنهاء صورة وواقع فسادها، عليها أن تثبت أن بوسعها تقديم حياة أفضل للفلسطينيين وتحقيق الطموحات الوطنية الفلسطينية، إذا لم تفعل ذلك فإنها ستخسر في الضفة الغربية''·
عدد اليوم
