الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي العباني: الحركة التشكيلية في ليبيا نضرة

علي العباني: الحركة التشكيلية في ليبيا نضرة
14 يوليو 2007 02:40
علي العباني من أهم الفنانين التشكيليين في ليبيا، عضو مجلس التنمية والإبداع الثقافي في ليبيا، ومستشار الفنون الجميلة في رابطة الفنانين الليبيين، وعضو الأكاديمية الليبية الإيطالية، تخرج من جامعات إيطاليا عام 1978 في مجال الفنون التشكيلية، تأصلت تجربته من خلال الارتباط بالقيم الجمالية والفنية في وطنه، ممزوجة بالدراسة الأكاديمية في إيطاليا، وهو يمتلك نظرة متجددة في أفق عالمي واسع، تجعل منه صاحب تجربة إنسانية إبداعية مهمة، تلقي بظلالها المتفردة داخل العالم العربي وخارجه، وخلال حوارنا معه في العاصمة الأردنية عمان حيث كان ضيفاً على معرض الفنانين التشكيليين الأردنيين اكتشفنا تلك العلاقة التجادلية العميقة بين الموضوعات الاجتماعية الوطنية التراثية، وبين البعد الإنساني العالمي في الفن، وأن الفن التشكيلي في ليبيا رغم التجربة القصيرة إلا أنه يمد ريشته في حقول حداثية جديدة، وهو يتميز بالحيوية والانفتاح، العباني هو رائد هذه التجربة الفنية التي تركز على الحداثة وتنتمي إلى سحر البيئة المحلية، كان حديثه سلساً متدفقاً عن تجربته والتجربة الليبية عموماً وسمات هذه التجربة، وفنانيها المرموقين، وهذا نص الحوار: المحيط الاجتماعي ؟ لو تعطينا فكرة عن الحركة التشكيلية في ليبيا، ومدى انفتاحها على التجربة العربية في مجال التشكيل؟ ؟؟ يصح القول بأن الحركة التشكيلية في ليبيا نضرة، وقد مرت بكل المراحل التي مرت بها حركة الفن التشكيلي في الوطن العربي، ابتداء من الممارسة التشكيلية المتأثرة بالاستعمار الاستيطاني، وخروجاً من هذا التأثر إلى محاولة التعبير عن المحيط الاجتماعي والبيئي في التشكيل، هناك منجز تشكيلي جميل في ليبيا تحقق من خلال وجود كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وهذه الكلية عمرها الآن 22 عاماً، إضافة إلى بعض المعاهد والمؤسسات الأخرى العامة والخاصة التي تعنى بعرض الأعمال الفنية وتسويق المواد التي يحتاجها العمل الفني ؟ ما الأسماء المشهورة في حركة الفن التشكيلي بالجماهيرية ؟ ؟؟ طاهر المغربي مؤسس الحركة التشكيلية المعاصرة في ليبيا، وقد أسس وحدة الفنون التشكيلية التابعة لأمانة الإعلام والثقافة، وعلي مصطفى رمضان وهو نحات ومصمم، قام بدور كبير جداً في إنشاء مجموعة من قاعات العرض، وعلي غانا الذي كان مشرفاً على قسم الفنون والعمارة في الجامعة، وعلي عمر ميص فنان حروفي معروف، وعلي الزويك، ومجموعة من الفنانين الشباب· ؟ ما العلاقة التي تربط الفنان التشكيلي الليبي بالناس ·· هل تعاني المعارض التشكيلية من أزمة جمهور؟ ؟؟ هناك جمهور تشكيلي في ليبيا، يظهر جلياً لدى افتتاح المعارض، حيث يحدث ازدحام شديد على مشاهدة الأعمال الفنية· الفضاء البصري ؟ من أين تستمد ملامح التشكيل الليبي عموماً، وتجربتك على وجه الخصوص ؟ ؟؟ تستوحى ملامح التشكيل الليبي غالباً من القيم الليبية تحديداً سواء كانت القيم المادية الجمالية، أو القيم الروحية التي تستمد مقوماتها من جماليات الموروث الثقافي، أو حتى بعض الواعدين الجدد الذين يستشرفون آفاقا جمالية جديدة بروح حداثوية، وهناك في طرابلس 5 قاعات عرض، ومتحف للفن الحديث، واهتمام بالمدينة القديمة في طرابلس وتحويلها إلى بعض المرافق الثقافية مثل مشروع الفقيه حسن الثقافي· أما بخصوص أعمالي الفنية، فإنني أستوحي الفضاء الروحي أو الفضاء الشعري البصري الذي يستدعي ذاكرة الطفولة من المنطقة التي عشت بها، وهي ترهونة، وهي منطقة خضراء تبعد عن طرابلس 100 كيلومتر، غنية بمشاهدها الجمالية الطبيعية تحديداً، هذه الجمالية التي تتغير عبر الفصول، شغلي يستوحي القيم الشعرية والروحية والوجدانية من الطبيعة وليس من القيم الجغرافية· معزوفة التجريد ؟ ما النتاجات التي قدمتها عبر رحلتك مع الفن التشكيلي ؟ ؟؟ صدر لي كتاب طبع في ألمانيا يحوي 85 عملاً من الأعمال الفنية بعنوان ( معزوفة التجريد الطبيعي ) قدم لهذا الكتاب الزميل علي مصطفى رمضان وهو تشكيلي وناقد، إضافة إلى العديد من اللوحات التي تجود بها الريشة دائماً· ؟ ما الذي أضافته لك تجربتك الإيطالية ؟ ؟؟ في إيطاليا تعمقت الخبرة الأدائية باعتبار أن إيطاليا معروفة بالزخم الفني والثقافي والأدائي المتعلقة بهذه الأعمال، لقد تعمقت القدرة التقنية ولكنها لم تؤثر في الجوانب المضامينية، لأنني كنت أرسم قبل سفري إلى إيطاليا للدراسة· ؟ لماذا لم يستطع الفن العربي اختراق ما يسمى بمساحات الفن العالمي المعاصر ؟ ؟؟ السبب في ذلك يعود إلى أن الفن الغربي في مسيرته التاريخية كانت مسيرة تراكمية حقيقية، بينما نحن لا زلنا إلى حد ما في تشكيلنا أو معالجتنا البصرية لا تستمد مسيرتنا قيمها الحقيقية إلا من الذاكرة أو ما يسمى بالشعار الذي رفع وهو شعار الأصالة، أو في سنوات مضت كانت فكرة التشكيل، وفكرة الإبداع بصفة عامة يجب أن تكون موظفة لغيرها، إما للدلالات الأدبية أو أحياناً للتوجهات التنظيرية السياسية، أو في أسوأ حالاتها عندما يصبح التشكيل يتعامل مع الفلكلور لإرضاء مذاقات السائح أو مذاقات الآخر خارج الوطن، إلا باستثناء قدرات حقيقية عربية استطاعت أن تقدم نصاً تشكيلياً ينبع من الذات، ويحاول أن يصبغ الجمالية الحقيقية المعنية بالواقع، وبالحلم بمعناه الاستشرافي للمستقبل وبما تعتز به من قيم جمالية موروثة في هذا الوطن، ولكن خارج نطاق شعار الأصالة والمعاصرة، خارج نطاق الفن للفن، أو الفن للحياة، هذه التيمات التي هي طرح منظرين، ولم تولد من كيان التشكيل ذاته· إن التجربة الغربية تجربة تراكمية، واستطاعت أن تؤدي إلى مسار حقيقي، ولكن هذا لا يمنع أن يوجد عندنا إنتاج فنانين حقيقيين ربما يكونون قلة· ؟ ما درجة الاختلاف في التشكيل كرافد ثقافي بين مشرق العالم العربي ومغربه ؟ ؟؟ أعتقد أن هناك اختلافاً ما بين المشرق والمغرب، حتى كبيئة مختلفة في موروثها وملامحها وعمارتها وأشكالها ومحيطها وطبيعتها، وهذا شيء جميل أن تكون هناك نكهة من مشرق الوطن ونكهة أخرى مختلفة ولكن مكملة من المغرب العربي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©