الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأملات في·· قصة الحضارة

14 يوليو 2007 02:48
كانت الأقوام السابقة تدين بديانات وضعية وكان يخرج من بينها رسل وانبياء يدعونهم لعبادة الله وحده·· إلى أن حدث الطوفان وسميت تلك الأقوام بالأقوام البائدة، حيث لم يتبق منهم سوى من خرج مع نوح عليه السلام في سفينته المشهورة والتي يتفق كثير من علماء الانثروبولوجيا المتدينين على أنها حقيقة وحاولوا البحث عنها في منطقة أرارات والمناطق الجبلية شمال شرق تركيا وشمال العراق وشمال غرب إيران، حيث انتشر البشر من تلك المناطق إلى كافة القارات بعد أن تزايدت أعدادهم من 40 شخصاً إلى ما وصلت إليه اليوم· وبظهور الحضارات في وادي الرافدين والنيل والفانج والسند ·· واليمن ·· والهوالج هو ·· ظهرت أساليب حياتية راقية في الصين ومصر وغيرهما تقدمت في مجالات البناء والفلك والطب والفنون والعلوم والآداب، وبرز قادة تم تأليههم مثل الفراعنة وقامت امبراطورية ضخمة في الصين برز فيها رجال تم تقديسهم مثل كونفوشيوس وبوذا وزرادست في مناطق أخرى كاليابان وايران والسند، ووصل الحال بالبعض لدرجة أنه عبد الحيوانات أو قدسها، ويعتقد ان عبادة التوحيد بدأت في مصر على يد إختاتون، وقد كانت هجرة بني إسرائيل وما تلاها من أحداث عززت عبادة الإله الواحد الأحد خاصة وأن سيدنا ابراهيم عليه السلام كانت له صلات بمصر في مجال التجارة حيث تزوج إحدى نسائها· وما تلا ذلك من قصة سيدنا موسى عليه السلام وهجرة بني إسرائيل وخروجهم وتيههم في سيناء، القصة الشهيرة، ثم دخول فلسطين وظهور الملك داود وولده سليمان وما تلا ذلك من ولادة المسيح عيسى عليه السلام ومقاومة دعوته وتدمير نبوخذ نصر لمملكتهم وسبيهم وسيطرة الرومان بقيادة تراجان على المنطقة الى أن ظهر الإسلام وفتحت بيت المقدس، من خلال هذه العجالة نستنج أن السلطة التي كانت تقود الأمم هي سلطة دينية، واستمر ذلك حتى بعد فتح القسطنطينية· ثم ظهرت الثورة الصناعية ونشطت الاكتشافات الجغرافية وتنشق المهاجرون والمكتشفون نسيم الحرية فأبدعوا وتحررت أفكارهم وعقولهم من مسلمات ثبت زيفها ولم يقف المستحيل لهم في طريق فإذا بهم يقومون باختراعات أسهمت في رقي البشرية وتطويرها كالكهرباء والسيارة واستخراج النفط والصناعات التي سهلت على الإنسان سبل حياته الشاقة· من هذا المنطلق أرى أنه يمكننا القول إن الرقي والتقدم بحاجة إلى تحرير الفكر تحريراً كاملاً دون قيود، وإبعاد التشدد في الدين وتأثيره، وتطوير المنهج الدراسي· محمد محمود أبوعواد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©