السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

براءة على الطرقات

14 يوليو 2007 02:52
هناك ظاهرة مؤلمة أتمنى أن نجد لها حلاً·· ألا وهي استغلال الأطفال الصغار ليوفروا لقمة العيش لأسرهم·· الحمد لله أن مجتمعنا خال من هذه الظاهرة، فلا نلقي بفلذات أكبادنا في الشوارع، ولكنها قضية مهمة آلمتني عندما رأيتها أثناء إجازتي السنوية بإحدى البلدان· فهذا الموضوع له العديد من الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبدأت دول العالم أجمع تهتم بهذا الموضوع بعد تفشيه بشكل عام وفي البلدان النامية بشكل خاص· وأعتقد أن السبب الرئيسي هو فقدان المعيل وكثرة أفراد العائلة الواحدة، لذا يضطر الولد الى ترك المدرسة ومحاولة الحصول على عمل في المشاريع القريبة من سكنهم مثل محلات الحدادة والنجارة وإصلاح السيارات·· وإن لم يحصل يلجأ وللأسف الى الجنوح أو التسول· السبب الثاني تفضيل أصحاب العمل تشغيل الأطفال بسبب انخفاض أجورهم ورخصهم عن أجور العمال الكبار، إضافة الى استغلال حاجاتهم ومطالبتهم بأعمال يصعب على البالغين تنفيذها لأسباب نفسية واجتماعية مثل رفع القمامة والتنظيف وغسل السيارات والدراجات·· وللأسف يرتفع عدد تشغيل الأطفال في العطلة الصيفية فبدل أن يقضي الطفل إجازته بشيء مفيد مع أقرانه يقوم بكسب رزقه تحت الشمس الحارقة، كما يتعرض الطفل للعنف والإهانة واللغة التهديدية والعزلة وظروف التشغيل السيئة، وساعات العمل الطوال، والحرمان من الطعام، والإصابة بعدة أمراض معدية أو غيرها لقلة النظافة وسوء التغذية وقلة ساعات النوم، مما يترتب عليه فقدان الثقة بالنفس وعدم الإحساس بالهوية· لذا نتمنى تبني هذه القضية ومحاولة إيجاد الحلول لها في كافة البلدان، كمعالجة الأوضاع الاقتصادية لكافة فئات المجتمع وخصوصاً العائلات الفقيرة والمحدودة الدخل وتزويد المدارس ببنيات تحتية لاستيعاب الأطفال لأكبر فترة ممكنة مثل إقامة الدورات العلمية والأنشطة المدرسية والفنية لتقليل فترة تواجده خارج المدرسة ومعالجة ظاهرة التسرب المدرسي بالوسائل المشجعة وترغيبهم بالتعليم، وتفعيل دور الجمعيات الإنسانية الخاصة بالطفولة للحد من مظاهر التشرد كإنشاء النوادي الرياضية والتجمعات الكشفية والجمعيات الإنتاجية والخدمية، والاهتمام بمراكز التكوين لاجتذاب الأطفال وتدريبهم على المهن التي يحصل فيها الطفل على مردود مالي واقتصادي ومهني· سعاد آل علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©