علي الزعابي (أبوظبي) - في عالم كرة القدم، ينضج اللاعب على المستطيل الأخضر عاماً بعد عام، وعندما يشارك لسنوات طويلة في المباريات، فإنه يملك الخبرة الكافية لتسخيرها لمصلحة ناديه بعد سن الثلاثين، وأصبحت الخبرة عنصراً أساسياً في نجاح اللاعب، ويسخر عبدالرحيم جمعة نجم وسط الظفرة قدراته وكفاءته و«خبرات السنين» بشكل لافت وفي مصلحة «فارس الغربية»، الذي اعتمد بشكل رئيسي في تطعيم وسطه بعناصر الخبرة مثل عبدالسلام جمعة وعلي عباس وعبدالرحيم جمعة الذين يقدمون المستوى الأفضل لهم في السنوات الأخيرة.
وبرز عبدالرحيم «34 عاماً» في لجولات الماضية بشكل لافت، خصوصاً أنه عائد من إصابة طويلة استمرت لأكثر من شهرين، أبعدته عن صفوف «كتيبة الدكتور»، وأصابت الجهازين الفني والإداري بالقلق، في كيفية عودة «المخضرم» إلى مستواه المعهود بعد أن تماثل للشفاء، نجح اللاعب في استعادة البريق، من خلال المشاركة تدريجياً، حيث منحه الدكتور عبدالله مسفر مدرب الفريق دقائق معدودة في أولى المباريات منذ إعلان جاهزيته، والتريث بعدم المخاطرة لضمان الجاهزية الكاملة للاعب، وهو ما نجح فيه مسفر لاحقاً، عندما أشرك عبدالرحيم في مباراة الجولة الـ 15 أمام بني ياس في الدقيقة 80، وتكرر الأمر أمام العين في الجولة الـ 16، بينما ظهر في المباراة الأخيرة أمام الشارقة منذ انطلاقة الشوط الثاني، وكانت 45 دقيقة كافية لإعلان عودة عبدالرحيم إلى مستواه مرة أخرى.
ولا شك في أن المهمة لم تكن سهلة أمام عبدالرحيم جمعة في «مباراة العودة»؛ لأن «فارس الغربية» عانى ظروفاً صعبة، بعد تأخره بهدفين على ملعبه في الشوط الأول، وظهور الفريق بمستوى ضعيف نوعاً ما، ليقحم المدرب، عبدالرحيم مع بداية الشوط الثاني بدلاً من علي الحمادي.
ومنذ دخول اللاعب إلى أرضية الملعب، تغيرت حال الظفرة كثيراً، ببسط سيطرته على وسط الملعب، وتنظيم اللعب وتنويعه، إلى جانب الربط المتميز الذي قام به بين خطوط الفريق، مما رجح كفة الظفرة، ودفعه للتقدم إلى الأمام وإدراك التعادل، والضغط بكل قوة على مرمى الشارقة، ليستحق عبدالرحيم بعد ذلك الإشادة من الجميع بالأداء الذي قدمه منذ نزوله، بتسخير خبرته الطويلة في الملاعب الإماراتية، مما جعله أيضاً نجم «الدكة» في هذه الجولة، وهو اللاعب الذي صنع الفارق مع فريقه بعد نزوله احتياطياً، وشارك عبدالرحيم مع الظفرة خلال هذا الموسم في 9 مباريات، 6 لقاءات منها من مقعد البدلاء، وأسهم في فوز فريقه بمباراتين والتعادل في خمسة لقاءات، والخسارة مرتين.
ومن جانبه، أكد عبدالرحيم جمعة أن المهم في أداء أي لاعب، هو خدمة فريقة بالمقام الأول ومساعدته لتحقيق النتائج الإيجابية دائماً، والاستمرارية في حصد النقاط وعدم التراجع.
وأضاف: دائماً ما أحاول تسخير خبرتي التي اكتسبتها في الملاعب الإماراتية لخدمة الظفرة، وأحمدالله أن مشاركتي في المباراة الأخيرة كانت إيجابية، وتمكنت من إفادة الفريق ومساعدته على إدراك التعادل، كما أنني أطمح إلى تقديم المزيد في المباريات القادمة متى ما أتيحت لي الفرصة لذلك .
وقال: لدينا العديد من اللاعبين المتميزين في صفوف الفريق، وهم مزيج من الخبرة والعناصر الشابة، وقادرون على سد أي ثغرة على مستوى الغيابات في الفريق، وتقديم الإضافة الكاملة، كما يضم الفريق أجانب متميزين، على رأسهم ديوب الذي دائماً ما يتوج جهود زملائه على أرضية الملعب بتسجيل الأهداف، بجانب الشافني ونجارين اللذين أثبتا وجودهما معنا، كما أن روجيرو يقدم المستوى الجيد، وسوف يثبت تميزه في المباريات المقبلة لما يبذله من مجهود واضح.
وقال: في هذا الموسم قدمنا مستوىً جيداً، ونافسنا في جميع البطولات، وبكل تأكيد فإن خروجنا من الكأس على يد الأهلي كان صعباً، لكننا كسبنا على إثره احترام وتقدير الجميع، بجانب وجودنا في مركز جيد في الدوري، كما أننا نطمح لاحتلال المركز السادس أو الخامس مع نهاية الموسم، ولا شك فإن هدفنا الأول هو المنافسة على لقب كأس المحترفين، بعد وصولنا إلى نصف النهائي.
وعبر الدكتور عبدالله مسفر مدرب الظفرة عن سعادته الغامرة بعودة عبد الرحيم جمعة إلى مستواه في المباريات الماضية التي شارك بها، مؤكداً أنه يمثل أهمية قصوى في تشكيلة الفريق لما يملكه من خبرة طويلة في الملاعب، ويسهم بشكل فاعل في الخطط والمهام التي تطلب منه على أرضية الملعب.
وقال: عبدالرحيم لاعب جيد يملك إمكانات عالية، بدأ الموسم بشكل جيد منذ انطلاق التحضير للموسم الجديد بالوجود في المعسكر والبطولة الرمضانية، وافتقدنا جهود اللاعب كثيراً بعد الإصابة التي تعرض لها، التي أبعدته عن الملاعب قرابة شهرين؛ لذا كنا نخشى تأخر عودته لمستواه بعد جاهزيته، لكنه أثبت عكس ذلك بالحضور القوي في المباريات التي شارك بها وتقديمه الإضافة، كما أتمنى له الاستمرارية في تقديم الأفضل لخدمة الفريق، فيما تبقى من مباريات، وتسخير خبرته من أجل ذلك.
عدد اليوم
