عدد اليوم
بعد ساعات من تناولهم عشاء شهياً وجد هؤلاء الأشخاص الذين اختاروا قضاء إجازتهم في شمال غرب بولندا أنفسهم بإزاء ثعلب يحدق فيهم من على مقربة· وبعد برهة تبادل فيها الجانبان النظرات، عاد الثعلب أدراجه بخطى وئيدة بعدما شعر بأن لا خطر هنالك، وعلى أي حال فإن مثل هذه المواقف مألوفة إلى حد كبير لمن يؤثرون قضاء إجازاتهم في المناطق الطبيعية والغابات في بولندا في أشهر الربيع أوفي الأشهر الأخيرة من الصيف، وسيفاجأ هؤلاء بهدوء شامل يندر وجوده في بقاع أخرى من أوروبا، بل ربما سيصادفون من الحيوانات عدداً أكبر ممن سيقابلون من البشر· وعلى بعد بضعة كيلومترات من مدينة كلوبرزيج يمكن مشاهدة أناس يمارسون هواية الصيد في صمت، بينما يتأملون مياه البحر بالغة الزرقة، وبخلاف هؤلاء الأشخاص لا يلحظ المرء أحداً آخر على مرمى البصر· وباستخدام موقد محمول يعمل بالغاز عكف أولئك على طهي بعض من فطر عيش الغراب الذي ابتاعوه من سيدة عجوز على جانب الطريق· ويعشق البولنديون هذا الفطر، وخلال أشهر الخريف يهرع مئات الآلاف منهم إلى الغابات بحثاً عنه حيث يقومون بعد ذلك بتجفيفه وقليه، ومن ثم إضافته إلى أطباق الحساء أواللحوم· ويباع عيش الغراب في الكثير من الأحيان من خلال أكشاك على جوانب الطرق، ويمكن للسائحين الذين اختاروا قضاء العطلة في هذه المنطقة الواقعة شمال غرب بولندا أن يستقلوا سياراتهم الفان المقفلة متجهين صوب الشرق· وعلى الطريق تتناثر هنا وهناك استراحات يمكنهم تناول الطعام والشراب ونيل قسط من الراحة فيها لحين وصولهم إلى شبه جزيرة ''هل'' التي تضم شواطئ رملية شاسعة المساحة· ويبدو الفارق كبيراً بين هذه الشواطئ الجرداء وبين البلدات السياحية القريبة مثل ساربينوو وميلنو· وينصح من يفضلون الهدوء بأن يحجزوا غرفة في نزل مصممة على هيئة المنازل الريفية، بينما يؤثر آخرون نصب خيام للإقامة فيها سواء في الغابات أوعلى الشواطئ·--- سجن أسترالي يُغري عشاق الأماكن التاريخية! سيدني- ''د ب أ'': بات لمدينة سيدني الاسترالية معلم جديد يجتذب السائحين المولعين بالأماكن الفريدة ذات الطابع التاريخي ألا وهو سجن سابق طالما أغلقت أبوابه على مئات من السجناء التي كبلت أقدامهم بالأصفاد· فقد قررت السلطات فتح جزيرة كوكاتو، كبرى جزر مدينة سيدني، أمام الزوار، وكذلك إتاحة الفرصة لهم للقيام بجولة في السجن السابق الواقع في هذه الجزيرة والتعرف على ملامح الحياة اليومية التي كان يعايشها نزلاؤه· وكانت هذه الجزيرة حتى تسعينات القرن الماضي حوضاً كبيراً لبناء السفن التابعة للأسطول قبل أن يتم تفكيك المنشآت الخاصة بهذا الغرض بعد ذلك· وبوسع الزوار الآن التجوال بين أطلال السجن ومكاتب قادته، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة من خلال ركوب عبارة من منطقة رصيف سيركولار البحري في سيدني·
