الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغيرات المناخية سبب رئيسي للتصحر وتآكل التربة

التغيرات المناخية سبب رئيسي للتصحر وتآكل التربة
24 ديسمبر 2012
دبي (الاتحاد) - هناك مجموعة من التحديات تتعلق بالأمن المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها الندرة الطبيعية للموارد المائية وخاصة العذبة منها، إلى جانب استمرار التغيرات المناخية المتوقعة في المستقبل، وتناقص مناسيب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها، وتملح التربة الزراعية، كما يشكل النمو السكاني المطرد والتطور الاقتصادي المتسارع أحد التحديات الكبيرة، لأن هناك زيادة في الطلب على المياه. تآكل التربة يقول الدكتور خليل عمار خبير الهيدروجيولجيا وإدارة الموارد المائية، في المركز الدولي للزراعة الملحية بدبي، حول هذه التحديات: هناك عدم توفر للمخزون الاستراتيجي ومخزون للطوارئ من المياه المحلاة، كما تتعرض الموارد المائية إلى تأثيرات سيئة من المناخ مثل ارتفاع درجة الحرارة ما يؤدي إلى زيادة التبخر وعملية النتح، وأيضا زيادة في جفاف التربة وتقل الرطوبة فيها، ونتيجة للتغيرات المناخية نجد أن التغذية الجوفية تقل نتيجة تناقص معدلات هبوط الأمطار. كما لاحظنا زيادة في التعرض للتصحر وتآكل التربة، وفي الوقت ذاته هناك ارتفاع لمنسوب مياه البحر، مما يؤدي إلى زيادة تداخل مياه البحر مع الخزانات الجوفية. ويكمل خليل عمار: أن التغذية الطبيعية للمياه الجوفية محدودة، فهي ما بين 20 و30 مليون متر مكعب سنويا، كما أن هناك استنزافا للمياه الجوفية، بسبب الاستخدام الزراعي المفرط، مما تسبب في نضوب المياه الجوفية المحلية غير المتجددة، إضافة إلى معدلات استخدام المياه الجوفية الحالية مما سيؤدي بحلول 2030 إلى استنزاف احتياطات المياه العذبة المحلية بنسبة 87 في المائة إلى جانب الاستنزاف الكلي لاحتياطات المياه شبه المالحة في غضون عشرين سنة. مزارع مهجورة ويضيف عمار، أن للتأثيرات البيئية آثارا سلبية أدت إلى أن تكون هناك مئات من المزارع المهجورة، ومنها في إمارة الشارقة وفي مناطق مختلفة من الإمارات، حيث بلغ العدد 2200 مزرعة وبلغت مساحة الأراضي المهجورة حوالي 100000 دونم، وإن تحدثنا عن المياه المعالجة كي تستخدم في الري، فإن العملية ليست هينة وهي ليست رخيصة، حيث تبلغ تكلفة إنتاج المتر المكعب 0.4 درهم، وإن أضيفت تكاليف التوزيع فإن تكلفة الإنتاج ستصل إلى 1.8 درهم. أيضا نسبة السكان غير المخدومين بشبكات الصرف الصحي وبمحطات المعالجة، أعلى في الشارقة ورأس الخيمة وعجمان، ولا توجد محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في إمارة أم القيوين، وإن تحدثنا في مقابل ذلك عن زيادة الطلب السنوي على المياه، وبالأخص المياه المحلاة، فإن الطلب سيتركز عليها مستقبلا، ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على المياه من 4.8 مليار متر مكعب سنويا في الوقت الحالي، إلى حوالي 8.5 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2030، في حال استمر النمو الحالي للطلب على المياه، ومن المتوقع أن يتناقص الطلب على المياه لقطاعي الزراعة والغابات مقارنة بالوضع الحالي، بسبب استنزاف موارد المياه الجوفية. تركز ملحي ويوضح عمار قائلا: لقد نجحت المياه المحلاة في تقليص العجز المائي، ولكن لا يمكن الاستمرار في الاعتماد عليه مستقبلا كمورد مائي دائم، وذلك لعدة أسباب منها أنه لا يتوافر مخزون استراتيجي ومخزون لحالات الطوارئ من المياه المحلاة، والمخزون يوفر الاحتياج من 18 إلى 24 ساعة، وهناك آثار بيئية سلبية لعمليات تحلية المياه، منها انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ويؤكد عمار: يحدث تركز ملحي له تأثير سيئ على البيئة البحرية من كائنات حية، وأهمها الغذاء الرئيسي وهو الأسماك، لأن عملية التحلية تتخلف عنها مواد كيماوية تستخدم في تلك العملية، كما أنها تزيد من ارتفاع درجة حرارة البحر، وقد أصبح الخليج العربي مثل البحيرة المغلقة العالية التلوث، كما أن ظاهرة المد الأحمر تؤثر على المناطق الواعدة التي من المزمع أن تقام عليها محطات تحلية جديدة. ومن أجل تحقيق الاستدامة، يجب أن يتم تشجيع اعتماد نموذج جديد للتنمية الزراعية، يكون قائماً على المياه وان يكون سليما بيئيا واقتصاديا، وأن يتم الاستمرار في أساليب زراعية متطورة مثل التنقيط بالمجسات والبيوت الزجاجية واستخدام المياه المعالجة لأجل الزراعة، وأن تستخدم محاصيل مربحة مثل الخضراوات والفواكه، إلى جانب المحاصيل التي تتحمل الملوحة مثل الأعلاف والشعير والدخن والذرة، والتي لا تستهلك الكثير من المياه. النظم البيئية المستدامة يضيف الدكتور خليل عمار: من المهم المحافظة على النظم البيئية المستدامة، وإعداد دراسات حول سلامة السدود، إلى جانب تطوير القوانين والتشريعات التي تحدد استخدام المياه في أسفل مصبات الأودية مثل مياه الأودية العابرة، كما أننا بحاجة على تحسين إدارة مياه الصرف الصحي والمياه المعالجة، وتطوير المعايير حول تدفق المياه العادمة في البيئة البحرية والأرضية، ومراقبة تطبيقها من جانب السلطات على مستوى الإمارة. كما ننصح بتنسيق وضع المعايير المشتركة لجمع المياه العادمة ومعالجتها وإعادة استخدامها في مختلف القطاعات،ورصد تطبيق المعايير البيئية وتنسيق التدابير الرامية إلى زيادة استخدام المياه المعالجة، ومن المهم أن ننسق لحملات توعية للتغلب على مخاوف الجمهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©