الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتباس الحراري

24 ديسمبر 2012
تكاتفت جميع الجهود الدولية لتحريك درجات الحرارة، ليتم خفضها حتى أربع درجات، ولكن لا يزال الوضع حرجا ولا نزال نعاني، خاصة الدول الصحراوية، نتيجة التغيرات المناخية، التي ساهمت في نتيجتها دول صناعية عظمى، وهذه التغيرات هي نتيجة التقدم الصناعي والتكنولوجي واستخدام مختلف أنواع المواصلات والاعتماد على مشتقات الوقود، مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق هذا الوقود لإنتاج الطاقة واستخدام غازات الكلوروفلور كربونات، التي تنتج غازات البيت الزجاجي، وبكميات تفوق ما يحتاجها الغلاف الجوي، مؤدية إلى احتباس الحرارة على سطح الأرض، ضمن الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. ذلك المشهد العلمي أدى في ذات الوقت إلى ارتفاع في درجات الحرارة، ولذلك مع تزايد انبعاثات تلك الغازات وتراكمها في الغلاف الجوي الأرضي، وبمرور الزمن أظهرت بعض الآثار السلبية لتلك الظاهرة، ومن أهم آثار هذه الظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه سطح المحيطات، التي أدت إلى زيادة في عدد وقوة الأعاصير، وتؤدي زيادة الحرارة في الغلاف الجوي لتغيرات جوية عاصفة، ومنها تكرار العواصف الشديدة، خاصة الرعدية العنيفة، ويقوم الارتفاع الحراري في المحيطات الاستوائية بتغذية الأعاصير والزوابع الشديدة والمدمرة. نحن نعاني بسبب الاحترار من تبخر المياه الجوفية، وبسبب قلة رطوبة التربة وينتج أيضا عن تلك التغييرات تملح التربة، ولذلك فنحن ننفق الكثير في سبيل توفير المياه العذبة المحلاة، وفي معالجة مياه الصرف كي تستخدم في الري، وأيضا نتيجة لعمليات الاحترار نتيجة الاحتباس الحراري، فقد أصبح هناك ذوبان للثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي، وبسبب ذلك هناك تزايد في ارتفاع مياه البحر، وفقد للكثير من الكائنات الحية التي تحدث التوازن الإيكولوجي، إضافة لكل ذلك هناك زيادة في الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم، مثل الإيدز والملاريا وجنون البقر. للاحتباس الحراري علاقة ملحوظة بالنشاط الإنساني وبعض المخلفات الصناعية والتكنولوجية، والتي أحدثت تلوثا واضحا في الجو عبارة عن زيادة المعدلات الحرارية في طبقات الغلاف الجوي، وقد ارتبطت هذه الزيادة بالثورة التكنولوجية والصناعية، ومن الأسباب علميا احتواء الغلاف الجوي الأرضي على غازات مختلفة مثل النتروجين والأوكسجين، وثاني أكسيد الكربون والميثان بالإضافة إلى بخار الماء، وهذه الغازات لها تأثير مباشر على حرارة الغلاف الجوي الأرضي، وتقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء، التي تبعث من سطح الأرض كانعكاس لأشعة الشمس الساقطة على الأرض، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة الحرارة في معدلها الطبيعي. إن الأرض تئن تحت وطأة الغازات الملوثة مثل المازوت وثاني أكسيد الكربون، وكثير من الشركات والمصانع الملوثة للبيئة، ناسبها الاستنتاج الذي يقول إن الاحتباس الحراري سببه فترات ساخنة تمر بالكرة الأرضية، لتتهرب تلك الجهات من مسؤوليتها وذنبها تجاه كوكب الأرض، طمعا في المزيد من المكاسب المادية دون اتخاذ الإجراءات الوقائية، التي تنص عليها قوانين حماية البيئة وبالتالي بالأرض، وقد شهد العالم في العقد الأخير من القرن الماضي، أكبر موجة حرارية شهدتها الأرض منذ قرن، حيث زادت درجة حرارتها 6 درجات مئوية، وذلك يعني أن ثمة تغييرا كبيرا في مناخها لا تحمد عقباه. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©