السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما هي حقيقة الشخصيات الأكثر تأثيراً؟

24 ديسمبر 2012
منذ سنوات يأتي إلى بعض دول المنطقة (الثرية) بين الحين والآخر، فرق ومراسلون من صحفيي وصحفيات العلاقات العامة من الذين يروجّون لإجراء مقابلات أو كتابة تحقيقات مع (أو عن) شخصيات وشركات ومشاريع في بعض من أهم الإصدارات والمجلات الأجنبية المتخصصة، غالباً في أخبار المال والأعمال والمشاهير. وهذا عرض مغرٍ للدعاية والشهرة، ولكنه يقتصر على كل من «تُسوّل» له نفسه دفع الثمن: بضعة آلاف من الدولارات، بل عشرات الآلاف منها إذا كان الإغراء شديداً كأن يتصدّر «الزبون» الغلاف أو جزءا منه. وتصنع وسائل الإعلام هذه اسماً لامعاً خاصة إذا تم إعادة تداولها في الصحف المحلية والعربية. إنه التأثير المقبل عبر آليات صناعة الإعلام والعلاقات العامة والإعلان. إنه أكثر من دعاية وشهرة، بل غيض من فيض أشكال التأثير المتلوي للمال في الإعلام وفي المجتمع والناس ككل. وككل صناعة أخذت بعض آليات هذا التأثير «تتطور»، وتصبح أكثر مباشرة عبر قوائم الشخصيات الأكثر تأثيراً التي بدأت تشهد في الفترة الأخيرة طفرة حقيقة، بحيث لا يمض أسبوع إلا وتصدر عن جهات أجنبية وعربية، واحدة جديدة منها، بعضها خمسينية وبعضها مئوية وأكثرها لم تسمع به إلا للمرة الأولى، أو حين تقرأ بعض السير الذاتية من هنا وهناك وتفاجأ بأن صاحبها نال حظه وأدرج في واحدة من هذه القوائم. كيف ولماذا وعلى أي أساس؟ غالبا، وحدهم معدو القائمة يعرفون السر، فكثير من المحظوظين لم يسبق للجمهور أن سمع عنهم ولا حتى عن تلك القائمة التي تصنف الشخصيات محاولة دفعها إلى مقدمة المشهد الإعلامي. ولأن هذه العملية كلها ليست شأنا فردياً ولا شأناً دعائياً تجارياً بحتاً، بل تخص جميع «المتأثرين» من دون علمهم فإن من حقي، كواحد من هذا الجمهور (العريض) طرح التساؤلات التالية: ما هي المعايير التي تضعها تلك الجهات لاختيار الشخصيات والشركات الأكثر تأثيراً وما مدى موضوعيتها؟ ومن هي الجهة الرقابية التي تتأكد من واقعية هذه القوائم وتشرف على الآليات التي اعتمدت في هذه التصنيفات؟ وهل هناك «بيزنيس» وراء هذه القوائم؟ وكم قيمته؟ وما مدى تأثيره على التصنيف؟ أي ما هي مداخل ومخارج هذه المتاجرة ومخارجها بالرأي العام؟ والغريب ظهور مؤثرين في الجمهور من دون علمه بهم، فيما تبرز شكوك كثيرة تفوح منها رائحة إعلانية مدفوعة الثمن كتلك التي يقوم بها صحفيو العلاقات العامة في مجلات ذات علامات عالمية مشهورة أو أقسام الإعلانات التي تتمتع في كثير من صحفنا ووسائل إعلامنا العربية بنفوذ يتقدم على نفوذ كل فريق التحرير وأهم الكتاب والصحفيين. إن عائد الإجابة على هذه التساؤلات سيكون إيجابياً في شتى الأحوال، فهو سيفرز هذه القوائم ويعزز موثوقية وصدقية كل منها، ويكشف ما ينطوي على ادعاء وتلاعب ويضغط عليه حتى يكف عن منح صفة أو انتحالها. فتلك جريمة يُعاقب عليها القانون. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©