السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رشاد أبـــو شاور: ادفنوا بقية عظامي في أريحـــا

رشاد أبـــو شاور: ادفنوا بقية عظامي في أريحـــا
15 يوليو 2007 09:25
الروائي والقاص رشاد أبو شاور كاتب طبع اسمه على الرواية الفلسطينية بحيث لم يعد بالإمكان ذكر الرواية والقصة الفلسطينة دون ذكر اسمه، فهو أديب لا يقل مكانة عن أسماء حفرت في الواقع الأدبي الفلسطيني مثل جبرا، وغسان كنفاني، وإميل حبيبي، وأفنان القاسم، وسحر خليفة، وسميرة عزام وتوفيق فياض، ويحيى يخلف وآخرين غيرهم· ويقول أبو شاور عن كتاباته: عندما أكتب عن الفلسطيني وقضيته، فأنا لا أتعامل من منظور إقليمي إذ لا بد أن يكون الوعي والانتماء هما الأرضية التي أنطلق منها في الكتابة ، فعندما أكتب عن غربة الفلسطيني وشعوره بالقهر في المطارات وعلى الحدود والمطاردات، فأنا اكتب عن الإنسان العربي الذي تدمره وتستبد به وتسرق حياته وتهينه وتضربه في وطنه وتفقده طاقاته قوى مريضة تكذب وتضلل·''الاتحاد'' التقته وكان معه الحوار التالي:؟ يقال إنك أول أديب فلسطيني طرح موضوع القضية الفلسطينية على أساس طبقي ·· ماذا تقول ؟ ؟؟ في الحقيقة لا أعرف من كون هذه الفكرة، أنا أرى أن القضية الفلسطينية لا ينظر لها من هذه الزاوية، إذا وجد جانب ما يوحي بالصراع، أو التناقض بين الجماهير الشعبية وبعض القيادات خاصة في المرحلة الماضية أي في بداية الصراع حتى منتصف القرن العشرين، فمن وجهة نظري فإن الصراع هو بين الأمة العربية من جهة والصهيونية والقوى التي تساندها من جهة أخرى ، وطبعاً هذا الصراع متعدد الجوانب فليس كل عربي معاد للصهيونية فثمة شرائح حاكمة متحكمة إقليمية وطائفية ترتبط مصلحياً ووجودياً بها، وتتناقض مع مصالح الأمة ، وتتآمر على القضية الفلسطينية جوهر الصراع· الانتماء في الكتابة؟ هل يمكن القول إن الإنسان الفلسطيني بكل عذاباته وبؤسه وطموحه وانتمائه هو مادتك الكتابية سواء القصصية أو الروائية ويشكل فقدان الوطن أو البحث عنه العصب الرئيسي في مجموع أعمالك ؟ ؟؟ إلى حد بعيد هذا صحيح، وهو يعود إلى طبيعة التجربة التي عشتها، وكوني أنتمي للأرض الفلسطينية وعشت النكبة منذ العام 1948 وما تبعها من آلام ونكبات وكوارث ومآسي وانكسارات حتى اللحظة، ولكن عندما أكتب عن الفلسطيني وقضيته، فأنا لا أتعامل من منظور إقليمي إذ لا بد أن يكون الوعي والانتماء هما الأرضية التي أنطلق منها في الكتابة، فعندما أكتب عن غربة الفلسطيني وشعوره بالقهر في المطارات وعلى الحدود والمطاردات، فأنا اكتب عن الإنسان العربي الذي تدمره وتستبد به وتسرق حياته وتهينه وتضربه في وطنه وتفقده طاقاته قوى مريضة تكذب وتضلل · ؟ من خلال رواياتك المختلفة مثل ''البكاء على صدر الوطن'' و ''آه يا بيروت''  وغيرهما رصدت بجرأة وبدقة داخلية حركة المقاومة الفلسطينية وبعض الممارسات السلبية ، ماذا قصدت من ذلك ؟ ؟؟ المقصود من ذلك أن نظرتي للثورة أنها فعل مفيد ، وأن من يقومون بها يجب أن يتحلوا بصفات وقدرات وطاقات وطنية وأخلاقية وسلوكية وثقافية تجسد لب المشروع الثوري وجوهره· والكتابة في جوهرها نقد ونقض ، بعض الكتاب اكتفوا بكتابات عن الفدائي والثورة بشكل عام ، ولم ينظروا بعمق إلى المخاطر التي تهدد الثورة من داخلها والتي هي أمراض فتاكة وقاتلة إن لم يتم التصدي لها قبل استفحالها · أظن أن من يقرأ ما كتبت يعرف لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؛ وأريد أن أضيف هنا أنه قبل روايتي ''البكاء على صدر الحبيب''  التي صدرت في العام 1974 كتبت بعض القصص القصيرة التي تتحدث عن تجربة العمل الفدائي منها قصة تحت عنوان ''سقوط المطر'' تنتهي بالتالي : لا تظفروا أمجادكم أكاليل على رأس أي فرد كان وليكن نشيدكم جماعياً·· كخطواتكم · الموت خارج الوطن؟ كثيراً ما نقرأ ونجد في كتاباتك الحديث عن المنفى والمعاناة والموت بعيداً عن فلسطين فهل يشكل الموت خارج الوطن هاجساً عندك ؟ ؟؟  حقيقة لا أتمنى لنفسي الموت خارج الوطن، ولكن حيثما كنت وفي أي منفى ستبقى فلسطين حية في داخلي ودائماً وصيتي لأبنائي إذا ما حدث الأمر ومت عليهم أن يحملوا بقية عظامي ويدفنوها في أرضها وتحديداً في أريحا، نحن فيزيائياً كبشر المهم أن لا نموت ونحن أحياء، وأن لا ينحني الفلسطيني وينكسر لشروط المنافي العربية وغير العربية، فالحياة هي ثقافة وشعور بالكرامة وانتماء·· أنا كعربي فلسطيني هذه هي بعض مقومات شخصيتي الأساسية بها أكتب وأعيش واحدد دوري· ؟ ماذا أردت أن توصل للقارىء من خلال كتابك  ''رائحة التمر حنة''؟ ؟؟كان هاجسي أن أوصل القارئ الى رائحة التمر حنة والتين والزيتون وباحات المسجد الأقصى وبرك سليمان وساحل فلسطين وجبلها وسهلها والاتصال بين الأرض والسماء وامتزاج الآذان بأجراس الكنائس وتطريز الثوب الفلسطيني، رشاد الصغير حافي القدمين بسبب سجن والده ثم الآن رشاد في المنفى· ''شبابيك زينب''؟ لو تحدثنا عن تجربتك في رصد إيقاع الحياة اليومية للانتفاضة الفلسطينية في روايتك (شبابيك زينب) وخاصة أنك كتبتها خارج الوطن وبالتحديد وأنت في تونس ؟ ؟؟ هذا العمل كان امتحاناً صعباً بالنسبة لي وهو أن أكتب رواية وأفصل أحداثها وأنا في تونس بعيداً عن المكان جغرافياً، فتغلبت على ذلك بالمتابعة اليومية للانتفاضة عن طريق الاستعارة من الصحف اليومية وما يمارسه جنود الاحتلال الصهيوني فقرأت عن مدينة نابلس التي تدور حولها أحداث هذه الرواية، عن ماضيها وحاضرها، نابلس التاريخ والامتداد، وأصل التسمية وتاريخها الكنعاني وسبب تسميتها جبل النار، ثم مجيء الاحتلال وكيف عمل على تسوية المدينة واستبدال أسماء شوارعها وساحاتها وكل الرموز الحية والنابضة في الوجدان العربي·ومن خلال هذه الرواية أردت أن أترك إيقاع الحياة اليومية تعبر عن ذاتها بذاتها من خلال السرد مشهداً مشهداً ، وحدثاً حدثأ ، وجريحاً جريحاً ، وشهيداً شهيداً ، المتاريس والأعلام ، مفردات فرضتها الانتفاضة ، والتغيير الجذري في أنماط السلوك الفردي والاجتماعي ، مفردات عبرت بها الانتفاضة عن حالة التثوير الجديدة التي هزت المجتمع الفلسطيني من الداخل وأجبرته على التغيير ، وطرحت على نفسي سؤالا : ماذا يريد هذا الإنسان الفلسطيني من طبيعة صراعه مع العدو ؟ رواية  ''شبابيك زينب''  كل كلمة مكتوبة في مكانها وكان بإمكاني أن أكتبها بأكثر من 400 صفحة ، ولكني كتبت النصف بتقنية ليست سهلة ، وعندما قرأ الأديب الفلسطيني الراحل جبرا إبراهيم جبرا الرواية قال في جلسة لم أكن فيها: هذه هي الحداثة · وكنت أسأل نفسي في الرواية كيف سأوصل للقارئ الشعور السريع بالحدث، والحركة السريعة داخل المدينة في أجواء الانتفاضة؟ وفي نهاية الرواية تعمدت أن تكون مفتوحة على جميع الاحتمالات، وأنه ممكن أن تحدث كارثة، وممكن أن تتجدد، لأن الانتفاضة الأولى غدر بها، بسبب لصوص يأخذوننا إلى الهاوية·  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©