رشا طبيلة (أبوظبي) - يمهد فوز مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” بجائزة أفضل “مركز دولي للمؤتمرات والاجتماعات في العالم” خلال فعاليات “جوائز السفر العالمية 2012”، والتي أقيمت في العاصمة الهندية نيودلهي مؤخراً، لتنامي عدد المعارض والمؤتمرات المقامة على أرضه خلال السنوات المقبلة، بحسب خبراء في قطاع السياحة.
وقال خبراء إن صناعة المؤتمرات والمعارض بأبوظبي تسهم بشكل رئيسي في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحريك قطاعات رديفة كالسياحة والخدمات والتجارة، وتسهم في جذب الاستثمارات إلى الإمارة.
وأكد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة “روتانا” للفنادق أن الجائزة ستسهم في جذب مزيد من المعارض والمؤترات، حيث إن زيادة انعقاد المعارض والمؤتمرات يسهم في زيادة عدد السياح القادمين إلى أبوظبي، التي تستقطب أكثر من 2,2 مليون سائح سنوياً.
وتحقق صناعة المعارض والمؤتمرات بأبوظبي نمواً سنوياً متواصلاً، فبحسب توقعات شركة أبوظبي الوطنية للمعارض، يرتفع عدد الفعاليات التي يحتضنها مركز أبوظبي الوطني للمعارض إلى أكثر من 280 معرضاً ومؤتمراً بنهاية العام الحالي مقارنة بـ231 حدثاً العام الماضي بنمو 21%، وسط توقعات بأن يستقطب 1,3 مليون زائر مقارنة بمليون زائر العام الماضي. وكانت دراسة إحصائية عهدت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإجرائها إلى بيت استشارات متخصص، توقعت ارتفاع الإسهام الاقتصادي المباشر لفعاليات الأعمال في الإمارة بنسبة 7% سنوياً خلال السنوات الثماني المقبلة، ليصل إلى 5,1 مليار درهم بحلول عام 2020، بعد أن بلغت المساهمة الاقتصادية الكلية لفعاليات الأعمال 2,4 مليار درهم عام 2010.
رافد اقتصادي
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد البنا إن قطاع صناعة المؤتمرات والمعارض يسهم بشكل رئيسي وملموس في القطاع السياحي وفي قطاع صناعة وتجارة الخدمات، من خلال تنشيط الحركة التجارية ومكاتب تأجير سيارات والمطاعم ووسائل المواصلات.
وأكد أن المعارض والمؤتمرات التي تنظم على المستوى الدولة تروج اسهم الدولة ومقوماتها الاقتصادية، إضافة إلى المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وكان الاتحاد الدولي لمنظمي المعارض “UFI” صنف دولة الإمارات كواحدة من أهم وأكبر 3 أسواق بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تنظيم الفعاليات، تبعاً لمعايير عدد المعارض المقامة والزوار ومراكز العرض ومساحتها.
إلى ذلك، شدد البنا على أن فوز مركز أبوظبي الوطني للمعارض بأفضل مركز على مستوى العالم يدل على الاهتمام الكبير الممنوح من قبل إمارة أبوظبي لقطاع صناعة المؤتمرات والمعارض، إضافة الى الخبرات الطويلة للقائمين على إدارة مركز المعارض في تنظيم المعارض وتوفير المرافق اللازمة، مشيراً إلى أن خدمات المركز لا تقتصر على توافر البنية التحتية والمرافق اللازمة لعقد المؤتمرات والمعارض فحسب، بل أنه ينظم معارض وفعاليات.
ويستضيف المركز فعاليات متنوعة في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
وأكد البنا أن صناعة المؤتمرات والمعارض تسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات إلى أبوظبي، حيث أن التوجه حالياً يتركز في تنظيم معارض ومؤتمرات متخصصة في قطاعات معينة كمعارض العقارات ومعارض الطيران والطاقة وغيرها، ما يسهم في جذب مشاركين ومستثمرين من مختلف دول العالم.
ويستقطب مركز أبوظبي الوطني للمعارض 11 فعالية خلال الربع الأول من العام المقبل تتخصص في الطاقة والمياه والعقار والتوظيف والدفاع العسكري، بحسب الموقع الالكتروني لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك”.
وأكد البنا أن فوز أبوظبي كأفضل مركز للمعارض سيعزز من مكانة أبوظبي عالمياً ويسهم في جذب مزيد من المعارض والمؤتمرات خلال السنوات المقبلة.
عوائد مجزية
وتحقق سياحة الحوافز عوائد مجزية يرى القائمون على المرافق السياحية أنها أفضل عموماً من السياحة التقليدية.
وشدد النويس على أهمية سياحة المؤتمرات تبعاً لحجم عائداتها الكبير والذي ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن سياحة الأعمال والمؤتمرات تستحوذ على النسبة الأكبر من إشغال الفنادق.
وأشار إلى أن عائدات سياحة المؤتمرات تعد أكبر من السياحة الترفيهية، وذلك أن معظم سياح المؤتمرات هم من رجال الأعمال حيث يرتفع حجم انفاقهم مقارنة بسياح الترفيه.
من جهته، قال نعمة درويش مدير عام فندق وسبا القرم الشرقي بأبوظبي، الذي تملكه شركة التطوير والاستثمار السايحي وتديره “أنانتارا”، إن نسب إشغال الفنادق من نزلاء سياحة المؤتمرات والمعارض تنمو بشكل سنوي بأبوظبي.
وأضاف “أصبحت أبوظبي وجهة سياحية جاذبة لصناعة المؤتمرات والمعارض وسياحة الحوافز من خلال الشركات التي تعقد اجتماعاتها داخل الإمارة”.
وتتمتع أبوظبي بمقومات استراتيجية تجعلها مقصداً عالمياً لعقد الفعاليات. وأكد درويش أن موقع أبوظبي الاستراتيجي، إضافة الى وجود أفضل مقومات البنية التحتية والمرافق لاستضافة المعارض كمركز أبوظبي الوطني للمعارض، فضلاً عن توافر الفنادق المتنوعة والمتميزة والمرافق الترفيهية كـ”عالم فيراري”، إضافة الى افتتاح مدينة ألعاب مائية في جزيرة ياس الشهر المقبل، يسهم في نمو هذه الصناعة بأبوظبي ويعزز مكانة الإمارة عالمياً كوجهة لسياحة المؤتمرات.
ولفت درويش إلى أن سياح الأعمال الذين يزورون أبوظبي يأتون للأعمال والترفيه في آن معاً، فإلى جانب عقد الاجتماعات أو المشاركة في المعارض فإنهم يقضون أوقات فراغهم في التسوق بالمراكز التجارية وفي الفنادق والمطاعم.
وقال إن مجموعة “أنانتارا” تدير بجانب فندق وسبا القرم الشرقي منتجع قصر السراب في المنطقة الغربية ومنتجع وسبا جزر الصحراء في جزيرة صير بني ياس ما يتيح لسياح الأعمال اختيارات متعددة من الفنادق والنشاطات، حيث يتم تنظيم زيارات لسياح الأعمال والمؤتمرات للفنادق الثلاثة.
من جهته، قال كمال فاخوري مدير العمليات في شركة “كريستال” لإدارة الفنادق والمنتجعات إن صناعة المؤتمرات والمعارض والحوافز تشكل 70? من إشغال فنادق “كريستال” بأبوظبي سنوياً.
وأضاف “فنادق أبوظبي ستستفيد بشكل كبير من فوز مركز أبوظبي الوطني للمعارض بهذه الجائزة التي ستسهم في جذب مزيد من المؤتمرات والمعارض إلى أبوظبي، ما يرفع عدد نزلاء الفنادق وإيراداتها”.
أفضل 50 وجهة
أبوظبي (الاتحاد) - تتبنى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خطة تمتد لعشرة أعوام، تهدف إلى دخول الإمارة قائمة أفضل 50 وجهة للمؤتمرات والاجتماعات في العالم، وزيادة إمكاناتها في هذا المجال بمعدل عشرة أضعاف، ودخلها من سياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض بمعدل خمسة أضعاف.
واستقبلت أبوظبي أكثر من 1,5 مليون زائر بغرض الأعمال خلال العام الماضي بحسب تقديرات سابقة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في حين شكل مسافرو الأعمال نحو 1,3 مليون سائح من أصل 1,8 مليون زائر للإمارة العام 2010.
وقال خبراء إن سياحة الأعمال تستحوذ على ما يتراوح بين 60 و70% من إجمالي سياح إمارة أبوظبي، في وقت بدأت حصة قطاع الترفيه بالتزايد بعد تدشين فنادق ومنتجعات شاطئية فاخرة ومرافق ترفيهية تستقطب مجموعات سياحية من مختلف دول العالم، بحسب عاملين في القطاع.
وارتفع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في أبوظبي خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2012 بنسبة 16% 1,96 مليون نزيل أمضوا أكثر من 5,6 مليون ليلة فندقية بنسبة نمو 11% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين ازدادت العوائد بنسبة 4% إلى 3,6 مليار درهم.
عدد اليوم
