الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دعوة لمناقشة القصص وفقا لمعايير واعتبارات النقد الأدبي

دعوة لمناقشة القصص وفقا لمعايير واعتبارات النقد الأدبي
3 فبراير 2011 22:21
(الشارقة) - أقام نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول امسية قصصية عن الكتاب القصصي «قصص بوليسية – سلسلة قصص بوليسية كتابها من شرطة دبي» الذي صدر مؤخرا بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المجتمع والشباب. وشارك في الامسية النقيب سعاد يوسف محمد سعيد، والشرطي محمد أحمد جار الله الفائزان بمسابقة القصة البوليسية التي أطلقتها شرطة دبي العام الفائت، وأدارت اللقاء القاصة أسماء الزرعوني نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد. بداية، أشارت القاصة الزرعوني في كلمتها الترحيبية إلى أن الأدب الإماراتي يفتقد هذا النوع من القصص، إلا إذا جرى استثناء رواية «عنق يبحث عن عقد» لعبد الله الناوري التي صدرت عام 1978. ثم توقفت الزرعوني عند المسابقة التي أطلقتها شرطة دبي، وما سعت إليه من أهداف توعوية، ودعت إلى تعميم التجربة عربياً. من جهتها تحدثت سعاد يوسف محمد سعيد عن قصتها الفائزة بالمركز الأول، التي حملت العنوان «جريمة بعد منتصف الليل»، فعرضت ملخصاً لأهم أحداثها. ثم تناولت تجربتها مع الكتابة، وذكرت أن اهتمامها بعالم الأدب بدأ منذ سنوات دراستها الأولى، فانعكس هذا الاهتمام على عملها في ميدان الشرطة، حيث لفتت اللغة الأدبية الرفيعة التي كانت تكتب بها بعض المراسلات أنظار من حولها، ثم جاء الإعلان عن المسابقة ليدفعها إلى استثمار هذا الحس الأدبي في نصوص قصصية. أما محمد أحمد جار الله فذكر أن قصته الفائزة وهي بعنوان «القفاز» التي كانت تخييلية تماما، موضحا أنها قصة تتحدث عن شخص وجد قفازا على شاطئ البحر فاشتبه به ثم قام بإخبار رجال الشرطة في مسعى للتأكيد على أن الجمهور الجيد هو الذي يساعد رجال الشرطة في الوصول إلى مسرح الجريمة شريطة أن يبقى كل شيء على ما هو عليه بحيث يتم التوصل عبر الأدلة إلى الجاني الذي لابدّ أنه ترك دليلا وراءه. في هذا السياق تحدث جار الله عن خبراته الشخصية في التعامل مع مسرح الجريمة مشيرا إلى أنه هدف من وراء كتابته القصة توعية الجمهور بضرورة التعاون مع رجال الشرطة وعدم اتخاذ موقف سلبي تجاه أي جريمة. حيث أكد أنه مؤمن بدور الأدب في التوعية، وأنه يجب أن يكون حاملاً لرسالة ما. ثم أعلن استعداد شرطة دبي لدعم الكتاب والأدباء المهتمين بهذا النوع من القصص من خلال تزويدهم بخلاصة تجاربهم وخبراتهم في ميدان العمل الشرطي. وعلى صعيد الحوار الذي تلا الندوة فقد طرح العديد من الآراء التي أكد الناقد صالح هويدي على أنه ينبغي أن تجري مناقشة القصص التي ضمّها الكتاب وفقا لمعايير واعتبارات النقد الأدبي وبعيدا عن وظيفتها المعدّ لها مسبقا والمتمثلة في توعية الجمهور. كما وصف القاص اسلام أبو شكير مسعى شرطة دبي إلى التواصل مع الجمهور عبر الفن وليس عبر الهراوات كما هي الحال في كيفية التعامل مع الجمهور العربي عبر شاشات التلفزيون، بالموقف المتحضر، مشيرا إلى أن الخيط الذي يربط القصص في الكتاب هو سعيها إلى التوعية كما لو أنه قد أُريد للتوعية أن تكون على حساب المستوى الفني، ملاحظا في هذا السياق أن هناك مبالغة في العلاقة بين المواطن والوافد لجهة الخروج على القانون والتي تجعل من الأول مطهّرا عن الخطأ فيما الأخير هو مَنْ يرتكب الخطأ فقط، فضلا عن وجود بعض القصص التي تنطوي على عقدة معقدة غير أن الحل يأتي تقليديا في آخر الأمر. من جهتها ردّت النقيب سعاد يوسف محمد سعيد بالقول إنها تستفيد من الكتابة البوليسية في هذه المرحلة كي تتمكن من كتابة رواية بالمعنى الفني للكلمة، وأنها أكثر ميلا إلى الخطاب الفلسفي في الكتابة وتفضل الكتابة بأسلوب غير مباشر لجهة المعنى. وعن قصتها الفائزة اوضحت أنها راعت أن تكون هناك حبكة وزمن متتال يتم توظيفه على نحو منطقي، كما أكدت أنها ستنقل جملة الآراء التي وصلتها إلى القيادة وأنه سيتم في العام المقبل استشارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في ما يتصل بشروط الجائزة والحوار حولها. أما محمد أحمد جار الله فأكد أن المشاركين في الكتاب قد أُلزموا مسبقا بشروط بعينها فرضت عليهم طريقة معينة في الكتابة فإذا كان هناك قصور فني فقد حدث ذلك بسبب هذه الشروط المفروضة مسبقا. شروط أشار عدد من حضور الأمسية إلى جملة اشتراطات ينبغي توافرها في القصة البوليسية بوصفها عملا ابداعيا وليس بناء على أنها قد انبنت وفقا لخبرات شخصية، أو غاياتها المباشرة مهما كانت هذه الغايات محمودة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©