الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشهري وولد الطالب ينضمان إلى كريم معتوق

الشهري وولد الطالب ينضمان إلى كريم معتوق
15 يوليو 2007 09:20
حلّ الشعر العربي بأمرائه ضيفاً على الإمارات في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، في ثاني الحلقات المباشرة من برنامج ''أمير الشعراء'' الذي تبثه على الهواء مباشرة مساء كل يوم جمعة قناة أبوظبي الفضائية، وقناة أمير الشعراء الفضائية· وشارك الشعراء جمهورهم من محبي الشعر أجمل اللحظات وأصدقها في التمييز بين ما هو شعري وما هو عادي من الكلام، وإن ظهرت القصيدة في أبهى حلةٍ زيّنتها الأضواء، والإلقاء الجميل للشعراء: جاسم الصحيح ''السعودية''، روضة الحاج ''السودان''، زاهر أبو حلا ''لبنان''، زينب عامر ''الإمارات''، صالح مجيد ''العراق''، صلاح الدين الغزال ''ليبيا''، وياسر الأطرش ''سوريا''، وامتزجت بالصوت العذب للمطرب رضا العبد الله من العراق·وقد جرت القرعة لاختيار الشعراء المشاركين في الحلقة المقبلة من البرنامج فجاءت النتائج كما يلي: خالد عبد الرضا عودة السعدي ''العراق''، هاجر علي ناصر البريكي ''سلطنة عُمان''، عبد الفراج محمد محمود خليفة ''مصر''، عبد الرحيم كنوان ''المغرب''، عبد العزيز علي بخيت الزهراني ''السعودية''، محمد علاء الدين عبد المولي ''سوريا''، ومشتاق شبير حسين ''الهند''·الشاعر جاسم الصحيح قرأ للبحر قصيدة الرؤى فنصّبَهُ شيخاً للرواة، وغنّاه قصيدةً على صوت النوارس والموج المتلعثم بحرية كلماتٍ تقاصرت عنها اللغات والمسافات بين المد والجزر، مختصراً عوالم في البحر تبنيها العصور وتهدمها، لكن يخلّدها الشعر· والشاعر مهندس يتقن تركيب الصورة الشعرية الجديدة، كما رأى الشاعر نايف الرشدان، بينما أشاد د· صلاح فضل بموضوع القصيدة الشعرية بامتياز، كونها تجسد البحر، وتأتيه بشباك بلاغة الشاعر، مستفيدةً من تراث الشعراء السابقين، ومبرزةً رؤية شعرية عميقة في قصيدة جميلة وبلاغة قوية· أما د· علي بن تميم فاعتبر أن القصيدة ترسم البحر بلغة جزلة تستحضر الفينيق والأسطورة في صور رائعة، وأشار د· عبد الملك مرتاض إلى أن جاسم الصحيح له نَفَس شعري عبق، يستعيد امرئ القيس في معلقة العصر، استطاع أن يفلت من النمطية والرتابة كشاعر صنديد وفحل من فحول الشعراء· واعتبر الفنان غسان مسعود أن في قصيدة الشاعر معارضة ورحلة أوزيس، وأنّ البرنامج قد حقق غايته في أن يجعل من الشعر مادةً جماهيرية من خلال تفاعل الجمهور مع الشاعر في أجمل بيتين من قصيدته·''شاعرة النيلين''وأطلت الشاعرة روضة الحاج ببلاغ أنثوي محمّل بتراكمات التجربة العربية وتاريخ البطولات والانكسارات معاً، فاستعادت صلاح الدين وابن العاص، وبكت سرقة أساورها وعقدها وتقييد الجريمة ضد مجهول، في رمزية ذات دلالات خطابية وطنية وقومية، ما اعتبره د· صلاح فضل حيلة ذكية ماكرة وماهرة، اعتمدت السردية الشيقة من منظور أنثوي بالغ الدقة في أسلوبه، من امرأة عربية عرفت كيف تقتحم الصوت الذكوري الطاغي لتقدّم رؤية بالغة التألق في الشعر الحديث، ورأى د· علي بن تميم أن النص يردد لازمة متكررة في لفظة النصيف، وتحميل العقد بدلالات رمزية فيها صوت امرأة نائحة يرسم وجوده في عالم النص الشعري الرائع· أما د· عبد الملك مرتاض فقد أشاد بتوظيف الحلي، وإحالتها إلى وظائف تؤدي وتصارع وتحتج في سردية بديعة اخضرّ بها شعر السودان، وعبق منها الزهر المضمخ من التراث بالأصالة، ومن الوهج بالنضارة· وقال الفنان غسان مسعود: ''إن الشاعرة تبشّر بلغة شعرية إنسانية وحضارية، وإن كانت موجعة، فهي عبقرية''· بينما اعتبر الشاعر نايف الرشدان أنها لا تكتب الشعر مثل غيرها من النساء، وتستدعي التاريخ لتضيف للمعنى دلالات نشطة، إلا أنها تبدو أكثر خصوصية، مطلقاً على الشاعرة لقب ''شاعرة النيلين'' بعد حافظ إبراهيم ''شاعر النيل''·بستان وجدوقرأ الشاعر زاهر أبو حلا قصيدة بعنوان: ''بستان وجد''، حاول أن يقدّم فيها الشعر ''الرؤيوي'' بحسب د· علي بن تميم ذا الأبعاد الصوفية، وإن جاءت معكوسة الاتجاه، بحيث تتحرك قصيدته من الأعلى إلى الأسفل، على خلاف حركة الشعر الصوفي، في ما يشبه الهمس الجميل· وقال د· عبد الملك مرتاض: ''إن الشعر أزهر بالشاعر في النص، لكن الإلقاء كان متعجلاً ومتسرعاً لم يفِ النص حقّه من حيث جماليته وألفاظه الشعرية الشفافة التي تخاطب المرأة بما يناسبها كأنّ الشاعر يريد أسرها''· ورأى الفنان غسان مسعود أنه كان بوسع الشاعر أن ينأى بنفسه عن العجلة في الإلقاء كون علاقته باللغة والفصاحة علاقة مميزة ،بعيداً عن الصوتية التي أوقع نفسه بها· وأشاد الشاعر نايف الرشدان بالنص وبتفوق الشاعر على ذاته فيه، بما ينمّ عن قدرة شعرية وتجربة فنية تقع في التناص مع تجربة شاعر المساء ''خليل مطران''· أما د· صلاح فضل، فقد رأى أن العنوان أنيق، لكن التعبيرات الشعرية فيها شيء من الهشاشة، والنص يحاول أن يبهر ويزهر وهو يستحق ذلك·في الغزل والحب وقرأ الشاعر صلاح الدين الغزال قصيدتين في الغزل والحب وخطاب الشعر الذي يصل بين البشر في اختلاف الدين والعرق واللون، واتفاق المشاعر على الشفافية العاطفية المعبّر عنها شعراً· وأخذ الشاعر نايف الرشدان على الشاعر بعدهُ، وغموضه في بعض الصور، وقربه إلى الخطابية العادية في بعضها الآخر، حيث استخدم صوراً شعرية مبتذلة احتاجت إلى الإتقان والتوظيف مع ما حملته من أخطاء لغوية ونحوية· ورأى د· صلاح فضل في النص تحيراً في التعبير عن معنى محدد ما بين الغدر والحب ولوم النفس وشكوى الدهر، معتبراً أنموذج الحب فيه لا يخلو من الطرافة· وأشار د· عبد الملك مرتاض إلى ما في النص من ذاتية طافحة تشير بـ''ياء'' الملكية إلى المسميات كلها لتعبر عن نرجسية عالية عند الشاعر، وميل إلى التعقيد الذي يكاد يكون ركاكة، ووافقه في رأيه الفنان غسان مسعود الذي اعتبر أن اللغة في النص متحفية والبناء كلاسيكي أتى على حساب الصورة والتجربة·وقد اختارت لجنة التحكيم الشاعرة روضة الحاج لتنتقل إلى المرحلة التالية، وحصل الشاعر ياسر الأطرش والشاعر جاسم الصحيح على أعلى نسبة من لجنة التحكيم، بينما رشّح جمهور المسرح الشاعرين: صلاح الدين الغزال من ليبيا، وزاهر أبو حلا من لبنان·أما بالنسبة لنتائج الحلقة الماضية فقد انصبّ تصويت الجمهور العربي العريض لصالح ترشيح كل من الشاعرين: الوليد الشهري من السعودية، ومحمد ولد الطالب من موريتانيا، للتأهل إلى نهائيات مسابقة ''أمير الشعراء''·وقد شهدت الحلقة حضوراً كبيراً للجاليات العربية ومنها الجاليات: السعودية، السورية، اللبنانية، والليبية، ولفت الانتباه الحضور النسائي السوداني لتشجيع روضة الحاج·  خنساء الإمارات وقرأت الشاعرة زينب عامر قصيدة عميقة النفس والصورة الشعرية في دلالاتها الرمزية التي حمّلتها صورا من يافا والعراق والسندريلا التي لا تتحقق لما في حاضر الشاعرة من صراع وجودي فرضه انتماؤها العربي عليها، فجاءت قصيدتها ممتدةً من رمال الإمارات الذهبية وجبالها برأي د· عبد الملك مرتاض، وجاء صوتها عابقاً بالشعر، وتجربتها عميقةً وغنيةً بالروح العربية الأصيلة في ملحمية مبدعة، ما أهّلها برأيه لاستحقاق لقب ''خنساء الإمارات''· ورأى الفنان غسان مسعود أن الشاعرة وصلت إلى قلوب الناس دون جواز مرور، بقصيدة فيها استخدام رائع للغة تطوّعها الشاعرة لاستنباط مفردات وصور تنبئ عن شاعرة قديرة· أما د· صلاح فضل فرأى أن النص يشعّ ببريق شعرية غنية، وإن كانت الشاعرة تريد البوح وتكتفي باللمح، وتريد الصدق وتختفي وراء التورية في ذكاء شعري يحتسب لها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©