السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إجازة من البريد الإلكتروني

15 يوليو 2007 23:33
هناك أشخاص اعتادوا على مقاطعة الموظفين في عملهم سواء بالاتصال هاتفياً أو المجيء إلى المكتب حتى وصل الأمر بتعطيل العمل من خلال إرسال بريد إلكتروني ورسائل فورية وأخرى نصية تحمل في معظمها أشياء سخيفة يقضي الموظفون وقتاً لقراءة تلك الرسائل غير الضرورية· ولمزيد من الإيضاح تشير صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' اللندنية أن وفرة واستخدام تقنية المعلومات فيما لا يفيد مسألة ضارة بالإنتاجية لأنها تؤدي إلى تشويش الموظف ففي كل مرة تتم المقاطعة قد يحتاج الموظف من 5 إلى 15 دقيقة لاستعادة تركيزه بالكامل والعودة إلى المرحلة التي توقف عندها· وفي دراسة حديثة أجريت في جامعة لندن على مجموعة من المتطوعين تم تقسيمهم إلى فريقين الأول يعمل في بيئة هادئة والثاني يعمل في بيئة يغلب عليها طابع الإزعاج وكثر المقاطعات، وجد أن معامل الذكاء للمتطوعين انخفض لعشر نقاط، إنها مسالة بالغة الخطورة عندما نعلم أن معدل انخفاض معامل الذكاء لمتعاطي الحشيش لا يزيد عادة على خمس نقاط، وتبين الدراسة أن المقاطعة قد تتطور لتصل إلى حالة من الإدمان وذلك لأن الأمر ببساطة يجعل الموظف في حالة رغبة شديدة في أي رسالة إلكترونية أو فورية أو مكالمة هاتفية وما أن يحصل على أي منها حتى يشعر بالراحة والاستقرار ظناً منه أنه أنجز كثيراً قبل أن يستقبل أياً من تلك الرسائل، ولكن الأمر ليس كذلك على المدى البعيد، فالحقيقة أنه كلما زادت المقاطعة ارتفع معدل التشويش ما يؤدي حتمياً إلى قلة التركيز وضعف الإنتاج· ولا يوجد أدنى شك في الدور العظيم الذي يقوم به البريد الإلكتروني والرسائل بكافة أنواعها في تحقيق نمو عالٍ وإنتاجية كبيرة ولكن لا يمكن الوصول إلى هذا من دون ضبط هذه التكنولوجيا كغلق المنبه التلقائي للبريد الإلكتروني من على الجهاز والاكتفاء بتفقده يدوياً، كما أنه من الرائع تخصيص وقت معين ساعة مثلاً في إنجاز مهمة ما والتركيز عليها بشدة في هذه الفترة لحين الانتهاء منها كلية· وأخيراً وليس آخراً ينصح بأخذ إجازة إلكترونية تتراوح مدتها حسب ما يقرره الموظف وخلالها يتم الابتعاد تماماً عن الإنترنت والاكتفاء بالهاتف والبريد الصوتي، وفي هذا السياق يوضح كاتب المقال أن الرسالة الإلكترونية في السابق قد تحمل أهمية كبيرة للمتلقي ولكن اليوم إذا لم يعرفك المتلقي شخصياً فقد يهمل الرسالة بل ويلغيها من دون النظر حتى إلى محتواها، وهنا تأتي أهمية الهاتف الذي قد يكون أكثر فعالية ونجاحاً في لفت الانتباه من الرسائل الإلكترونية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©