الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إغلاق يونجبيون والبحث عن الاستقرار في شمال شرق آسيا

إغلاق يونجبيون والبحث عن الاستقرار في شمال شرق آسيا
16 يوليو 2007 00:40
بعد أربع سنوات من المفاوضات المتقطعة، أعلنت كوريا الشمالية أنها شرعت في إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي يوم السبت، وذلك بعيد تسلُّمِها أول شحنة مساعدات من النفط· وفي حال أكد مفتشو الأمم المتحدة هذا الإغلاق، فإنه سيشكل أول خطوة ملموسة في إطار البرنامج الذي اتُّفق عليه في فبراير المنصرم، أملاً في تفكيك برنامج أسلحة كوريا الشمالية النووية مقابل الوقود ومساعدات اقتصادية أخرى واعتراف دبلوماسي متزايد· وإضافة إلى ذلك، شكل هذا الإغلاق أول إنجاز عملي للمحادثات سداسية الأطراف، التي لم تكن تحرز تقدماً كبيراً منذ ·2003 ومن المرجح أن تستأنف هذه المحادثات - التي تشارك فيها الكوريتان وروسيا واليابان والولايات المتحدة والصين- الأسبوع المقبل في العاصمة الصينية بكين تأكيداً على تصميم الأطراف على تنفيذ بقية اتفاق فبراير، وجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي· وفي هذا الإطار، يرى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ''شين ماكورماك'': ''إننا نرحب بهذا التطور، ونتطلع إلى تحقق فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الإغلاق ومراقبته''، في إشارة إلى المفتشين الأمميين العشرة الذين سافروا إلى كوريا الشمالية أول من أمس السبت· بالمقابل، حذر مساعد وزيرة الخارجية وكبير المفاوضين الأميركيين، ''كريستوفر هيل''، الصحافيين في اليابان، التي زارها تمهيدا للمحادثات المزمع استئنافها قريباً، من أن التقدم نحو نزع التسلح النووي قد يكون صعباً صعوبة السنوات الأربع السابقة من المحادثات· وفي هذا السياق، يتساءل بعض المحللين الآسيويين والأميركيين، بالنظر إلى سجل كوريا الشمالية الذي تميز بالانسحاب من المحادثات عدة مرات وفترات توتر طويلة، حول ما إن كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل قد اتخذ حقا القرار الاستراتيجي المتمثل في التخلي عن الأسلحة النووية بعد سنوات كثيرة من تطويرها· هذا وتنص الخطوات المقبلة، مثلما ورد في الاتفاق، على أن تُعطل كوريا الشمالية بشكل دائم مفاعلها النووي، وهو منشأة للبلوتونيوم في يونجبيون، التي تبعد عن العاصمة بيونج يانج بنحو 60 ميلاً، والكشف عن نطاق الأسلحة النووية، ومصانع المعالجة النووية، والمواد النووية المخزَّنة التي جمعتها· كما يشمل هذا الأمر جرداً لأي جهود لتخصيب اليورانيوم، وهو ما تنفيه كوريا الشمالية في حين تقول إدارة بوش إنه كان جزءاً من البحث النووي الذي كانت تقوم به بيونج يانج· إلى ذلك، تفيد تقديرات الاستخبارات الأميركية بأن كوريا الشمالية استخلصت ما يكفي من البلوتونيوم من منشأة يونجبيون لبناء ما قد يصل إلى اثنتي عشرة قنبلة، وإنْ كان من غير المعلوم عدد الأسلحة التي صنعها جيش الدولة الستالينية الانعزالية· ومما يذكر هنا أن كوريا الشمالية أعلنت في أكتوبر المنصرم، حين كانت المحادثات متعثرة مرة أخرى، أنها أجرت أول اختبار نووي تحت الأرض، وينبغي بالتالي اعتبارها قوة نووية· الواقع أن حكومة ''كيم'' ركزت معظم قوتها على الجيش، ويوصف امتلاك أسلحة نووية في البروباجاندا الكورية الشمالية باعتباره مسألة فخر وطني· غير أن فكرة وجود أسلحة نووية بين يدي ''كيم'' ومساعديه تقلق كثيرا جيرانه الآسيويين، ومنهم الصين، وهو ما يفسر استمرارهم ومثابرتهم في المحادثات سداسية الأطراف على الرغم من التأخرات المتكررة للدبلوماسيين الكوريين الشماليين والتغيرات المفاجئة في مواقفهم· فقرار كوريا الشمالية بالمضي قدما في إغلاق مفاعل يونجبيون، على سبيل المثال، لم يتأتَّ سوى بعد سنتين تقريباً من الشد والجذب حول نحو 25 مليون دولار من الودائع الكورية الشمالية المجمدة في أحد بنوك ماكاو· وكانت هذه الودائع قد جُمدت بسبب اتهامات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في سبتمبر 2005 بأنها أموال مكتسبة عن طريق غسل الأموال والتزييف· إلا أنه بعد أشهرٍ من التشديد على أن اتهامات الخزينة الأميركية مسألة تتعلق بفرض القانون ولا علاقة لها بالمحادثات النووية، غيَّرت إدارة بوش مواقفها في الأخير ووعدت بالعمل على تحرير الودائع الكورية، ما أدى لاحقاً إلى اتفاق فبراير التاريخي· غير أن شهوراأخرى مرت قبل أن يتسلم الكوريون الشماليون هذه الأموال بسبب بحث ''هيل'' عن نظام بنكي لنقل الأموال الموصومة· وفي الأخير، نُقلت الأموال من ماكاو عبر البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى النظام المصرفي الروسي، ومن ثم إلى الحسابات البنكية الكورية الشمالية في بنك تجاري روسي بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية· إلى ذلك، يقترح دبلوماسيون من الدول الست تطوير المحادثات النووية الكورية الشمالية، في حال نجاحها، إلى منتدى دائم للتعاون الأمني في منطقة شرق آسيا، وهو ما من شأنه أن يقرِّب كوريا الشمالية أكثر من جيرانها· غير أنهم يقرون، مثلما فعل هيل في اليابان، بأن طريقا طويلاً وشاقا أمامهم قبل أن يصبح ذلك ممكنا· والواقع أنه بالرغم من الترحيب الذي لقيه إعلان السبت، إلا أنه يُرجع المشهد في شرق آسيا إلى ما كان عليه الحال في ،2002 عندما تم تعليق العمليات في مفاعل يونجبيون في إطار اتفاق سابق تم التوصل إليه في 1994 في عهد إدارة كلينتون· بيد أن الدبلوماسيين الأميركيين قالوا في 2002 إن مندوبي كوريا الشمالية اعترفوا لهم بوجود برنامج سري لتخصيب اليورانيوم -وهو أمر ما فتئت بيونج يانج تنفيه بشدة منذ ذلك الوقت· وكان من تداعياته أن أوقفت إدارة بوش الشحنات النفطية التي كانت جزءا من اتفاق 1994؛ في حين طردت كوريا الشمالية مفتشي الأسلحة الأمميين، وانسحبت من اتفاقية حظر الانتشار النووي، واستأنفت نشاط منشأة يونجبيون· مراسل ''واشنطن بوست'' في بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©