لقي 43 شخصا على الأقل بينهم 26 من افراد الأمن مصرعهم وأصيب تسعون آخرون بجروح أمس في تفجيرين انتحاريين ولغم ارضي في منطقة ماتا قرب مدينة سوات باقليم الحدود الشمالي الغربي في باكستان، مما عزز المخاوف من حصول اعتداءات انتقامية بعد الهجوم على المسجد الاحمر· فيما أكدت واشنطن دعمها الكامل للرئيس الباكستاني برويز مشرف بعد اعلان متطرفين متشددين موالين لـ''طالبان'' نبذهم اتفاق سلام ابرموه مع حكومة اسلام اباد في ·2006
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال وحيد أرشاد ان''مهاجمين انتحاريين اقتحما قافلة عسكرية بسيارتيهما المليئتين بالمتفجرات عند محطة انتطار حافلات في بلدة ماتا بمنطقة سوات فيما انفجر لغم ارضي في نفس الوقت مما اسفر عن مصرع 11 جنديا''· ولقي اربعة مدنيين بينهم ثلاثة من اسرة واحدة حتفهم في الهجوم عندما دمرت الانفجارات منزلين والحقت اضرارا باربعة منازل اخرى· وتم العثور على جثتين متفحمتين للمهاجمين الانتحاريين المشتبه فيهم في مسرح الحادث، واسفرت هذه العملية ايضا عن جرح 40 آخرين·
وفي حادث اخر نسف مهاجم انتحاري نفسه عند مركز تجنيد تابع للشرطة في منطقة ديرة اسماعيل خان في الاقليم الشمالي الغربي الحدودي الباكستاني فقتل معه ·26 شخصا على الاقل بينهم 15 شرطيا وعبر الضابط الطبيب وحيد احسان عن خشيته من احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة حالة كثير المصابين البالغ عددهم خمسين شخصا''· ولم يستبعد ارشاد ان يكون اعتداء أمس وقع ردا على الهجوم الذي شنه الجيش الاربعاء على المسجد الاحمر الاصولي في اسلام اباد، وقال ارشاد ''ان ناشطي المسجد الاحمر كانوا يقيمون علاقات مع المناطق القبلية وشمال غرب البلاد، وبالتالي، فان ذلك ممكن''· من جهة اخرى، قالت وزارة الداخلية انه تم العثور على جثث عشرة اجانب لم تحدد هوية اصحابها وسبعة اطفال تحت انقاض موقع للمتشددين، بحسب الصحافة الرسمية الباكستانية·
فيما هدد قائد في حركة ''طالبان'' عرف عن نفسه بانه فرهد، بشن ''حرب عصابات'' ضد الجيش الباكستاني في المنطقة القبلية في حال لم يعمل على اخلاء مواقعه الحدودية التي استحدثها الاسبوع الماضي· وصرح افتاب شيرباو وزير الداخلية لقناة ''جيو'' الاخبارية انه يمكن ربط تلك التفجيرات بالعملية الأمنية ضد المتشددين الذين تحصنوا فى المسجد الأحمر ، وقال ان هناك تعزيزات امنية جارية فى الاقليم ومع ذلك يكون من الصعب منع انتحارى من تنفيذ هجومه''·
من جهتها اكدت الحكومة الاميركية أمس دعمها الكامل للرئيس الباكستاني برويز مشرف، بعد اعلان متطرفين اسلاميين موالين لـ''طالبان'' نبذهم اتفاق سلام ابرموه مع حكومة اسلام اباد في العام الماضي· واعتبر مستشار الرئيس الاميركي جورج بوش للامن القومي ستيفن هادلي ان الاتفاق الذي أبرمته السنة الماضية باكستان مع متطرفين اسلاميين موالين لـ''طالبان'' في المنطقة القبلية الحدودية مع افغانستان لم ينجح· وصرح هادلي لقناة فوكس نيوز ان ''الرئيس مشرف يدرك ذلك ونحن ايضا، وهو يتخذ اجراءات لاعادة نشر قوات في المنطقة''· واضاف هادلي ان ''ذلك مثير للقلق وهناك تجمع لطالبان وتدريبات''، معتبرا ان تحرك الرئيس الباكستاني ضد المتطرفين في المنطقة الحدودية ''لم يتبين بعد في الوقت الراهن انه مناسب''، لكنه قال ان الرئيس الباكستاني ''سيذهب الى ابعد من ذلك، اننا ندعوه الى المضي قدما ونقدم له الدعم الكامل لما يعتزم القيام به''·
واعلن متشددون موالون لحركة ''طالبان'' في بيان نشر في ميرانشاه أمس انهم ينبذون اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية· وقال مجلس شورى ''طالبان'' فى منشورات تم توزيعها فى المنطقة ''هدفنا الرئيسى من التوقيع على الاتفاق يتمثل فى تحقيق سلامة وحماية ارواح وممتلكات شعبنا ولكن القوات الحكومية واصلت الهجمات ضد طالبان وقتلت العديد من الاشخاص''· وتعهد أنصار (المسجد الاحمر) وبينهم أعضاء في منظمة ''تطبيق شريعة محمد'' المحظورة في منطقة سوات بالانتقام من الاقتحام الذي راح ضحيته مئات الاشخاص·
عدد اليوم
