الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفل المتميز محمد: تبرعت بجائزتي لعمل الخير

الطفل المتميز محمد: تبرعت بجائزتي لعمل الخير
16 يوليو 2007 01:59
كانت فرحة محمد في ذلك اليوم الذي قصدنا فيه منزل أسرته، أشبه بمدينته العين ، الخضراء الجميلة التي تزغرد البهجة في محياها، ويلمع الذهب حول هالة شمسها، ويبتسم النسيم مداعباً الأشجار الراقصة لهبوبه· انتظرنا في الحي قبالة الفيلا التي يقطنها وأسرته، بعد أن أرشد زميلنا ربحي سعد عبر الهاتف إلى موقعها··· وكعادته في التفوق، سبق أقرانه في الركض إلينا، واستقبلنا بحفاوة، معرفاً لنا نفسه، وقادنا على الرحب والسعة إلى داخل البيت· حلوٌ وأحلى توسطت المجلس طاولة أنيقة، توزعت على سطحها أصناف عدة من الحلوى، منها محلي ومنها عربي وغربي·· فاقتها أناقة وبزتها في (الحَلى)، صور جائزته وسجلات الشرف وإبداعاته ونتاج أنشطته المتعددة، التي شمخت على طاولة أخرى بانتظار عين الكاميرا· رغب بالتقاط الصور لها قبل بدء حوارنا معه، لأنها كما قال: إنجازاته الحلوة· بعد أن أطلعنا على شهادات تقدير حصل عليها، أخبرنا أنه من مواليد 19/1/،1995 في الصف السادس، متفوق دراســـــياً، ويعدّ طالباً نموذجياً في مدرسة التميز النموذجية وأحد الطلاب المتميزين دائماً على صعيد الدولة منذ 6 أعوام· بداية الألف ميل التربوية المتميزة في مجال التعليم، ورجل الأمن الساهر على أمان الناس، لم تحل مهامهما الجسيمة واهتمامهما بالآخر، من اهتمامهما بالبيت وبابنهما، إيماناً منهما بأن البيت هو مجتــــــمع صغير، يشكّل النواة الصالحة لمجتمع كبير· فالسجل المشرّف الحافل للسيدة والدة محمد دوّن حروفه في دفاتر الابن، وانعكس على سجله المدرسي· والنجوم التي زينت كتف والده المقدم حميد، تلألأت في دراسة الابن الابتدائية، وأضاءت سبل نجاحه وتفوقه، هو وإخوته· وبدورهما ينتمي الوالدان إلى عائلتين معظم أفرادها بارزون في مجالات علمية كالطب والهندسة والتعليم والشرطة والجيش والاقتصاد والرياضة، وميادين أخرى تُعنى بالثقافة والإبداع، لذا لا غرابة أن يكون الطالب محمد سليل هاتين العائلتين، متميزاً متفوقاً، طالما نهل علومه ومعارفه من منبع صالح معطاء· كان ذلك العامل الأساس والخطوة الأولى التي انطلق منها محمد في نشأته، نحو التفوق، خاصة وأنه يتمتع مع أشقائه الأربعة (3 صبيان وبنت) بحب العلم والمذاكرة· بين الحلم والطموح التفوق الدراسي كل عام، كان مؤشراً كافياً ليخوض محمد تجربة نيل جائزة الشارقة خاصة وأنه يحظى بتشجيع الأهل ودعمهم المتواصل له، ومتابعة دروسه وتقدمه أو تأخره في مادة دون غيرها، وتقديم الحلول والدورات الكفيلة بإحراز تفوق فيها، بحيث صار حديث الأسرة التعليمية والزملاء في مدرسته، وبات نجماً يشار إليه بالبنان، وكلما جاءت نتائجه عالية ومتقدمة، كلما ازداد طلباً للعلم، وتواضعاً وحباً لأقرانه··· لأنه يرى أن التفوق العلمي دون أخلاقيات حميدة وسلوكيات إيجابية، يظل ناقصاً، وهذا ما دفع كل من حوله في المدرسة والبيت والنوادي التي يشارك في عضويتها، أن يقترحوا عليه التقدم لجائزة الشارقة، خاصة أستاذه سعد عبد الحكيم الذي تفاءل بنتائج مشاركاته وفوزه في المسابقات والفعاليات المتعددة للمنطقة التعليمية· كان حلمه أن ينال الجائزة··· لكنه سرعان ما استبدل الحلم المداعب بالطموح الجاد، متسلحاً بالإصرار والإرادة، فجمع كل أوراقه الأدبية وأعماله الفنية وإبداعاته المتنوعة، وكذلك جمع صوراً عن أنشطته الاجتماعية الخدمية، إلى جانب سجلات علاماته وتفوقه خلال المرحلة الابتدائية، وتقدم بها على طبق الحلم والطموح، راجياً أن يحظى جهده الطويل بالتقدير· جائزة معنوية ومادية رن الجرس في قلب محمد، قبل أن يرن في أرجاء المجلس، لأنه حمل بشارة فوزه بجائزة الشارقة للتفوق التربوي على صعيد الدولة في دورة هذا العام· وتمت دعوته إلى الشارقة لتستقبله اللجنة وتبارك له تميزه، فسلمه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، جائزة تميزه مرفقة بأربعة آلاف درهم قيمة الجائزة· سيطرت عليه في تلك اللحظات -كما وصف لنا- مشاعر الفرح والفخر، ولم تفارقه ملامح والديه وأخوته الذين سهروا على تعليمه وشجعوه وأوصلوه إلى مرحلة التفوق، ولا ملامح أساتذته وإدارة مدرسته التي شجعته طيلة سنوات، كانوا جميعاً شركاء معه في تلك اللحظات التي لم يستأثر بها وحده· ومن هنا كانت فرحته فرحة عامة لكل مدينته التي فرح أهلها بالخبر وباركوا له وتوقعوا المزيد من النجاحات والجوائز· هذا كله، يشجعه الآن على التقدم مجدداً إلى جائزة حمدان بن راشد في دورتها القادمة، آملاً وساعياً إلى بلوغها· تفوق إنساني تلازم مسار التفوق الدراسي لدى محمد مع المسار الإنساني··· هذا ما تقوله أنشطته الاجتماعية - الإنسانية، فقد ساهم في فعاليات خدمية تتصل بجمعيات النفع العام، كتصميمه ملصقا خاصا بيوم اليتيم، وتنفيذ صندوق تبرعات جمع خلاله المال من مصروفه الشخصي وأسرته وأقاربه، وتبرع به للهلال الأحمر، وقيامه بزيارات أخوية إلى مراكز تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، والتوحد، والمسنين، والمشاركة في تقديم كسوة العيد أو إفطار رمضان، وغير ذلك من فعاليات تشير إلى تفوقه الإنساني· إلى ذلك، تبرع بنصف قيمة جائزته التي حصل عليها من لجنة جائزة الشارقة إلى جهة خيرية· مواهب وبرامج بالجملة إلى جانب حبه للعلم والمذاكرة، يتمتع محمد بمواهب عدة، في الكتابة والرسم والأعمال اليدوية، إضافة إلى أنشطة أخرى في مجالات الفن كالتمثيل، وأيضاً علوم الكمبيوتر، ورياضة الكاراتيه التي تعلم من خلالها أسس الدفاع عن النفس وحصل على الأحزمة (الأصفر، الأخضر، الأزرق) والرياضة التراثية كركوب الخيل وتربية وصيد الصقور، من خلال عضويته في نادي الهيلي ووصل فيها إلى مراحل متقدمة· وها هو يستعد الآن للمشاركة في صيف التحدي عبر مشروع تتبناه منطقة أبوظبي التعليمية، من خلال اطلاقها دورات متعددة في التصوير الفوتوغرافي والفنون والكمبيوتر واللغات··· وسيشاركه شقيقه الأكبر سعيد (صف ثامن) المتفوق دراسياً بخاصة في الرياضيات، والموهوب في برامج الكمبيوتر والرياضات التراثية، ويشكّل مثلاً طيباً وداعماً له، يواظب على نصحه وتشجيعه· مسك الختام محمد الجميل، الذي يتوقع أنه سيكون ذات يوم مهندساً معمارياً لأنه يحب فنون الرسم والتشكيل والبناء، ومتأثر بالنهضة العمرانية التي قادها الوالد زايد، أخبرنا أن هذه ليست كل برامجه لهذا الصيف! إنه يساهم في بناء ذاته روحياً لذا وبعد انتهاء تلك الأنشطة والبرامج التدريبية والترفيهية، تنتظره دورة أو دروس حفظ القرآن الكريم، على يد إمام سيقوم بتدريسه هو وإخوته، منزلياً -في شهر أغسطس- بعض علوم القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الدين أول العلوم والأخلاق، ومسك ختام صيفه الحافل بالتفوق والتميز·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©