الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيف··· موسم طفشان الأزواج من حصار الزوجات

الصيف··· موسم طفشان الأزواج من حصار الزوجات
16 يوليو 2007 02:01
مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ترتفع درجة حرارة الزوجات أيضاً، فالصيف بالنسبة إلى الكثيرات يعني سفر الأزواج بمفردهم أو بالأحرى هروبهم بحجة السياحة ، تاركين خلفهم زوجات غالباً ما يرضين بالأمر الواقع، ويقبلن بسفر الزوج على مضض، ويبتلعن ما يشعرن به من الحسرة والخوف والقهر والقلق من الزوج وعليه، ذلك أن سفره بمفرده يفتح المجال واسعاً للوساوس لـ تلعب بعقل الزوجة كما تشاء، وللتخيلات تذهب بها شمالاً و يميناً فتارةً يخطر على بالها احتمال زواجه بأخرى، وتارةً ثانيةً إصابته بمكروه أو عرض ما، وإلى ما هنالك من الأفكار السوداء التي لا تنتهي· أما الأخريات من اللاتي يرفضن سفر الزوج بمفرده فيرفعن راية عدم الاستسلام، ويحاولن قدر الإمكان رفض الفكرة وإلغاء السفر لأنهن سمعن الكثير مما يفعله بعض الأزواج بزوجاتهم، فما أن يضع قدمه في الطائرة حتى ينسى عائلته، وقد يصل به الأمر أن ينسى رفيقة دربه من أجل التمتع وحده بالرحلــــة، بل ربما يقطع كل صلة تُذكره بحياته فيغلق هاتفه طوال فترة بقائه في الخارج، وإن اتصل بزوجته فالعذر جاهز لم أجد خط أو الإرسال ضعيف وغيرها من الأعذار التي لا يصدقها أحد· هذا الوضع قد يشكل لدى الكثير من الزوجات ضغطاً نفسياً وربما يترك صداه على العلاقة الزوجية، في هذا التحقيق نستمع إلى شكوى الزوجات اللاتي رضين بالأمر الواقع، وللأخريات اللاتي أعلن الحرب على الأزواج· شفيقة علي أكدت لها تجربتها الشخصية أن هروب الأزواج إلى الخارج بغرض السياحة هو سبب مفتعل وواه· وتقول شفيقة: في بداية زواجي وقبل إنجاب أبنائي كنت أسافر مع زوجي كل صيف للسياحة، وقضاء الإجازة الصيفية بكل سعادة· ولكن السعادة لم تدم طويلاً فبمجرد أن أنجبت ابني الأول صار زوجي يسافر وحده، أو مع شلة من أصدقائه إلى بعض الدول الأوروبية، بينما أجلس في البيت إلى حين عودته، وهو يتمتع بإجازته، وإن سألته أو تفوهت بكلمة واحدة عن إمكانية تأخره أو موعد عودته يهددني بأنه لن يأتي أو سيتأخر في العودة، وفي بعض الأحيان يغلق الهاتف لعدة أيام قد تتعدى أسبوعاً أو أكثر، بينما ننتظر نحن قدومه على أحر من الجمر، حتى أنه في بعض الأحيان يطلب مني أن أرسل له مالاً إضافياً لأن المال الذي لديه صرفه ولا أعرف في ماذا؟· وتتابع حديثها وقد ارتسمت على وجهها تعابير الغيظ: كلما أسأل زوجي بعد عودته من رحلته يطنشني ولا يرد عليَّ ، وإن فعل يقول لي عبارته التي تستفزني كثيراً: هذا مو شغلك ، حتى أنني من كثرة سفرياته بت أكره أن يلمسني، وما أدراني فقد يأتي من تلك الدول وهو مصاب بمرض أو التهابات جلدية أو داخلية· ما يسرّ النظر وعلى الطرف الآخر، تشكو عبير عبد الرحمن فتقول: اعتاد زوجي على السفر وحده عدة مرات إلى دول شرق آسيا، تلك البلاد المرغوبة عند كثير من الأزواج لما فيها مما يسر النظر !، وزوجي لا يرى غضاضة في ذلك، بل ويعتقد أن سفره وحده حق من حقوقه الشرعية، فيكفي على حد قوله انه معنا طوال أحد عشر شهرًا ، وان مجرد غيابه أسبوعين أو أكثر لا يؤثر على علاقتنا الزوجية· وتضيف بغيظ: من كثرة سفره وحده، كثيراً ما أسأله السؤال نفسه كل سنة: لماذا لا يكون لنا نصيب أنا وأطفالي في السفر معك؟· ليأتي رده غاضباً: السفر للرجال فقط! أما نحن، فالأفضل لنا الجلوس في البيت وانتظاره إلى حين عودته، لقد أصبح الوضع لا يطاق فبعد عناء سنة كاملة من العمل والسنة الدراسية للأبناء لا يجد أبنائي متنفساً للسفر إلى الخارج ولو بضعة أيام أو ليال· هدنة زوجية الهروب من المسؤولية والرغبة في الحصول على هدنة أو فترة راحة من المشكلات الزوجية التي تنشب طوال السنة نتيجة ضغوط العمل ومتطلبات الأبناء والزوجة، هو السبب في سفر الزوج بمفرده من وجهة نظر نجلاء محمود التي تعتقد أن بعض الزوجات لديهن تعلق عاطفي زيادة عن اللزوم يشكل في بعض الأحيان نوعاً من الحصار العاطفي، فيشعر الزوج بالضيق و يجد أن السفر بمفرده هو الوسيلة الوحيدة للفرار من السجن الذي يطبق على أنفاسه· مثل هؤلاء الأزواج كثيرون ويجدون أن السفر بمفردهم هو أسهل طريقة للخلاص من الزوجة· عادة حسن عبد الرحيم رجل معتاد على السفر كثيراً، يشعر بطعم الرحلة حين يسافر وحده· حاولت زوجته مراراً أن تغير من سلوكه الذي اعتاد عليه قبل زواجه، إلا أن مخططاتها ومحاولاتها باءت بالفشل، فهو يعتقد أن من حقه أن تكون له حياة خارج نطاق العائلة، وأنه ليس من حق زوجته أن تتدخل في مسألة سفره، والزوجة التي تبحث عن سعادة زوجها بإمكانها أن تعتاد على ذلك وألا تشعر بالضيق والضجر من سفره وحده· وينفي حسن تهمة أن الأزواج يسافرون لارتكاب المحرمات، ورؤية الفتيات أو ممارسة الفساد الأخلاقي، وعن نفسه يؤكد لو أنه أراد فعل المحرمات، فإنه يستطيع أن يقوم بهذا في أي مكان· متعة فردية ويختلف خالد كرم مع الآراء السابقة، فهو يعتقد أن سفر الزوج بمفرده من غير أسرته يهدد تماسك العائلة؛ لأن الرجل الذي يصول ويجول في سفرياته وحده، هدفه إمتاع نفسه، وان كان على حساب زوجتة وأبنائه· وغالباً ما يكون العذر أنه لا يتمتع بالسفر إلا إذا كان وحده، ولو كانت الأسرة معه لم فعل كذا وكذا، فالعائلة ستضيق عليه الخناق بالتجول من مكان إلى آخر، ناهيك عن الأسواق، وما تجره تلك الجولة من استنزاف للمال، أضف إلى ذلك المصاريف الكثيرة، فالغداء في حديقة ما، والعشاء في فندق خمس نجوم، وكل هذه التكلفة يمكنه أن يختصرها بذهابه منفرداً دون أن ينغص عليه أحد أو يرهق ميزانيته · كسر الروتين ويرى محمد دياب عبد النعيم أن سفر الأزواج بمفردهم هو هروب من الحياة الزوجية، وهذا الأمر مشكلة تعاني منها كثير من الزوجات· ويضيف: في كثير من الأحيان يعاني الزوج رتابة الحياة الزوجية، ويرغب في تغيير جو المنزل، فيجد في السفر مع أصدقائه أو بمفرده أفضل طريقه للهروب والابتعاد عن الزوجة والأسرة، وهذا أمر طبيعي وهو أسلوب لتغيير رتابة العلاقة الزوجية وكسر الروتين عن طريق الحصول على قسط من الاستجمام والابتعاد عن جو المشاحنات والخلافات في المنزل· ويؤكد محمد أن سفر الزوج في الصيف بمفرده قد يجدد العلاقة الزوجية في حال كانت بين الزوجين مشكلات مستمرة؛ لأن البعد قد يزيد الشوق واللهفة والمحبة لدى الطرفين،· أما ما هو غير طبيعي في سفر الزوج وحده وقضاء فترة طويلة، فهو عدم الاتصال أو الاطمئنان على العائلة، مما يثير شكوك الزوجة· وهناك بالفعل بعض الأزواج يفعلون ذلك وهم في الجانب الآخر منغمسون في علاقات نسائية، وهذا هو المرفوض· رأي الطب النفسي: إنها أنانية الأزواج إذا كانت هذه وجهه نظر الأزواج والزوجات ، فما تعليق الطب النفسي على هروب الأزواج في الصيف إلى الخارج من أجل السياحة كما يدعي البعض، وما تأثير ذلك على الحياة الزوجية؟ يشير الدكتور مدحت الصباحي (أخصائي طب نفسي) إلى أن سفر الزوج بغرض السياحة يؤثر بالتأكيد على العلاقة الزوجية، فالحياة الأسرية بالمفهوم الصحيح هي المشاركة في كل شيء، فكيف بالسياحة التي تعتبر من الاحتياجات الضرورية للأسرة ومتنفساً للزوجة والأولاد بعد عام من العمل والمسؤوليات· إن سفر الزوج الفردي هو نوع من الأنانية عند الزوج، ويخلق شعوراً بالعزلة عند الزوجة والأبناء، ولا شك في أن لهذا السلوك تأثيرات نفسية واجتماعية تؤثر على توازن الأسرة · ويضيف: السفر للخارج نوعان: إما للعمل أو للمتعة، وهذا الأخير مزاج لدى بعض الرجال، يدعون انه للسياحة ويخلقون له أعذاراً واهية وأكاذيب لا تنطلي على الزوجة، فنحن نعرف أن هذه النوعية من الأزواج غرضها في المقام الأول هو التخلي عن المسؤولية والبحث عن المتعة المحرمة، والانغماس في الشهوات، و هذا التصرف يؤثر حتماً على العلاقة الزوجية، وتصبح الطامة أكبر إذا قام الرجل دون وعي منه بممارسة حقه الشرعي بعد عودته من السفر، وحدث - لا سمح الله- أن أصيبت الزوجة بمرض عضال، أو التهابات بمختلف أنواعها، هنا تحدث المصيبة، لأن ثقتها في زوجها تنهار ، وبدلاً من أن يكون مصدر طمأنينة وسكينة يصبح بالنسبة إليها مصدر قلق وخوف، لذلك لا بد من توعية الأزواج بأهمية السفر مع العائلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©