الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجمع الثقافي يبهر الأجانب بعروض حقيقية

المجمع الثقافي يبهر الأجانب بعروض حقيقية
4 ابريل 2009 00:53
لايعرف الزائر أنَّ بين تلك الجدران والحواجز الحديدية التي تحيط بمبنى المجمع الثقافي الذي يعود تاريخ إنشائه الى مطلع الثمانينيات، انه لا يزال هناك مبنى ينبض بالحياة والثقافة والتاريخ والتراث. تركن سيارتك في المواقف المخصصة امام البوابة الرئيسية، فيدهشك ان ترى حافلة محملة بالسياح تغادر البوابة، واخرى تفتح ابوابها ليترجل ركابها الذين قد يصل عددهم الى اربعين او اكثر. ثمة رجل يتقدم الفوج حاملاً لافتة كتب عليها رقم 4 يتمتم بكلمات بلهجة غريبة غير مفهومة، لكنها مفهومة بالنسبة للسياح الالمان، تعرف انه مرشد سياحي يعمل لدى هيئة أبوظبي للسياحة. يقول محمد حسين (مصري 40 عاما): «هذه هي المحطة الاخيرة ضمن جولتنا السياحية لهذا اليوم في قلب أبوظبي». تقدمت نحوه، وفيما كنت اتحدث اليه لاستئذانه لمرافقتهم، كان السواح يلتقطون الصور التذكارية، تاركين المجمع خلف ظهورهم، وطلبت مجموعة من السائحات ان اسمح لهن بالتقاط الصور برفقتي، حرصن فيها على الجمع في كادرها صورتي وصورة قصر الحصن الذي يقبع في زاوية من المجمع وصورة الابراج الزجاجية التي تقف شاهقة خلف اسوار المجمع. يعمل حسين كمرشد سياحي منذ عشر سنوات، وقد درس تاريخ وتراث الامارات في هيئة ابوظبي للسياحة، تحدث وهو يقود الفوج الى داخل المجمع الثقافي الذي يعرف اليوم باسم هيئة ابوظبي للثقافة، عن تاريخ انشاء هذا المكان، وتاريخ قصر الحصن. عندما وصلنا الى الطابق الاول من المجمع حيث عبرنا بمجموعة من الادوات التقليدية، قال: «لا شيء يبهر السواح اكثر من زيارتهم لقسم المشغولات اليدوية التراثية». في زاوية اخرى جلست رايسا هتسبيرغ (المانية 29 عاماً) تمد يدها امام فتاة اماراتية في العشرين من عمرها تقريباً تنقش الحناء للزائرات، جعلت بقية السائحات يهرعن اليها وفي لحظات كان هناك صف طويل منهن ينتظرن ان يحظين بشيء من الحناء التقليدية. تتفاخر رايسا بنقش الحناء امام صديقاتها اللاتي ينتظرن في الصف، تقول: «ستحب جدتي هذه النقوش عندما تراها وكذلك صديقاتي». ويقف حسين مناديا على فوجه رافعا لافتته ذات الرقم 4، يحاول تجميع بقية اعضاء الوفد للانطلاق الى اقسام اخرى من المجمع، ويقول: «يستغرق هذا القسم معظم وقت الزيارة التي تعتبر مثل الاستراحة بين بقية المواقع السياحية، حيث يجد السياح ضالتهم فهم يكتشفون الشعب الاماراتي، هذا هو المكان الوحيد الذي يرون فيه اماراتيين او اماراتيات يقمن بمشغولات يدوية او يحضرن مأكولات شعبية». ولا يخفي جان بيرنارد (سائح فرنسي 50 عاما) انبهاره بالامارات، وكيف تحولت الى مركز اقتصادي عالمي ينافس الدول المتقدمة على القمة، متحولة من مجرد صحراء قاحلة، لا يعيش فيها سوى الجمال والبدو الى مدينة عصرية متقدمة. أما روديلا (سائحة ايطالية 42 عاماً) فتعبر عن انبهارها بالمرأة الاماراتية، تقول: «أعجبني في المرأة الإماراتية احتفاظها بهويتها ولباسها التقليدي، حتى وهي تعمل في مختلف المجالات، وهو ما لم يتعارض مع كونها عصرية وتحافظ على اناقتها». ويستمتع حسين بعمله الذي يعتبره تسلية اكثر من مجرد وظيفة، ويقول: «يمكنني عملي هذا من اكتساب اصدقاء من جنسيات مختلفة». وهو يحرص على معاملتهم بخفة دم كانت واضحة وكأنهم اصدقاؤه، يقول: «يبدأ عملي مع الوفود منذ وصولهم الى الفندق الذين يقيمون فيه وأرافقهم واحرص على راحتهم وتلبية طلباتهم». ويعتقد حسين ان المجمع الثقافي هو المكان الذي يفضله السواح، لانه يوفر لهم مشاهد حية من تراث الامارات وليس مجرد مجسمات بعكس بقية الاماكن التي تقدم شيئا عن التراث. في الطابق الثاني تعرض شجرة عائلة الشيخ زايد «رحمه الله»، ومقتنيات تقليدية اخرى، وفي زاوية وضع مجسم ضخم يوضح ابوظبي القديمة عرض داخل اطار زجاجي جذب الزوار وعدسات كاميراتهم. تركت الفوج السياحي وهبطت الى الطابق الارضي، حيث تتخذ سارة شكر (منسقة مشاريع في هيئة الثقافة) مقراً لمكتبها الذي تغرق فيه في العمل المتواصل، ترد على هاتف مكتبها الذي لا يتوقف عن الرنين، تنظم الزيارات لافواج سياحية وتعليمية لا تتوقف على مدار الاسبوع. تقول سارة: «يستقبل المجمع الثقافي اكثر من ستين فوجاً سياحياً يومياً، قد يصل العدد الى نحو تسعين فوجاً في نهاية الاسبوع». ويستقبل المجمع الثقافي السياح منذ اكثر من عشر سنوات، كانت في البداية سياحة رسمية تتم عن طريق السفارات الاجنبية، لكنها اليوم تطورت لتصبح على شكل وفود سياحية تنظمها شركات سياحية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©