الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«غرس النور».. يسرد فصلاً من الذكريات ويجسد مرحلة الكفاح في البدايات

«غرس النور».. يسرد فصلاً من الذكريات ويجسد مرحلة الكفاح في البدايات
25 ديسمبر 2012
من كتابة النص والأشعار، مروراً بالأداء وليس انتهاء بالرؤية الإخراجية، المخيلة التي صاغت ذلك كله في مشهد ينحاز إلى الإيحاء والدلالة مثلما ينحاز إلى الواقعية والمباشرة، يشعر الناظر إلى «غرس النور»، هذا الأوبريت الاستعراضي المشغول بروح المسرح، على أنه نشيد مرفوع إلى جهد إنساني كبير، رأى في العلم والمعرفة سبيلاً إلى مكان ما تحت الشمس. «غرس النور»، الأوبريت الغنائي الاستعراضي الذي جرى تقديمه أمس الأول لمرتين على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، بمناسبة مرور مائة عام على ولادة أول مدرسة، حيث بدأت مسيرتها في دبي شبه نظامية عام 1912. «غرس النور» حمل توقيع ناجي الحاي مخرجاً، والكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله كاتباً للنص، وأشعار محمود نور، وموسيقى وألحان إبراهيم جمعة، وتوزيع شاكر حسن، وفي التمثيل الدكتور حبيب غلوم وعبد الله صالح وإبراهيم الأستاذ، وأصل الحكاية هي المدرسة «الأحمدية» بمنطقة الرأس في برّ دبي. النشأة ويتناول العرض الظروف التي أحاطت بنشأة المدرسة، وما تلاها من مراحل من التطوّر مرّت بها المدرسة، والحال أن ما جعل الحكاية درامية، تلك الظروف التي أحاطت بالنشأة، ثمّ صوت الممثل، كانوا ممثلين يصعب على المرء أن يدرك أنهم كانوا ثلاثة وليس واحداً، ربما بسبب استعارة طبقة صوتية ما واستخدام تقنيات في الأداء التمثيلي جعلت ثلاثتهم قادرين على تقمص شخصية واحدة بعينها، أضف إلى ذلك أن الشخصية هي «التاريخ» الذي يُعرّف عن نفسه بأنه كذلك وبأنه شاهد على هذه التجربة بكل تفاصيلها وتضاريسها. انعكس هذا المنطق في بناء الحكاية، على المستوى الدرامي، على بنية العرض بقوة، فكانت تلك التداخلات في السرد بين الملفوظ والاستعراضي الراقص على إيقاع موسيقي حديث وراهن، وآخر موروث ومحلي من ذلك الزمن الذي يتطرق إليه العرض، بحيث بدا واضحاً أنها حكاية لم تكن لتكون إلا كي تُروى للأجيال، بما تضمنته من سيرة اجتماعية ترتبط بذاكرة جمعية وليست فردية، بما يوحي بأنها قصة كفاح لمجتمع بأسره، أدرك الكثيرون من أبنائه أنه ينبغي أن يتغير. إنما تضمن الأوبريت، لجهة التوصيف، عدداً من الاستعراضات التي أبرزت تاريخ المدرسة الأحمدية ومراحل تأسيسها وما مرّت به من مراحل من التطور، خاصة في النصف الأول من القرن الماضي، حيث شهدت الفترة من عام 1932 وحتى 1937 إغلاقاً للمدرسة بسبب الظروف الاقتصادية التي مرّت بها الإمارات، مع كساد تجارة اللؤلؤ الطبيعي، حيث تمّ إلحاقها بدائرة المعارف التابعة لحكومة دبي آنذاك، واستمرت في تقديم خدماتها التعليمية حتى وقت قريب. الاستعراض وقد بنى المخرج ناجي الحاي فكرة هذا العرض الاستعراضي على أساس البناء التقليدي الذي كانت عليه المدرسة الأحمدية بالفعل، حيث دارت الأحداث في أروقة وردهات هذه المدرسة المؤلفة من طابقين، وفي انتقالاته من مشهد إلى آخر، استند الحاي إلى التمثيل، حيث بدا كل واحد منهم في هيئة رجل إماراتي كهل عرفّ نفسه بأنه كان شاهداً على هذه التجربة المميزة في تاريخ التعليم في الإمارات. كما تخلل العرض العديد من الرقصات الفولكلورية التي قدمها شبّان إماراتيون بتناغم مع الإيقاع الخاص بفرقة أورنينا. وما قدمته فرقة أورنينا من استعراضات تنتمي إلى مدرسة الرقص التعبيري الحديث، وإن بدت هذه الرقصات قائمة على مفردات قليلة لجهة الأداء، تجسدت في بضع حركات يحسب المرء أنها باتت معهودة الآن في الرقص التعبيري الذي يستند إلى مفردات حركية في الرقص الموروث في أغلب بلاد الشام. غير أن الفرقة قدمته بإيقاع مميز ولافت للاهتمام، على هذا الصعيد. غير أن المخرج وظف هذا الاستعراض التعبيري، حيث يكون متناغماً مع عدد من الاستعراضات الموروثة، بما يجعلها تؤدي المطلوب منها على مستوى إبراز الفكرة، أي تلك القصة التي تخص ذاكرة جمعية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©