الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفحم» جليس الباحثين عن الدفء وصديق عشاق البر والتخييم

«الفحم» جليس الباحثين عن الدفء وصديق عشاق البر والتخييم
25 ديسمبر 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - تسري النار في أطراف قطع الفحم الكبيرة فتحترق شيئاً فشيئاً وتعلو معها «طقطقة» عيدان حطب السمر، فتتصاعد أضواء ألسنة اللهب، لتبعث الدفء وتقاوم نسمات الهواء الباردة، ما يبعث في النفس متعة وسكينة. ولا يختلف اثنان على أن للنار سحراً خاصاً خصوصاً في ليالي الشتاء الباردة، لا سيما عندما تجلس العائلة حول مواقد النار في ليالي الشتاء الطويلة في مخيمات البر، والتي تعد من العادات المحببة عند أهل الإمارات، خاصة مع رائحة شاي الغوري والقهوة المهيلة، حيث تختلط برائحة الحطب الزكية. تباشير هذا الشتاء جاءت مبكرة، فحركت مياه الأسواق الراكدة ليشهد سوق الفحم والحطب حركة تجارية نشطة من قبل رواد البر والأهالي الذين أقبلوا على شراء الفحم والحطب. وعن ذلك يقول محمد إقبال، بائع حطب السمر بسوق الميناء بأبوظبي: «إن هذه الأيام تمثل موسماً تنشط فيه حركة البيع والشراء للفحم والحطب، مقارنة بحالة الركود طيلة العام»، مشيراً إلى أن الأسعار لهذا العام متفاوتة، كما أن «السمر» يعد أكثر الأنواع طلباً في الأسواق يليه الفحم. لافتاً إلى أن أكثر ما يميز حطب السمر «الرائحة والاشتعال» ما يدفع الكثيرين للإقبال عليه، وعن أسعار الحطب يوضح محمد أنها تتفاوت حسب الكمية المطلوبة من الرزم ونوع الحطب. ومن جانبه يقول عبد الرحيم غلوم: «يختلف الإقبال على أنواع الفحم تبعاً للسعر والنوع والجودة، حيث يعد الفحم ذو الأحجام الكبيرة الأكثر طلباً، وذلك للشواء في الحدائق والرحلات البرية»، مؤكدا أن هناك زيادة في الطلب على الأكياس الصغيرة التي يبلغ سعرها 10 دراهم التي تستعمل للشواء في المنزل غالباً، بينما الكيس الكبير قد يصل سعره إلى 30 درهماً. ويوضح: يبقى خيار حطب السمر هو الأكثر طلباً نظراً لجودته الفائقة واستمراريته في الاشتعال ولندرته وصعوبة الحصول عليه، كما أنه من الأنواع الشعبية والدارجة للجميع، لأنه يقضي فترة أقل من الفحم في الاشتعال. وعن استخدامات السمر، أوضح البائع عبد الرحيم أنه يستخدم غالباً في الرحلات مع بدء موسم الشتاء لأغراض الطبخ لما يضفيه على الطعام والشراب من نكهات طيبة المذاق، كما أن بعض الرحالة للبر يستخدمونه في نطاق التدفئة أثناء المسامرات بصحبة الأهل والأصدقاء. ولم يستغرب الشاب خالد الطنيجي من ارتفاع أسعار حطب السمر والفحم في الأسواق، ويقول: «مع دخول نسمات الشتاء الباردة على مناطق بالدولة وانخفاض درجات الحرارة، تشجعت العائلات الإماراتية لقضاء أوقات ممتعة في البر والتخييم لعدة أيام وهذا يتطلب توفير كميات كبيرة من حطب السمر، ورغم ارتفاع أسعاره. فإنه يشتري منه كميات كبيرة، نظرا لأنه من عشاق التخييم في البر، حيث يجتمع مع أصدقائه على شبة النار التي تبعث الدفء لمن يجلس حولها». وفي المقابل، يؤكد سليمان رشيد أن أهالي الإمارات يعشقون أجواء الشتاء التي تدفعهم للخروج إلى التخييم في البر، وما يتطلبه ذلك من توفير كميات من حطب السمر للشواء وإعداد الشاي والقهوة الممزوجة بحبات الهيل، حيث أن للشاي والقهوة مذاقاً خاصاً عندما تمتزج نكهتها بحطب «السمر» حيث يجتمع الأحباب والأصدقاء، ونتذكر أيام الأجداد في البر وكيفية استخدام الحطب في أكثر من غرض. ويعترف فيصل شاهين بأن حالة الجو التي تمر بها الدولة من سقوط الأمطار إلى انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير ساعدت على ارتفاع سعر الحطب والفحم، مشيراً إلى أن بعض الباعة يمارسون الغش التجاري، ويروجون لبضاعة رديئة، وبأسعار عالية لا تتناسب ومواصفات البضاعة الأصلية الجيدة، مستغلين قلة خبرة المشترين، ورغم ذلك نرى الكثير من العائلات تشتري كميات كبيرة من حطب السمر والفحم لتقضى أياماً جميلة في ربوع الرمال الذهبية الناعمة للتخييم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©