بعد عام حافل بالاستجوابات والأزمات والشد والجذب مع الحكومة، منح مجلس الأمة الكويتي نفسه عطلة أمس الحاجة إليها·· وذلك حتى الثلاثين من أكتوبر المقبل لتكون أكبر عطلة في تاريخ المجلس·
ورغم الاشكالات التي نجمت عن عام من التجاذب والمشاحنات واستجواب الوزراء ودفعهم إلى الاستقالة، إلا أن رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح قال في جلسة الختام إن الديموقراطية التي ارتضاها الشعب الكويتي منهاجا ونظاما هي قدر الكويت وخيارها، وهي السبيل للارتقاء بالآمال والطموحات والإنجازات التي يتطلع إليها الجميع· مؤكدا على أن الحكومة تحلت بالشفافية والموضوعية والتجرد في جميع الموضوعات التي نظرها مجلس الأمة خلال دور الانعقاد·
بين السلطتين
وكان رئيس الوزراء قد أوضح أن الحكومة لم تدخر جهدا ووسعا في سبيل توفير كافة الأسباب لمجلس الأمة كي يؤدي دوره المنشود ويمارس التزاماته الدستورية على أكمل الوجه، وأضاف ''نحن بحاجة إلى وقفة جادة مع النفس من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقنا لنقف فيها على سبل ممارستنا لدورنا المعهود وفق نظامنا الديموقراطي''·
غير أن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي رأى غير ذلك، فقد أخذ على الحكومة -التي لم تشهد مرحلة مستقرة في عملها بسبب الضغوط البرلمانية- أنها قدمت برنامج عملها وفقا لما نصت عليه المادة ( 98 ) من الدستور، ولا يزال المجلس يترقب أن تقوم بتقديم هذا البرنامج في أقرب وقت ليكون أرضية للتعاون بين السلطتين ومنطلقا لتحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة· وقال ''إن الكويت ''تقبع في أتون أحداث محيطة تثير القلق وتستوجب منا في كل الأحوال الحيطة والحذر'' داعيا الجميع إلى التعاون لتخطي الصعاب والمآزق وحتى لا تنال من مسار الديموقراطية الصحيحة الهادفة، وأضاف أن البلاد تمر بمرحلة من البناء الديموقراطي ''تتطلب الحكمة في صيانة القواعد والأسس والدقة والمهارة في تشييد البنيان''·
استجوابات وقرارات
الحقيقة أن هذه الدورة التشريعية قد بلغت درجة من الشد والجذب بين السلطتين لدرجة بلغ فيها عدد الاستجوابات التي وجهت لوزراء الحكومة ثلاثة، كان أولها لوزير الإعلام الذي انتهى باستقالته قبل مناقشتها، وثانيها لوزير الصحة وأدى إلى طرح موضوع الثقة بالوزير وانتهى باستقالة الحكومة، وثالثها كان لوزير النفط الذي أدى إلى طرح موضوع الثقة بالوزير وانتهى باستقالته قبل جلسة طرح الثقة·
وفى نطاق ممارسة المجلس لمهامه الرقابية بلغ عدد الأسئلة الموجهة من الأعضاء إلى الوزراء خلال هذا الدور تسعمائة وخمسة عشر سؤالا، بالإضافة إلى اثنين وثمانين سؤالا من الدور الماضي بما جملته تسعمائة وسبعة وتسعون سؤالا· ردت الحكومة على ثلاثمائة واثنين وتسعين سؤالا منها، ولا يزال خمسمائة وثلاثة وعشرون سؤالا باقيا دون إجابة·
من جانب آخر تلقت لجنة العرائض والشكاوى ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بالمجلس مائتين وخمس عشرة عريضة وشكوى والتماسا، بالإضافة إلى مائة وأربع وعشرين عريضة وشكوى متبقية من الدور السابق وقامت اللجنتان بدراسة وإنجاز مائتين وأربع منها ولا يزال مئة وخمس وثلاثون منها قيد البحث والدراسة·
غير أن أبرز ما أنجزه المجلس الكويتي على الصعيد الدولي مواصلة جهوده في حشد الدعم الدولي لمقترحه لصياغة اتفاقية دولية لحظر المساس بالديانات السماوية والرموز الدينية· وقد تمكن المجلس من حشد الدعم المطلوب لهذا المقترح في الاجتماعات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية وإصدار قرارات منها لإنجاز هذه الاتفاقية بالتعاون والتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة·
دور تعطيلي!!
فى نطاق ممارسة المجلس الكويتي لمهامه التشريعية بلغ عدد مشروعات القوانين التي وردت إليه خلال هذا الدور، تسعة وتسعين مشروعا، بالإضافة إلى ما كان متبقيا من تلك المشروعات من الدور السابق وعددها سبعة وثمانون مشروعا·
وقد أنهت لجان المجلس ثلاثة وسبعين مشروعا منها خلال هذا الدور، وأعدت تقاريرها فيها ولا يزال مائة وثلاثة عشر مشروعا منها قيد الدراسة والبحث·
في حين بلغ عدد الاقتراحات بقوانين التي قدمت من الأعضاء في هذا الدور ثلاثمائة وخمسين اقتراحا، إضافة إلى ما كان متبقيا منها وعددها واحد وستون اقتراحا من الدور الماضي وقد انتهت لجان المجلس من دراسة وإنجاز مائة وخمسة وأربعين اقتراحا منها وأعدت تقاريرها فيها ولا يزال على جداول أعمالها مئتان وستة وستون اقتراحا· ولعل في الأرقام المذكورة ما يرد على الادعاءات التي اشتكت من الدور التعطيلي لعملية التنمية من جانب البرلمان·
عدد اليوم
