الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدرسة الأحمدية.. منارة العلم المضيئة في دبي منذ 100 عام

مدرسة الأحمدية.. منارة العلم المضيئة في دبي منذ 100 عام
25 ديسمبر 2012
مدرسة الأحمدية صرح من صروح العلم، وواحة مستفيضة بعلوم الدين واللغة والحساب، أسست على يد رواد الفكر، الذين وعوا جيداً أهمية نشر العلوم بين صفوف أبناء الأهالي قديماً، فعلى الرغم من شظف العيش، وضيق ذات اليد، إلا أن الأهالي حرصوا على أن ينهل أبناؤهم من نبع العلم، عبر بوابة مدرسة الأحمدية التي تعتبر أول مدرسة شبه نظامية أسست في دبي عام 1912 على يد مؤسسها الشيخ أحمد بن دلموك الذي وفاته المنية قبل إكمال بنائها. خولة علي (دبي) - شرع في إكمال وتشييد مدرسة الأحمدية، الشيخ محمد بن أحمد بن دلموك الذي يعزى إليه الفضل في استقطاب نخبة من المعلمين المتميزين في علوم الحساب واللغة والدين من الدول المجاورة الذين بلغوا وحازوا مراتب علمية عالية، وقد بلع عدد المنتسبين إليها من الطلاب في سنتها الأولى قرابة 300 طالب، وظلت الدراسة في السنوات الأولى مجانية، وفي مراحل لاحقة كانت تفرض على أبناء الأغنياء رسوماً رمزية تتراوح بين 3 و5 روبيات هندية. أما غير الميسورين من الأهالي، فتولى الشيخ محمد بن أحمد بن دلموك مهمة دفع الرسوم الدراسية عنهم، وفي عام 1956 تحـولت الدراسة بالمدرسة من شبه نظامية إلى تعليم نظامي. وحول دور المدرسة في تاريخ التعليم، أشارت أمينة ميرزا مديرة مدرسة الأحمدية، إلى أن المدرسة لعبت دوراً مهماً في تاريخ التعليم، وهي أول مدرسة شبه نظامية في إمارة دبي، وكان يدرس فيها في السنوات الأولى من إنشائها علوم الحديث والتفسير والفقه والسيرة، ولاحقاً تم إدخال المواد العلمية والاجتماعية الأخرى. ويتم التدريس على الأرض، حيث تفرش بالحصير المصنوع من سعف النخيل، ويجلس الطلبة في حلقات حول المدرسين لطلب العلم، وفي فترة لاحقة تم جلب المقاعد والطاولات التقليدية التي تتسع الواحدة منها لثلاثة تلاميذ، وقد كان نظام المدرسة قائماً على توزيع الطلاب، وفقاً لأعمارهم ومدى قدرتهم على حفظ القران الكريم، واستيعاب العلوم الأخرى، حيث كانت هناك مراحل دراسية ابتدائية وأخرى متقدمة، وقد كان الطلاب في المراحل المتقدمة، يقومون بمساعدة المدرسين على تعليم الطلاب في المراحل الابتدائية. وتضيف: «بعد سنوات من العلم والنور، توقفت الدراسة عام 1932 نظراً لانهيار سوق اللؤلؤ وكساد تجارته، وفي عام 1937 تولت حكومة دبي تمويل المدارس، وأسندت مسؤولية إدارة المدرسة إلى الشيخ محمد نور بن سيف، ومن مدرسي تلك الفترة الشيخ محمد بن علي بن دعفوس، الشيخ أحمد عيسي، الشيخ محمد بن ظبوي، وغيرهم، وكان التدريس يتم في الطابق الأرضي، أما الطابق العلوي فكان يستخدم من قبل قضاة البلاد». وبخصوص إدارة المدرسة، تقول ميرزا: «تعاقب على إدارة المدرسة مجموعة من المديرين، منهم الشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك الذي كان أول مدير لمدرسة الأحمدية، بالإضافة إلى إدارته مجموعة من الحلقات الدينية، وتلاه الشيخ عبدالله عبدالوهاب المزين الذي أدار المدرسة في بداية العشرينيات وطور نظامها التعليمي، ثم الشيخ عبدالرحمن بن حافظ، فيما تولى إدارة المدرسة الشيخ محمد نور بن سيف عام 1937، ولعب دوراً مهماً في تطوير الحركة العلمية في المنطقة. وفي نهاية الأربعينيات قبل أن تأتي البعثة التعليمية الكويتية، تسلم إدارة المدرسة بعد سفر الشيخ محمد نور إلى الحجاز، الشيخ أحمد حمد الشيباني، وحين وصل أعضاء البعثة الكويتيــة الأولى تولى إدارة المدرسة عام 1956 هاشم أبو عمارة، الذي كان أحد أعضاء البعثة، فيما تولى زهدي الخطيب إدارة المدرسة عام 1957وكان مشرفا عاماً على التعليم في الإمارة». وعن وصف المدرسة، لفتت إلى أنها تسير على نمط البناء المعماري القديم السائد وقتها، وتبلغ مساحتها الكلية 528 متراً مربعاً، ويتكون المبنى من طابقين، ففي الدور الأول «الأرضي» غرف كثيرة، تحيط بالمدرسة من جهاتها الأربع، وأمام هذه الغرف رواق يتوسطه فراغ مربع «فناء»، حيث استعمل في تلك الحقبة الزمنية للطابور الصباحي، فبعد أن تتلاحم صفوف الطلبة وتتوحد، تنطق الحناجر في وصوت واحد لتدوي أرجاء المكان في نشيد صباحي يستنهض الهمم، وهم يرددون كلمات في حب مدينتهم: دبي يا منية المريد ... ويا مقر الفخر التليد ... قد شيد فيك مجد الجدود ... فأين ما شيد من صروح ... إلى الأمام سر بانتظام إلى الأمام إلى الأمام إلى الأمام. وقالت إنه إيقاع يومي حافل بالجديد، وبالرغبة والإصرار على التشبث بالعلم والمعرفة، فهو بمثابة سلم الوصول إلى عتبة المستقبل، التي يتنظرونها خلف أسوار المدرسة، ويصادف الداخل إلى المدرسة «مصطبتين» من الجص على يمين الباب ويساره، تستعمل لجلوس الأساتذة وقت الاستراحة بين الحصص، وهو مفهوم بسيط للإمكانات، إلا أن المدرسة وفيرة بعلومها وآدابها. ولفتت ميزرا إلى أنه في عام 1956 تحولت الدراسة بالمدرسة من شبه نظامية إلى تعليم نظامي، ثم تم الانتقال إلى المبنى الجديد للمدرسة عام 1964، ومن ثم قام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، بافتتاح مبنى مدرسة الأحمدية رسمياً في 20 مارس 2000 بعد ترميمه، وآلت إدارة المدرسة وقتها إلى دائرة السياحة والتسويق التجاري في أبريل عام 2000، لتنضم إلى سلسلة المتاحف التاريخية. والآن تكمل مدرسة الأحمدية عامها المائة، وهي تجسد مرحلة مهمة في تاريخ التعليم شبه النظامي في دبي، تمثل جهود من دعم التعليم قديماً، وإصراره على نشر نور العلم والمعرفة بين صفوف الأبناء قديماً، على الرغم من صعوبة الحياة التي كان يعيشها أهل المنطقة يومياً من أجل توفير لقمة العيش ومواصلة الحياة، إلا أن ذلك لم يشكل حاجزاً أمامهم نحو تطوير مداركهم العقلية وبناء جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة، لتظل مدرسة الأحمدية منارة وصرحاً علمياً تاريخياً يطل عليها الأجيال والسياح للتعرف إلى مظهر ووجه من أوجه التعليم قديماً في المنطقة. أوائل الدارسين بالمدرسة من أوائل الطلبة الذين درسوا في مدرسة الأحمدية خلال الفترة من 1912 إلى 1955، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ راشد بن مانع آل مكتوم، والشيخ عبيد بن جمعة آل مكتوم، والشيخ محمد نور بن سيف المهيري، وأحمد بن سلطان بن سليم، وأحمد بن محمد بن عبد السلام، وثاني بن راشد المطروشي، ومحمد أحمد الخزرجي، والحاج محمد بن مطر بن مصبح، وراشد بن عيسى بن ثاني بالرقاد، ومحمد بن ماجد الفطيم، وحسن أحمد بو ملحة، ومحمد أحمد بو ملحة، وحسن أحمد بو علي، والشيخ أحمد الزبيدي، ومحمد بن عبد اللطيف السركال، وعبدالله بن حنظل، وعبيد بن صقر غباش، والسيد هاشم بن السيد رضا الهاشمي، ومحمد بن حافظ، وراشد الهاملي، وأحمد بن حريز، وناصر بن عبد اللطيف السركال، وحميد بن عبدالله أبو الهول، ومحمد بن يوسف الشيباني، وعبدالله بن خنفر، وحمدان بن عبدالله بن أحمد بن دلموك، والشيخ محمد بن عبيد البدور، والشيخ يوسف بن عبدالله الشيباني، والشيخ محمد أحمد الشنقيطي، والشيخ أحمد بن حسن الخزرجي، والشيخ أحمد بن حمد بن سوقات، وأحمد أمين المدني، وعبيد ميرزا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©