الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم عبيد: اعتقد الأهالي أن هناك خطأ عندما سمعوا عبارة «هنا إذاعة عجمان»

سالم عبيد: اعتقد الأهالي أن هناك خطأ عندما سمعوا عبارة «هنا إذاعة عجمان»
1 يناير 2012
في عام 1961 قام المواطن راشد عبدالله علي بن حمضة بإنشاء أول إذاعة بجهد شخصي، وكان المقر في منزله الكائن بالحي الشرقي من إمارة عجمان، وقد كان الرجل يمتهن قبل ذلك مهنة إصلاح أجهزة الراديو، وقد تعلم ذلك لمدة خمس سنوات جعلته حريصاً على سماع الإذاعات، وكثير ما كان يسمع عن إذاعة صوت ساحل عمان، التي كانت تبث من إمارة الشارقة، وكثيرا ما تساءل لماذا لا يكون في عجمان إذاعة مشابهة؟ بما أن راشد عبدالله علي بن حمضة خبير في الأجهزة فإن فكرة إقامة إذاعة في عجمان لازمته حتى حققها.. وكان أول مذيع في تلك الإذاعة هو سالم عبيد سيف، وقد لجأ اليه بن حمضة لأنه كان طالبا متعلما يقرأ ويكتب، ولا يذكر سالم كم كان عمره بالتحديد في تلك الفترة، إلا أنه يقول ربما كان بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة. المذيع أخطأ وتحدث سالم عبيد مستعيدا تلك الذكريات قائلا: في سرية تامة عمل راشد في صمت على إنشاء إذاعته، ولم يخبر بها حتى أقرب المقربين، وعندما أصبحت جاهزة للبث قال لسالم إنه يرغب في التعاون معه على البث، وجهز له طريقة البث وقال له إنه سيذهب إلى أحد مقاهي عجمان، “قهوة عبدالله الغملاسي” التي يتجمع بها رجال عجمان لتناول الشاي والقهوة، وكان الوقت بعد الظهر والجميع كانوا يستمعون إلى جهاز الراديو، فدخل راشد وفتح على الموجة التي ضبط عليها إذاعته، ثم جلس وكانت فترة المنوعات الغنائية وما أن انتهت الأغنية حتى سمع الناس الجملة التي تقول: هنا إذاعة عجمان ولا نزال نواصل بث هذه المنوعات. سالم يخبرنا أن الرجال اعتقدوا أن خلفان المر الذي كان مذيعا بإذاعة الشارقة قد أخطأ، ولكن عندما علموا من راشد الحقيقة كان لتلك الجملة تأثير كالسحر عليهم، حيث ضجوا وفرحوا وتساءلوا، فأخبرهم راشد بأن تلك الإذاعة تبث من بيته، وإنه هو الذي قام بإنشائها، والأغلبية من الرجال بدوا غير مصدقين، حيث طلب الجميع الذهاب لمنزله لرؤية ذلك بأنفسهم، وقد أصبح منزل راشد كالمتحف الذي يفد إليه الزوار والمعجبون. ويضيف سالم عبيد: البث الإذاعي بدأ في عام 1961 م واستمر حتى 1965م، وكانت برامج الإذاعة تقتصر على بث آيات من القرآن الكريم والمواعظ الدينية، والشعر والمنوعات الغنائية، حيث كان الأهالي من المنطقة يأتون بالأقراص المضغوطة التي تسمى إسطوانات، كمساعدة لصاحب الإذاعة ورغبة منهم في استمرارها، وقد حاول راشد أن يصل بثها إلى أكبر مساحة ممكنة من الإمارات، وذلك من خلال تركيب هوائي عال يزيد عن 30 مترا، وكانت الإذاعة تعمل بالبطاريات الجافة. وشارك في هذه الإذاعة المطوع خلفان بن حميد بن عيسى وهو معلم القرآن الكريم، وهو ضرير وخطيب بالمسجد الجامع، وذلك من خلال تسجيله لخطبة الجمعة قبل إلقائها لبثها عبر الإذاعة مساء، كما شارك الأستاذ جودت عايش البرغوثي من فلسطين، وكان أحد قدامى المعلمين في مدرسة الراشدية منذ إنشائها عام 1958م، حين قدم برامج أدبية وتوجيهات تربوية، وممن شاركوا أيضا فضيلة الشيخ محمد التندي من خلال المواعظ والبرامج الدينية، وكان يعمل بوظيفة قاض في محاكم الشارقة، وأيضا كان للراحل الشاعر حمد خليفة بوشهاب دور من خلال إلقاء قصائده الشعرية، وهو أحد أشهر شعراء النبط وقد قام بجمع مجلدين تحت عنوان “تراثنا من الشعر الشعبي”. ذكريات جميلة ويكمل سالم عبيد، ذكرياته عن تلك المرحلة الجميلة من حياته قائلا: أيضا ممن ساهموا في إثراء الإذاعة رواة الشعر الشعبي عمران بن مرداس، كما قدم الفنان عيد الفرج بعضا من الأناشيد حينما كان طالبا، ولأن راشد أنفق الكثير من ماله ووقته على إنشاء تلك الإذاعة، فقد ساهم بعض المواطنين في دعم تلك الوسيلة الإعلامية، من خلال تقديم المساعدات المالية والتبرع بالمواد التسجيلية، كما قامت سيدة مواطنة تسمى مطيرة، بحملة لجمع التبرعات من أجل دعم الإذاعة، وساعدها سالم راشد بن تريس القمزي، وفي ذلك الوقت كان طالبا في مدرسة الراشدية، واليوم هو من حملة الدكتوراه. ولا ينسى سالم عبيد جهود أبناء عجمان في دعم هذه الإذاعة، وإعداد الأخبار المحلية عن إمارة عجمان. هواية نظم الشعر يقول سالم عبيد، إن الإذاعة واجهتها بعض المصاعب نتيجة زيادة الاحتياجات، وفي ظل الإمكانيات المحدودة توقف العمل في الإذاعة عام 1965م، ورغم كل تلك السنوات لا يزال سالم يتذكر تلك الأيام الجميلة، وكثيرا ما يذهب لزيارة المتحف لمشاهدة تلك القطع التي استخدمت للبث الإذاعي للمرة الأولى، وفي ذات الوقت يمارس هوايته في نظم الشعر النبطي، وهو يأمل أن يحظى الشعر النبطي بالمزيد من الاهتمام من خلال الإذاعات والأمسيات الشعرية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©